ما سر التسريبات الأمريكية بشأن تورط إسرائيل في اغتيال قيادي "القاعدة" في طهران؟
ما سر التسريبات الأمريكية بشأن تورط إسرائيل في اغتيال قيادي "القاعدة" في طهران؟ما سر التسريبات الأمريكية بشأن تورط إسرائيل في اغتيال قيادي "القاعدة" في طهران؟

ما سر التسريبات الأمريكية بشأن تورط إسرائيل في اغتيال قيادي "القاعدة" في طهران؟

تثير التسريبات الأمريكية بشأن اغتيال إسرائيل للرجل الثاني في تنظيم القاعدة في العاصمة الإيرانية طهران، المدعو أبو محمد المصري، بناء على طلب أمريكي، علامات استفهام بشأن أسباب تحميل إسرائيل المسؤولية عن هذه العملية.

وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية وغيرها قبل أيام، أن إسرائيل اغتالت الرجل الثاني في تنظيم القاعدة داخل طهران بناء على طلب الولايات المتحدة، وأن الأخيرة وفرت معلومات استخبارية لإسرائيل بشأن الموقع الذي يوجد به، مشيرة إلى أن عملاء إسرائيليين نفذوا عملية الاغتيال.

وأجرت القناة الإسرائيلية السابعة، مساء أمس الثلاثاء، حديثا مع يورام شفايتزر، كبير الباحثين بمعهد بحوث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب، والخبير في ملف مكافحة الإرهاب، تساءل خلاله عن أسباب إعلان واشنطن أن إسرائيل هي التي اغتالت الرجل الثاني بتنظيم القاعدة.

علامات استفهام 

ولفت شفايتزر إلى أن مصادر التسريبات الخاصة بالعملية التي نفذها عملاء إسرائيليون داخل الأراضي الإيرانية هي مصادر أمريكية، وأن تسريبا من هذا النوع لو نظر إليه من زاوية المصالح الخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية، فإنه يثير علامات استفهام.

وبين أن مدة هذا العام ونصف العام الماضي شهدت تنفيذ عمليات أمريكية سواء بالتصفية أو التعقب بحق قادة من تنظيم القاعدة، لا سيما الأسماء الكبيرة التي مازالت تحقق أهداف التنظيم.

وبين أن الفترة الأخيرة شهدت اغتيال 4 عناصر مهمة في التنظيم بواسطة الولايات المتحدة، من بينها عمليات داخل سوريا.

تجدر الإشارة إلى أن وسائل إعلام أمريكية أشارت منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى أن الجيش الأمريكي شن غارة جوية بطائرة مسيرة، شمال غرب سوريا، أسفرت عن مقتل اثنين من كبار عناصر تنظيم القاعدة، وذكرت مصادر عسكرية أن القوات الأمريكية شنت هجوما على تنظيم القاعدة في محيط إدلب.

ووفق الباحث الإسرائيلي فإن تصفية أغلب الأسماء الكبيرة في التنظيم جاءت من خلال عمليات أمريكية، سواء في أفغانستان أو سوريا، ومن ثم فإن سياسات التصفية الجسدية والاغتيالات المنظمة التي تتبعها الولايات المتحدة لضمان عدم قدرة التنظيم على النهوض أو تشكيل خطر مستقبلي هي سياسات واضحة للجميع.

وقال الباحث الإسرائيلي إنه في إطار الاتفاق الأمريكي مع حركة طالبان في أفغانستان في شباط/ فبراير من العام الماضي، تعهدت الأخيرة بعدم السماح لتنظيم القاعدة بالعمل على الأراضي الأفغانية أو استخدامها منطلقا لعمليات ضد القوات الأمريكية والغرب.

وأشار إلى قناعته بأن تصفية الأمريكيين لقيادات القاعدة تتعلق بمخاوف واشنطن من إمكانية عدم تطبيق بنود الاتفاق مع طالبان، ومن ثم اعتبر الأمر بمثابة العمل الوقائي.

سياسة تعتيم؟

ووجه المحاور سؤالا إلى شفايتزر بشأن إعلان وقوف إسرائيل وراء عملية اغتيال أحد قيادات القاعدة داخل إيران، عبر عملاء يعملون لصالح الموساد، وإذا ما كان الأمر أقرب للخيال وضمن سياسة "تعتيم" تعمدت واشنطن استخدامها في هذه الحالة؟

وقال شفايتزر إنه يصعب التيقن من الجهة التي تقف وراء الاغتيال، لكنه مازال على قناعة بأن اغتيال قيادي القاعدة في إيران يندرج ضمن سياسة الاغتيالات المنظمة التي تتبعها الولايات المتحدة.

وأضاف أنه وبحسب التسريبات الأمريكية، لو كانت إسرائيل هي المسؤولة أو أنها تعاونت مع الولايات المتحدة الأمريكية في هذه العملية، فإنه من الصعب إثبات ذلك، مشيرا إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية لديهما سجل حافل من عمليات الاغتيال على الأرض التي تندرج تحت مسمى الاغتيالات المنظمة.

ونوه إلى أنه أياً كانت الوسيلة التي تستخدم في عملية الاغتيال، سواء كانت طائرة من دون طيار أو عبر عملية إطلاق نار أو عملية برية، فإن مثل هذه العمليات تتطلب معلومات استخبارية في غاية الدقة ولفترة طويلة من أجل التأكد من الهدف ولمنع حدوث أخطاء، وعلى رأسها ضبط المنفذين حال كانت العملية على الأرض.

بايدن والاغتيالات المنظمة 

ووجه المحاور سؤالا إضافيا بشأن ما إذا كان هدف العملية هو رسالة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن نهاية ولايته ستكون مصحوبة بنهاية هذه السياسات، وسأله: "هل أراد ترامب أن يقول للجميع إنكم ستشتاقون لهذه العمليات؟".

ورد شفايتزر بأن سياسة الاغتيالات الأمريكية هي سياسات قديمة وليست مرتبطة بالرئيس ترامب، وأن ولايتي الرئيس الأسبق باراك أوباما أيضا شهدتا عمليات اغتيال منظمة ومكثفة، هي الأكثر على الإطلاق في تاريخ الإدارات الأمريكية.

وقال إن ترامب واصل هذه السياسات وتم تكثيفها ضد تنظيم داعش أيضا، وحرص على تصفية قادة القاعدة الكبار، معتبرا أن اغتيال القيادي في طهران يندرج ضمن هذه السياسات.

وأضاف "يمكن القول بحذر إن إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن التي يفترض أن تتولى مهام عملها في الأسابيع المقبلة، سوف تواصل هذه السياسات ضد تنظيمي القاعدة وداعش والمتعاونين معهما، وأن هذه التنظيمات ستواجه بالاغتيالات المنظمة أيضا إن ظلت تشكل تهديدا ضد الغرب، وأن هذه السياسة لن تتغير بتبدل السلطة في واشنطن.

وذكرت تقارير إعلامية، الأحد الماضي، أن قيادي تنظيم القاعدة أبو محمد المصري، قتل رميا بالرصاص، في زقاق بالعاصمة الإيرانية طهران، في 7 آب/ أغسطس الماضي، وأنه كان مطلوبا بتهم الإرهاب من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي.

وذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أحدهما ينتمي لمجتمع الاستخبارات ولديه معرفة مباشرة بالعملية، وضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية "CIA"، أن وحدة "كيدون" التابعة للموساد الإسرائيلي هي المسؤولة عن اغتيال المصري في طهران.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com