"لوفيغارو": تصاعد الاحتجاجات في الجامعات التركية يهدد "عرش" أردوغان
"لوفيغارو": تصاعد الاحتجاجات في الجامعات التركية يهدد "عرش" أردوغان"لوفيغارو": تصاعد الاحتجاجات في الجامعات التركية يهدد "عرش" أردوغان

"لوفيغارو": تصاعد الاحتجاجات في الجامعات التركية يهدد "عرش" أردوغان

بات تصاعد الاحتجاجات في الجامعات التركية يؤرق نظام الرئيس رجب طيب أردوغان، وفق تقرير نشرته صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، اليوم الأربعاء.

ويواجه النظام التركي، بحسب ما أسماه التقرير"حشد الشباب التركي" بالقمع، ويجمع الطلاب المحتجون صفوفهم ضد قبضة السلطة الخانقة على كلياتهم بعد أن بدأ الحراك من جامعة البوسفور في إسطنبول وامتد إلى أنقرة، وإزمير، وأضنة.

ويقول التقرير"إنها الآن صرخة حشد الشباب التركي تحت شعار (لن نغمض أعيننا)... الطلاب الذين ظلوا ينددون منذ شهر ونصف الشهر بقبضة السلطة الخانقة على الجامعات في انسجام تام، حيث تم إنشاء الشعار كرد فعل لشرطي يصرخ:"انظر إلى الأسفل" للشباب المتظاهرين ما يعكس غضب جيل كامل ضد هضم حرياته".



ولم يهدأ السخط الذي بدأ، في أوائل كانون الثاني/يناير الماضي، مع التعيين المفاجئ لرئيس الجامعة الموالي لأردوغان على رأس جامعة البوسفور المرموقة، فعلى  الرغم من تساقط الثلوج خلال الأيام الأخيرة يواصل العشرات من الأساتذة التجمع في كل وقت غداء في حديقة الحرم الجامعي لإدارة ظهورهم بشكل رمزي لمكتب رئيس الجامعة الجديد ميليه بولو مطالبين باستقالته.

وتنقل "لوفيغارو" عن المحلل السياسي أحمد إنسيل أن الأساتذة الجامعيين منذ موجة التطهير التي أعقبت الانقلاب في العام 2016 تمكنوا من المراقبة والطعن بفصل مئات من زملائهم في جميع أنحاء البلاد وتعيين العشرات من العمداء الجدد بمرسوم رئاسي.

وحتى الآن -يضيف إنسيل- تمكنت جامعة البوسفور من الحفاظ على وضعها الاستثنائي من خلال الاحتفاظ بالحق في التدقيق في هذا الاختيار ما أدى إلى مهاجمة جامعة البوسفور المشهورة باستقلالها وقيمها العالمية، وتحرك أردوغان لتعزيز سيطرته على الأوساط الأكاديمية، وفرض هيمنته الثقافية.

وأضاف التقرير أنّه"على الرغم من عنف الاشتباكات ومئات الاعتقالات امتد تحرّك الطلاب إلى مدن أخرى: أنقرة، وإزمير، وأضنة، ووصل محتجو إسطنبول المحظورون من الحرم الجامعي إلى الجانب الآسيوي حيث تظاهروا في منطقة كاديكو قبل أن تفرقهم الشرطة بوحشية".

ونوه التقرير إلى تداول عريضة في الأوساط الفكرية تقدم دعمها الكامل للجامعات على موقع "فيسبوك" كما هو الحال في شرفات المباني، حيث يتم ارتجال الحفلات الموسيقية.



وبالنسبة إلى رجب طيب أردوغان، فإن المتظاهرين ليسوا سوى "إرهابيين" و "مخربين" بينما يسميهم وزير الداخلية سليمان صويلو بـ"المنحرفين المثليين" لأنهم نظموا معرضًا ظهرت فيه صورة السماء بجوار صورة علم قوس قزح، أما دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية والحليف السياسي للرئيس التركي فيشبّه المتظاهرين بـ"الأفاعي السامة التي يجب سحق رؤوسها" إضافة إلى العنف غير المتناسب للقمع، وفق ما يلاحظه التقرير.

قمع الموالين

وعلى شبكات التواصل الاجتماعي قال المتظاهرون إنهم اعتقلوا في منازلهم في منتصف الليل من قبل الشرطة المسلحة "كما في الحرب"، كما استنكر شباب من عائلات موالية تقليديًا للسلطة ما اعتبروه إذلالًا.

وقال دوجو دميرتاس، أحد هؤلاء الشباب أمام وفد من حزب الشعب الجمهوري المعارض الذي زاره في السجن، ونُقلت كلماته في صحيفة "إفرنسال":"عائلتي من حزب العدالة والتنمية، ووالدتي ترأس الفرع النسائي في حي سارير، وإذا كان الوزير يهاجم شعب بلاده باستمرار، ويتهم الطلاب بالانحراف، ويقول إنه يتم القبض على الإرهابيين فقط، فكيف يمكن للمدعي العام أن يقرر بحرية؟".

ويؤكد التقرير أنّه"في هذا السياق المتوتر تتحول قضية جامعة البوسفور إلى مواجهة بين المؤيدين والمعارضين لأردوغان" مشيرًا إلى موقف رئيس بلدية اسطنبول أكرم إمام أوغلو الذي قال إنه معروف بصراحته، حيث دافع على تويتر عن"هؤلاء الشباب الذين ليس لديهم هدف سوى حماية النزاهة العلمية والمصداقية الأكاديمية"، بينما بدا محافظ أنقرة منصور يافاس أقل تحفظًا عندما دعا عمدة مدينة البوسفور إلى التنحي، لكن السلطات التركية لا تريد سماع أي شيء، وفق التقرير.



ويرى المراقبون أيضًا أن هذا التشدد الحالي في أنقرة يمثل إلهاءً عن العديد من القضايا الموضوعية التي تزعج مثل الإعدام الأخير على الأرجح من قبل حزب العمال الكردستاني لـ 13 من أفراد قوات الأمن التركية في العراق أو مرة أخرى الأزمة الاقتصادية للبلاد، فكلما غرقت تركيا بشكل أعمق في الركود الاقتصادي زاد نظام أنقرة عدوانية، وتغذَّى الاستبداد على سياقات الأزمة"، بحسب التقرير الفرنسي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com