قالت صحيفة ”هآرتس“ إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أصبح يحظى بمستويات مرتفعة من القبول والشعبية لدى عرب إسرائيل، وذلك قبل الانتخابات العامة التي من المقرر إجراؤها في الـ 23 من مارس المقبل.
وأضافت في تقرير نشرته اليوم الأربعاء: ”يوم الخميس الماضي، كان نتنياهو عائدا ليستقل سيارته بعد زيارة عيادة طبية في قرية عرعرة بصحراء النقب، وكانت هناك هتافات تأتي من العشرات المتواجدين في المنطقة، وهم جمهور لرئيس الوزراء في منطقة غير متوقعة على الإطلاق، بل وقام أحدهم بدعوة نتنياهو لتناول القهوة“.
#شاهدوا استقبال بني القبائل الودي لرئيس الوزراء #نتنياهو اليوم في قرية عرعرة: "أبو يائير! كل الاحترام!" pic.twitter.com/NPbUNPtBIB
— جاي معيان Guy Maayan (@guy_telaviv) January 28, 2021
ومضت تقول: ”في المجتمع البدوي، فإن الدعوة لتناول القهوة يعني أنك موضع ترحيب في منزلي، لم تُستكمل الدعوة، ولكن نتنياهو كان منبهرا بهذه اللفتة، وهذه الزيارة حظيت بردود فعل واسعة النطاق على مواقع التواصل الاجتماعي، ولم يستطع عرب إسرائيل تجاهل ذلك، خاصة مع الاستقبال الأقل حميمية الذي حظي به نتنياهو في مدينة الناصرة، قبل ذلك بأسابيع قليلة“.
هل تغيرت الأمور في تلك الفترة القصيرة، الإجابة معقدة للغاية، بحسب الصحيفة الإسرائيلية.
وتابعت: ”الخبراء المتخصصون في السياسات الإسرائيلية العربية يقولون، إن دعم نتنياهو وسط عرب إسرائيل يقتصر على مجموعة من الأفراد، ولن يكونوا مؤثرين في يوم الانتخابات العامة المقرر لها في الـ 23 من مارس، ولكنهم يعترفون بوجود تغيير، وممثلو حزب الليكود يجدون الآن أنصارا لهم في صفوف بدو النقب وغيرها من المناطق العربية“.
ونقلت عن ناشط سياسي قديم، رفض الكشف عن هويته، قوله إنه عمل في السابق لصالح قائمة الأحزاب العربية، إلا أن الليكود نجح في اجتذاب الدعم لدى عرب إسرائيل، من خلال الحوار مع كبار العائلات والمحافظين، ولا شك في أن الليكود سيحظى بتأييد لا يمكن تجاهله في النقب خلال الانتخابات المقبلة.
وقال إبراهيم السيد، أحد المواطنين العرب الإسرائيليين المقيمين في النقب، إن الليكود سيحصد بضع مئات من الأصوات في الانتخابات المقبلة.
وأضاف: ”كنت نشطا لصالح القائمة العربية الموحدة، وحزبي ميريتز والعمال في الانتخابات السابقة، ولكنني الآن تحولت إلى اليمين، فقد سئم الناس من الأحزاب الضعيفة معدومة النفوذ، وبالتالي فإنهم سيقومون بتجربة الأحزاب ذات النفوذ المتواجدة في السلطة مثل الليكود“.
وأشار السيد إلى نجاحه في حشد بضع آلاف للتصويت لصالح الليكود في الانتخابات المقبلة، رغم المخاوف المتعلقة بقانون الدولة القومية لليهود في إسرائيل، والذي يراه البعض أنه يتعامل مع العرب بوصفهم مواطنين من الدرجة الثانية، أو الأمور الأخرى التي تخص تدمير السلطات الإسرائيلية لبعض منازل البدو في الجنوب.
وقال: ”ربما الآن من خلال دعمنا لليكود يمكن أن نحصل على نفوذ داخلي، ومن الواضح أن الليكود سيكون في الحكومة، وبالتالي أيما أفضل، أن نكون داخل اللعبة أم خارجها؟، نريد أن يكون لنا نفوذ“.
وأردفت ”هآرتس“ بقولها: ”على مدار السنوات الماضية، كان النقب والسكان البدو بمثابة رهان آمن بالنسبة للقائمة العربية الموحدة، ولكن يبدو أن الأمور تغيّرت، ولا يرجع ذلك فقط إلى انجذاب البعض تجاه الليكود، ولكن -أيضا- في ظل الانشقاقات التي ضربت القائمة العربية“.
إلا أن هذا التوجه غير مؤكد حتى الآن، وفقا لما قاله أحد المحافظين القدامى في النجف، الذي أشار إلى أن كل هذه الأحاديث سوف تتبخر يوم الانتخابات؛ لأن الناس ليسوا سُذّجا، ولم ينسَوْا مَن دمّر منازلهم، وطرد المئات من العائلات، بحسب الصحيفة العبرية.
ورأت الصحيفة أن الاهتمام الجديد بحزب الليكود ليس قاصرا على العرب جنوب إسرائيل فقط، إذ أكد نشطاء عرب في الحزب أن الحملة الإيجابية التي يقودها نتنياهو حققت التأثير المطلوب في صفوف عرب إسرائيل، من خلال تعزيز الدعم للحزب وكذلك تخفيف المعارضة الموجهة له.