ذكرت تقارير إخبارية وشهود أن قوات الأمن في ميانمار قتلت أكثر من 90 محتجا في أنحاء البلاد، اليوم السبت، في أحد أكثر أيام الاحتجاجات دموية منذ الانقلاب العسكري الذي وقع الشهر الماضي.
وقوبل هذا القمع القاتل الذي جاء في يوم القوات المسلحة بانتقاد قوي من الدول الغربية. وقال السفير البريطاني دان تشاج: إن قوات الأمن ”جلبت العار لنفسها“. ووصف السفير الأمريكي العنف بأنه ”مروع“.
وقال رئيس المجلس العسكري خلال عرض في العاصمة نايبيداو للاحتفال بالحدث: إن ”الجيش سيحمي الشعب ويسعى جاهدا لتحقيق الديمقراطية“.
وكان التلفزيون الرسمي قد ذكر، أمس الجمعة، أن المحتجين يواجهون خطر التعرض لإطلاق النار عليهم ”في الرأس والظهر“. وعلى الرغم من ذلك، خرج المحتجون على انقلاب الأول من فبراير شباط إلى شوارع يانجون وماندالاي ومدن وبلدات أخرى، كما يفعلون كل يوم تقريبا منذ الانقلاب الذي أطاح بزعيمة البلاد أونج سان سو تشي..
وقالت بوابة ميانمار ناو الإخبارية: إن 91 شخصا قتلوا في أنحاء البلاد بأيدي قوات الأمن.
ارتفاع عدد قتلى المتظاهرين في #ميانمار بنيران قوات الأمن إلى 91#إرم_نيوز pic.twitter.com/5sUcIw4ENq
— إرم نيوز (@EremNews) March 27, 2021
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن صبيا لا يتجاوز الخامسة من عمره كان من بين ما لا يقل عن 29 قتلوا في ماندالاي. وقالت ميانمار ناو إن 24 على الأقل قتلوا في يانجون.
وفي منتدى على الإنترنت، قال الدكتور ساسا المتحدث باسم جماعة (سي.آر.بي.إتش) المناهضة للمجلس العسكري التي أنشأها النواب المنتخبون الذين أطاح بهم الانقلاب: ”اليوم يوم عار على القوات المسلحة“.
ويرفع عدد القتلى اليوم السبت إجمالي عدد المدنيين الذين أفادت تقارير بمقتلهم منذ وقوع الانقلاب إلى ما يزيد على 400.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب: إن القمع العنيف للاحتجاجات الذي شهد مقتل أكثر من 90 في ميانمار يمثل منعطفا جديدا، مضيفا أن بريطانيا ستعمل لضمان إيجاد سبيل لعودة الديمقراطية إلى البلاد.
وقال راب على تويتر متناولا القمع الذي وقع في يوم القوات المسلحة في ميانمار: إن ”قتل المدنيين العزل اليوم، ومنهم أطفال، يمثل منعطفا جديدا. سنعمل مع شركائنا الدوليين لإنهاء هذا العنف المتجرد من الحس ومحاسبة المسؤولين عنه، وضمان سبيل لعودة الديمقراطية“.
روسيا ”صديق حقيقي“
زادت العقوبات الأمريكية والأوروبية، الأسبوع الماضي، الضغوط الخارجية على المجلس العسكري الحاكم في ميانمار، لكن الإدانة له ليست شاملة. وحضر ألكسندر فومين نائب وزير الدفاع الروسي العرض العسكري في عاصمة ميانمار، واجتمع أمس الجمعة مع كبار قادة المجلس العسكري. وقال مين أونج هلاينج: ”روسيا صديق حقيقي“.
وقال دبلوماسيون: إن ممثلي ثماني دول حضروا العرض، وهي روسيا والصين والهند وباكستان وبنجلادش وفيتنام ولاوس وتايلاند.
والتأييد من روسيا والصين، التي امتنعت هي الأخرى عن انتقاد المجلس العسكري مهم للمجلس بشكل خاص؛ لأن الدولتين عضوان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وبإمكانهما إحباط أي عقوبات على ميانمار من المنظمة الدولية.
غارات جوية
واليوم السبت، شنت طائرات مقاتلة لجيش ميانمار غارات جوية على قرية بالقرب من الحدود التايلاندية في منطقة تسيطر عليها جماعة عرقية مسلحة توعدت بالقتال من أجل إنهاء الانقلاب العسكري، الذي وقع في الأول من شهر فبراير/شباط الماضي، وذلك حسبما قالت تلك الجماعة.
وقال ”اتحاد كارين الوطني“، وهو الجماعة العرقية المسلحة، التي تسيطر على المنطقة الجنوبية الشرقية: إن الطائرات المقاتلة هاجمت قرية داي بو نوي نحو الساعة الثامنة مساء، مما أجبر القرويين على الفرار.
وقال متحدث باسم شبكة كارين لدعم السلام: إن هناك تقارير عن مقتل شخصين وإصابة اثنين، لكن الاتصالات صعبة في المنطقة النائية، وهناك مخاوف من وقوع المزيد من الضحايا.
وفي وقت سابق اليوم السبت، ذكر اتحاد كارين أنه اجتاح قاعدة للجيش، مما أسفر عن مقتل 10 عسكريين مع احتفال المجلس العسكري بيوم القوات المسلحة السنوي باستعراض في العاصمة نايبيداو.