نتنياهو يحشد اللوبي اليهودي لمواجهة أوباما
نتنياهو يحشد اللوبي اليهودي لمواجهة أوبامانتنياهو يحشد اللوبي اليهودي لمواجهة أوباما

نتنياهو يحشد اللوبي اليهودي لمواجهة أوباما

في وقت تركز فيه وسائل الإعلام على الخطاب المرتقب لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس الأمريكي، اليوم الثلاثاء، يتحدث محللون إسرائيليون عن تحقيق نتنياهو لهدفه من الزيارة قبل إلقاء الخطاب ذاته، بعد أن حشد الجالية اليهودية الأمريكية، لتعود إلى دورها كجماعة ضغط فعالة على الإدارة الأمريكية، وبالتالي وضع مسؤولية وقف الاتفاق مع إيران على عاتقها.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن الهدف الرئيسي من الخطاب الذي ألقاه بنيامين نتنياهو أمس الاثنين أمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (AIPAC)، هو تحفيز الجالية اليهودية في الولايات المتحدة لتبني موقفه الرامي لمنع الاتفاق بين القوى العظمى وبين طهران، واستغلال نفوذ اللوبي الإسرائيلي للضغط على إدارة الرئيس باراك أوباما.

وبحسب المحلل السياسي أفراهام بن تسيفي، المتخصص في العلاقات الإسرائيلية – الأمريكية، فقد "بذل نتنياهو جهودا كبيرة لإنقاذ أساس العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية التاريخية، بغض النظر عن موقفه من الرئيس الأمريكي، الذي لا يُعبر عن جوهر تلك العلاقة".

وأضاف بن تسيفي في تحليله بصحيفة "إسرائيل اليوم"، أنه لا يوجد أي سبب لعدم احتشاد كبار المسؤولين في الجالية اليهودية الأمريكية من أجل مواجهة الخطر الملموس الذي سينجم عن "الاتفاق الذي يعج بالثغرات، والذي يريد أوباما تمريره".

وألمح بن تسيفي إلى أن نتنياهو سعى إلى "وضع الخلاف بينه وبين أوباما على عاتق الجالية اليهودية الأمريكية، بحيث تقود تلك الجالية المهمة، وتدخل في صراع ضد أوباما ورجاله، نيابة عن نتنياهو، وبالتالي تعمل على منعه من الهرولة إلى مسار التسوية مع طهران" على حد وصفه.

وأرجع المحلل السياسي أهمية الخطاب الذي ألقاه نتنياهو أمام المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية، إلى "استشعار حالة من عدم الاكتراث لدى ايباك، بشأن الأزمة في العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، منذ الإعلان عن زيارة نتنياهو في يناير/كانون الثاني الماضي".

ولفت إلى أن سبب هذه الحالة هو "الاتهامات التي توجه إلى ايباك بازدواجية الولاء، ما بين إسرائيل والولايات المتحدة"، مُضيفا أن ذاكرة التاريخ لم تكن غائبة عن لجنة الشؤون العامة الأمريكية – الإسرائيلية، حين كان الدعم غير المحدود لإسرائيل "يُفسر على أنه عمل يُناقض المصالح القومية الأمريكية".

كما أشار بن تسيفي إلى أن مهمة نتنياهو الأساسية في واشنطن، بصرف النظر عن الخطاب، هي "التأكيد على التحالف القوي بين إسرائيل وبين الجالية اليهودية الأمريكية"، بما يعني عمليا أن نتنياهو طار إلى واشنطن حاملا رسالة أخرى غير تلك التي يتحدث عنها الجميع، وهي أنه "على اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة أن يتخلى عن تعامله الحذر مع الإدارة الأمريكية، وأن يبدأ في دعم موقف نتنياهو الخاص بالبرنامج النووي الإيراني، ويعلن النضال ضد الرئيس أوباما"، على حد قوله.

وكان نتنياهو قد حذر أمس الاثنين أمام مؤتمر (ايباك) من أن الاتفاق النووي الذي تتفاوض واشنطن بشأنه مع إيران، يهدد بقاء إسرائيل، وأن لديه التزاما أخلاقيا بالتحدث عن الخلافات العميقة مع الرئيس أوباما بشأن الموضوع.

وأضاف نتنياهو في كلمته أمام أكبر جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة، أن العلاقات بين واشنطن وتل أبيب "أقوى من أي وقت مضى، وأنها ستواصل التحسن، وأن الحديث عن تراجع العلاقات خاطئ".

الجدير بالذكر أن لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (ايباك) تأسست مطلع الخمسينات من القرن الماضي، على يد يشعياهو كينين، كمنظمة صهيونية، تعمل من أجل إسرائيل في الكونجرس الأمريكي، وفي جميع المحافل الأخرى.

ويقول مراقبون إن العمود الفقري للتأثير القوي لـ (ايباك)، يكمن في مدى سيطرتها على الكونجرس، وأنها نجحت طوال سنوات في توجيه السياسة الخارجية الأمريكية نحو المسارات التي تصب في مصلحة إسرائيل.

ويرى محللون أن تلك المؤسسة شكلت القوة الدافعة للإدارة الأمريكية لغزو العراق عام 2003، وأنها تحمل الموقف ذاته بالنسبة لإيران.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com