بيادق السلطان.. وثائقي يكشف لأول مرة علاقة تجنيد المرتزقة السوريين بـ"المهدي المنتظر" (فيديو إرم)
بيادق السلطان.. وثائقي يكشف لأول مرة علاقة تجنيد المرتزقة السوريين بـ"المهدي المنتظر" (فيديو إرم)بيادق السلطان.. وثائقي يكشف لأول مرة علاقة تجنيد المرتزقة السوريين بـ"المهدي المنتظر" (فيديو إرم)

بيادق السلطان.. وثائقي يكشف لأول مرة علاقة تجنيد المرتزقة السوريين بـ"المهدي المنتظر" (فيديو إرم)

سنوات عجاف وما زالت معاناة السوريين مستمرة، شباب وأطفال في عمر الزهور خرجوا من بيوتهم، قائلين لأهلهم: امكثوا لعلنا نأتيكم بما يسد الرمق، وأمام الحاجة، وضيق الحال، وجدوا أنفسهم ضحية المخطط الكبير.

https://youtu.be/ja34gfo2LMM

مرتزقة "المهدي المنتظر".

نسلط في هذا التحقيق الضوء على حكاية لم تروَ من قبل، كيف استغلت تركيا آلاف السوريين وجندتهم للقتال والموت كمرتزقة آلاف الكيلومترات بعيدًا عن وطنهم؟ وهل تم انتهاك القانون الدولي بمثل هذه الممارسات تجاه لاجئين هم في أمس الحاجة للمساعدة؟

والأخطر من ذلك كله، ما علاقة "المهدي المنتظر" بهؤلاء المرتزقة؟

خاض فريقنا الاستقصائي رحلة بحث شاقة بين من يرفض ويخشى الحديث وبين من أسكتته جراح يريد لها أن تندمل حتى وصلنا إلى السيد "أحمد" وهو مرتزق سابق عائد من ليبيا قبل التحدث إلينا شريطة عدم كشف هويته.

وصلنا أيضًا إلى السيد "رشيد مهاجر" والد الفتى السوري "باسل" الذي قُتل خلال معارك في ليبيا رغم سنه الصغيرة إذ لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره.

ومثل الفتى "باسل" الذي لم تعلن قصته من قبل تتكتم تركيا بشكل كامل على التفاصيل المتعلقة بالمرتزقة السوريين الذين جندتهم خلال السنوات الماضية، وهناك تعتيم رسمي كامل على أعداد الذين قُتلوا، وكم كانت أعمارهم؟

تفاصيل أريد لها أن تبقى طي الكتمان لكنها تتكشف يومًا بعد يوم.

صحيفة "الواشنطن بوست" تنقل عن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أن تركيا أرسلت ما يصل إلى 3.800 مرتزق سوري خلال الأشهر الثلاثة الأولى فقط من العام 2020.

إلا أن الأرقام تضاعفت بعد ذلك لتتفاوت التقديرات بشكل كبير، حيث قدر المرصد السوري لحقوق الإنسان أعداد المرتزقة السوريين الذين قاتلوا في ليبيا بنحو 18 ألف مرتزق، بينما قدرت أعداد المرتزقة الذين أرسلوا إلى أذربيجان بنحو 4000.

وفي المجمل قُتل ما بين ليبيا وأذربيجان أكثر من 1000 مرتزق سوري، بحسب المرصد، وهو رقم ضخم، خاصة أن من بينهم أطفالًا وقصَّرًا مثل باسل، والأخطر، وفقًا للروايات التي تحصلنا عليها، أن بعضهم دفع للقتال، بينما تم الاتفاق معه في البداية على أن دوره سيقتصر على الحراسة، كما يؤكد تقرير لقناة DW الألمانية.

ولا يبدو المال هو الدافع الوحيد لجميع المرتزقة، فالمرصد السوري يؤكد أن أعدادًا من المرتزقة كانت من العناصر المتطرفة التي قاتلت في صفوف داعش، وفرع تنظيم القاعدة في سوريا، وهو ما تعززه رواية السفير الأمريكي السابق "جون بروس كريج" الذي يشير بوضوح إلى العلاقة المتشابكة بين تركيا والتنظيمات المتشددة في سوريا.

ويرجح أن العناصر المتطرفة كانت تتولى أدوارًا قيادية في التجنيد، وقيادة الفرق المقاتلة.

الدوافع

وفي بحثنا عن الدوافع التركية وراء هذا المخطط غير المسبوق برزت حقائق مفاجئة، فبينما كانت كل الإجابات التي تلقيناها تشير إلى التحليلات المعروفة بشأن رغبة تركيا بدعم جماعة الإخوان في ليبيا، وتوسيع النفوذ هناك، خاصة أن ذلك يعزز كما ترى أنقرة موقفها شرق المتوسط، وفي أذربيجان أيضًا، تبحث تركيا عن مزيد من التمدد والنفوذ.

لكن هل هذا كل شيء؟

لا يبدو الأمر كذلك إذا ما بحثنا في خلفية الرجل الذي أسند أردوغان إليه ملف تشكيل وإدارة جيش المرتزقة.

الجنرال التركي المتقاعد "عدنان تانري فردي".

تربطه علاقات قوية بأردوغان، ويعمل حاليًا كمستشار عسكري مقرب منه وهو الذي اقترح وفقًا لوسائل إعلام تركية على أردوغان تعديل القوانين في تركيا للسماح لشركات الأمن الخاصة بحمل السلاح واستخدامه.

وأسس تانفردي "سادات"، وهي شركة شبه عسكرية ازداد نفوذها منذ الانقلاب الفاشل في تركيا العام 2016، وهي حاليًا التي تدير عملية تجنيد وتدريب وإدارة المرتزقة السوريين كما تقول مصادر الأمم المتحدة، والتقارير الغربية، رغم أن الشركة تنفي علنًا ذلك بشكل كامل.

ولا يخفي "تانري فردي" أهداف الشركة، إذ يقول على موقعها الإلكتروني باللغة العربية إن هدفها خدمة التحالف الإسلامي، ومنع الحاجة لما يسميها الدول الاستعمارية ذات الفكر الصليبي .

لكن ما الذي يعنيه ذلك ًبالنسبة للجنرال تانري فردي؟

لا يكشف "تانري فردي" هنا صراحة عن هوية المهدي المنتظر من وجهة نظره، لكن الإعلام التركي يتحدث بوضوح عن من هو المقصود بالمهدي المفترض.

وتنقل صحيفة "جمهورييت" التركية  عن تانري فردي دعوته لإقامة خلافة إسلامية عاصمتها إسطنبول، ولكم أن تخمنوا بسهولة من هو المرشح الأول لتولي دور الخليفة المنتظر.

هنا يبدو واضحًا أن تجنيد آلاف المرتزقة السوريين مجرد جزء من مشروع مرتكز على رؤية وشعارات تبدو -إلى حد كبير- محاولة لاستنساخ التجربة الإيرانية في توسيع النفوذ عبر الشعارات الدينية، وتجنيد المقاتلين بالوكالة.

لكن ما الذي يجعل المجتمع الدولي صامتًا على مثل هذه التحركات؟

في النهاية يكشف ما توصلنا إليه صورة قاتمة لآلاف تُركوا فريسة لأهداف ومآرب خاصة وسط صمت مطبق من المجتمع الدولي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com