الأمم المتحدة: "يونيفيل" مفوضة من مجلس الأمن وهي عازمة على الوفاء بتفويضها بأفضل ما في وسعها
قال رئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك إن حركة حماس كشفت عن وجهها الحقيقي للعالم، وينبغي إلحاق الهزيمة بها، وإن هذه هي اللحظة المناسبة لكي تنتصر الإنسانية على "آفة الإرهاب" وتضع حدا لهذه المأساة.
واعتبر سوناك، في مقال نشرته صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، أن "لقاءاته في القدس، الأسبوع الماضي، مع عائلات الضحايا البريطانيين لهجمات 7 أكتوبر، من بين أهم الاجتماعات التي عقدها أثناء عمله السياسي، وستظل عالقة في ذهنه بقية حياته".
وعبّر رئيس الوزراء البريطاني عن "تعاطفه الكبير مع تلك العائلات التي كانت تعيش حياة طبيعية وسعيدة في إسرائيل، لكنها فقدت أحباءها الذين هم الآن في عِداد القتلى والمفقودين".
وأضاف أنه "بعد ذلك اللقاء، فكر سوناك في الدوافع وراء مثل هذا الهجوم"، مشيرا إلى "اعتقاده بأن مذبحة كهذه دافعها ليس فقط الكراهية والشر، إنما أيضا الخوف من احتمال بزوغ فجر جديد في الشرق الأوسط، يترك الكراهية القديمة خلفه ويقدم الأمل بحياة أفضل وأكثر أمناً وازدهاراً لشعوب المنطقة".
وأردف أنه "أثناء رحلته إلى إسرائيل، صمم على إبقاء الأمل بمستقبل أفضل، وأن أهم شيء ينبغي فعله الآن هو دعم عائلات الضحايا البريطانيين، والعمل على إعادة الرهائن، فلو كانت لدى حماس ذرة واحدة من الإنسانية لأطلقت سراح جميع الرهائن على الفور، لكنها أظهرت بالفعل من هي، وهذا ما يحتم هزيمتها".
وأفاد بأنه "يدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وحماية أمنها وإعادة الرهائن إلى الوطن، لكن يجب أن يتوافق ذلك مع القانون الإنساني الدولي والحرص على تجنب إيذاء المدنيين"، مشيراً إلى أن هذا ما قاله لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس الإسرائيلي إسحاق هيرتسوغ.
ونوه سوناك، في مقاله، إلى أن "معاناة المدنيين الفلسطينيين في غزة رهيبة جدا، وعدد الضحايا في ارتفاع كبير ومستمر.. هم أيضا ضحايا حماس التي تستخدم الأبرياء كدروع بشرية، فالإرهابيون يقتلون الأطفال الإسرائيليين ويهربون للاختباء خلف الأطفال الفلسطينيين، فالكثير من الأرواح أزهقت منذ هجوم حماس على إسرائيل، ونحن الآن أمام أزمة إنسانية حادة في غزة".
وأضاف يقول: "وهذا ما يستدعي أن يجتمع القادة في المنطقة والعالم معا؛ لإيجاد سبل للعودة إلى السلام والاستقرار، والمستقبل الأفضل الذي تحاول حماس منعه"، لافتا إلى أن "هدف زياراته الأخيرة إلى إسرائيل والسعودية ومصر هو تسريع وتيرة الدعم الإنساني لغزة ومنع التصعيد الإقليمي".
وحسب الصحيفة، فإنه "رغم النظرة القاتمة للمستقبل، خرج سوناك في أعقاب مناقشاته ومحادثاته مع القادة الإقليميين وهو مقتنع أكثر من أي وقت مضى بأنه يتعين على المجتمع الدولي إعادة التأكيد على الدعم الواضح لحل الدولتين، فهناك مجال للسياسة والدبلوماسية حتى في أحلك اللحظات"، مشيدا "بالتقدم الذي تم إحرازه حتى الآن لفتح ممرات إنسانية آمنة إلى غزة، والحاجة الماسة لاستمرار ذلك".
وأوضح أنه "تم تخصيص 10 ملايين جنيه إسترليني من الدعم الإضافي لمساعدة المدنيين في غزة، إضافة إلى الحاجة لدخول شاحنات الإغاثة والمساعدات، واستعادة ضخ المياه إلى القطاع، وينبغي أن تلتزم جميع الأطراف بحرمة منشآت الأمم المتحدة، والمشافي والملاجئ".
وتطرق إلى "تصاعد التوتر على حدود إسرائيل الشمالية، وفي الضفة الغربية، وأن بريطانيا نشرت طائرات سلاح الجو والبحرية البريطانية لمراقبة نشوء أي تهديدات للأمن الإقليمي، حيث تبرز الحاجة إلى الردع وفي الوقت نفسه الحاجة للدبلوماسية لخفض التصعيد".
وشدد سوناك في نهاية مقاله على أن "بريطانيا تقف ضد الإرهاب والكراهية، وهي تقف إلى جانب مجتمعاتها اليهودية والمسلمة في هذه الأوقات الصعبة"، قائلاً: "هدفي أن تعيش إسرائيل بأمن وسلام، وأن تقوم دولة فلسطينية مزدهرة، وأن تتجه دول الشرق الأوسط نحو الاعتراف ببعضها، والتعاون والتجارة المتبادلة".