واشنطن تدعو إلى "الصبر الاستراتيجي" في مواجهة داعش
واشنطن تدعو إلى "الصبر الاستراتيجي" في مواجهة داعشواشنطن تدعو إلى "الصبر الاستراتيجي" في مواجهة داعش

واشنطن تدعو إلى "الصبر الاستراتيجي" في مواجهة داعش

قبيل وصوله، في زيارة مفاجئة، إلى بغداد، الاثنين، دعا رئيس هيئة الأركان الأمريكية الجنرال مارتن ديمبسي إلى ما اسماه بـ"الصبر الاستراتيجي" في مواجهة داعش، معتبرا أن تكثيف الضربات الجوية للتحالف ضد مواقع التنظيم ستزيد المخاطر على السكان المدنيين وستصب في مصلحة الأدبيات الجهادية.

ومع أن واشنطن لم تعلن عن هذه الزيارة، لكنها بدت متوقعة في خضم الاستعدادات والمشاورات الجارية في بغداد حول كيفية البدء في معركة الموصل، المدينة الأولى التي احتلها داعش واتخذت منها مقرا في العراق.

ويأتي هذا الحذر الأمريكي وسط تصاعد وتيرة معارك الجيش العراقي ضد داعش لاستعادة مدينة تكريت، والانتقال بعدها إلى معركة تحرير الموصل، التي ستكون محطة حاسمة في الصراع مع التنظيم المتطرف.

وكان عدد من المسؤولين العراقيين دعوا الولايات المتحدة إلى تكثيف الضربات الجوية ضد التنظيم، وهو ما يؤشر إلى خلاف بين بغداد وواشنطن حول الاستراتيجية العسكرية ضد التنظيم، ومن المرجح أن ديمبسي سيناقش هذه النقاط مع المسؤولين العراقيين خلال زيارته الحالية، وسيحاول اقناعهم بالفكرة القائلة إن تكثيف الضربات ليس حلا.

واعتبر الجنرال مارتن ديمبسي، خلال زيارة له إلى حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول، أنه من الخطأ تكثيف الضربات الجوية على تنظيم داعش، داعيا إلى اعتماد "الصبر الاستراتيجي"، وهو تعبير جديد يدخل القاموس العسكري الأمريكي في المعركة ضد الإرهاب.

وطالب الجنرال الأمريكي بالدقة في استخدام القوة الجوية، مشيرا إلى أن زيادة وتيرة الغارات ستزيد المخاطر على السكان المدنيين، داعيا الى "التروي واخذ الوقت اللازم" لجمع المعلومات الصائبة حول المواقع التي يجب ان تستهدف بالقصف.

وكان لافتا ربط ديمبسي بين وتيرة الضربات الجوية وبين قدرات الجيش العراقي على الارض ورغبة الحكومة العراقية بالتصالح مع السكان العرب السنة الذين يتوجسون من القوات العراقية التي يعتبرون أن الشيعة يهيمنون عليها.

وهاجس سيطرة الشيعة والمليشيات الإيرانية على ما يسمى بالحشد الشعبي المساند للجيش العراقي، ظهر في تصريحات بعض الساسة العراقيين الذين حذروا من ان اقتصار معركة تحرير المناطق العراقية من قبضة داعش على الغالبية الشيعية سيفتح الباب أمام حرب طائفية واسعة النطاق.

ويرى مراقبون إزدواجية في النظرة الأمريكية إزاء العراق، فهي تسعى لتخفيف الضربات الجوية خوفا على مشاعر السنة، لكنها لا تأبه، في الىن ذاته، للدور الإيراني المتنامي في الحرب ضد داعش في العراق، وهو ما يقلق السنة الذين يتهمون المليشيات الشيعية بارتكاب الانتهاكات في مناطقهم.

وكان داعش استفاد، خلال تقدمه في شمال العراق في يوينو الماضي، من مشاعر التهميش التي عانى منها السكان السنة في ظل الحكومة التي ترأسها نوري المالكي، قبل أن يتسلم المنصب خلفه حيدر العبادي في أغسطس الماضي الذي وعد بإيلاء الاهتمام للسنة.

وعندما اطلقت القوات العراقية قبل ايام هجومها الواسع لاستعادة تكريت من مسلحي تنظيم داعش، دعا رئيس العبادي الى اعطاء الأولوية لحماية السكان المدنيين خلال هذه العمليات العسكرية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com