الصومال يستعد لاستقبال رحلات ليلية في مطار "آدم عبدلي"
الصومال يستعد لاستقبال رحلات ليلية في مطار "آدم عبدلي"الصومال يستعد لاستقبال رحلات ليلية في مطار "آدم عبدلي"

الصومال يستعد لاستقبال رحلات ليلية في مطار "آدم عبدلي"

مقديشو- من نافذة تحريك الهواء الراكد ليلاً في الفضاء الصومالي، بعد نحو ربع قرن، يبدو أن رياح الخروج من العزلة الدولية، والتواصل مع العالم الخارجي، ستهب على هذا البلد الذي عانى من ويلات الحروب الأهلية منذ بداية التسعينيات من القرن العشرين الميلادي.

فمع نهاية الشهر الجاري، تنتهي شركة "كوسفو" التركية (خاصة) من بناء مبنى جديد بمطار "آدم عبدلي" الدولي، جنوبي العاصمة مقديشو، إيذانًا ببدء استقبال رحلات الطائرات الليلية، مع نهاية العام 2015، وهي الخدمة التي كانت متوقفة خلال السنوات الـ25 الماضية، بسبب افتقار المطار لخدمات عدة، كالإضاءات الليلية، فضلاً عن الوضع الأمني المضطرب في البلاد.

وفي أكثر من مناسبة، أكد مسؤولون صوماليون أن الرحلات الليلية مرهونة بأمن البلد الذي يتحسن بين حين وآخر.

المبنى الجديد في مطار "آدم عبدلي"، والذي بُني بتصميمات وتقنيات عالية الجودة لتواكب المطارات الدولية، يضم صالتين كبيرتين، إحداهما للرحلات الدولية، والأخرى للمحلية، بحسب المدير العام للمبنى، بورا اسنير، متحدثاً للأناضول.

وقال اسنير: "نحن على أعتاب المرحلة الأخيرة من إنجاز هذا المشروع الذي يعد مرفقاً يعكس التطور والرقي الذي يشهده البلد"، مشيرًا إلى أنه سيسهم في بدء رحلات ليلة مع نهاية العام الجاري.

ووفق اسنير، فإن المبنى الجديد الذي تم العمل به منذ شهر إبريل/ نيسان الماضي، بلغت تكلفته الإجمالية حوالي 20 مليون دولار أمريكي، لافتاً إلى أنه سيتسع لاستقبال ألف مسافر في المرة الواحدة، الأمر الذي سيجذب شركات خطوط جوية جديدة.

وإلى جانب ذلك، سيكون المبنى قادراً على توفير جميع الخدمات المطلوبة للمسافرين خلال الفترة المقبلة، بحسب اسنير الذي لفت إلى أن هناك رؤى ومشاريع أخرى لتطوير البنية التحتية في المطار.

وعلاوة على الخدمات المدنية، يستقبل مطار "آدم عبدلي" حالياً، طائرات عسكرية لدول أوروبية وأخرى أفريقية، لدعم جهود قوات حفظ السلام "أميصوم".

ويُسير المطار الرحلات الدولية والمحلية في ساعات النهار بشكل طبيعي دون انقطاع.

أحمد حسين، مغترب صومالي، التقته وكالة الأناضول، خلال جولة له داخل المبنى الجديد، يقول :"حُلمنا بدأ يتحقق رويداً رويداً مع هذه الخدمة الجديدة، وهذا المبنى الراقي".

حسين أبدى إعجابه بتصميم المبنى، وبالتقنيات العالية التي أُدخلت عليه، قائلاً: "الصورة النمطية عن الصومال تغيرت، والتطور الحاصل في المطار يحسن من صورة البلد، ويسمح لنا بالتنقل بصورة مريحة، ووقت أقل من وإلى الصومال".

ويحاط المبنى الجديد بغطاء زجاجي من اللون الأسود يجذب انتباه الناظر إليه من بعيد، أما داخليًا، فتحتوي بعض غرفه ديكورات من نوع خاص يتخيلها الناظر صخور صلبة، لكنها ناعمة عند لمسها، إلى جانب تصميم أعلام الصومال وتركيا مثبتة بواجهة مكاتب شركات الطيران الخاصة.

كما يحتوى المبنى على كاميرات مراقبة عالية الجودة، ومدرج لاستلام الحقائب الذي لم يكن متوفراً في المبنى القديم، بحسب مراسل الأناضول.

ولم يكن مطار "آدم عبدلي" يعمل بكامل طاقته، نظراً للاضطرابات والحرب الأهلية الدائرة في الصومال منذ 1991.

ودفع التحسن الأمني الذي يعشه البلد، وإنشاء المحطة الجديدة في مطار "آدم عبدلي"، شركات الطيران الدولية كإثيوبيا أيرويس، والاتحاد الإماراتي، وقطرإيرويس، وفلاي دبي، والعرب، وكينيا إيرويس، إلى عزمها تسيير رحلات منتظمة في الشهور المقبلة.

من جانبها، قالت استر عبدالله، موظفة في المطار، إن "استقبال المطار رحلات ليلية أمر لم نكن نتوقعه في المستقبل القريب، لكن كل شيء على ما يرام كأن البلد يقفز دفعة واحدة إلى الأمام".

وحول أهمية المحطة الجديدة، قال رئيس دائرة الهجرة والجنسيات الجنرال، عبدالله محمود غافو، للأناضول، إنها "تعمل على تقنيات حديثة وفق معايير المطارات الدولية، وهو ما يسهل على العاملين توفير خدمات للمسافرين بأسرع وقت خلافًا من السابق".

وأضاف: "المحطة التي تعمل في المطار حاليًا قديمة ويعود تاريخ بنائها إلى عام 1950، وتتكون من صالة واحدة لا تستوعب أكثر من مئة شخص على الأقل وهو ما يشعر المسافرين بالانزعاج ، حيث تمتلئ الصالة أحياناً، ما يضطر بعض المسافرين الانتظار بالخارج".

وأشار غافو إلى أن "المحطة الجديدة تستوعب ألف شخص على الأقل في المرة الواحدة ما يقارن ركاب ثلاثة طائرات كبيرة، مع توفيره تكنولوجيا حديثة لمراقبة أنشطة المطار بشكل عام".

وحول تدفق شركات الطيران التي تنوي بدء تسيير رحلات يومية في المطار، قال غافو: "استلمنا عدة طلبات من قبل شركات الطيران، ونحن نعمل على إعداد أرضية مناسبة لها"، معربًا عن أمله بدء رحلاتهم في الوقت القريب.

ويستقبل مطار آدم عبدلي، بحسب رئيس دائرة الهجرة والجنسيات يومياً نحو 30 رحلة 10 منهم محلية عكس السنوات الماضية حيث كان يستقبل في اليوم رحلتين أو ثلاث على الأكثر نظرًا للاضطرابات الأمنية حينها.

وأوضح غافو أن الخطوط التركية تعد جسرًا يربط الصومال بالعالم الخارجي حيث قدر عدد المسافرين على متنها في العام المنصرم نحو مليون مسافر، منوهًا إلى أن هذا العدد سيزيد في العام الجاري.

وأشار رئيس دائرة الهجرة والجنسيات إلى أن هناك نية فى إنشاء مطارات أخرى داخل العاصمة لتخفيف ازدحام الطائرات حيث سيتم نقل الطائرات غير المدنية إلى مطارات أخرى.

وتعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال زيارته نهاية يناير/كانون ثان الماضي للصومال، بتسيير الخطوط التركية رحلات يومية من وإلى الصومال بعد أن كانت ثلاثة رحلات في الأسبوع.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com