"واشنطن بوست": روسيا تواجه موقفا أمريكيا أقسى مع بايدن
"واشنطن بوست": روسيا تواجه موقفا أمريكيا أقسى مع بايدن"واشنطن بوست": روسيا تواجه موقفا أمريكيا أقسى مع بايدن

"واشنطن بوست": روسيا تواجه موقفا أمريكيا أقسى مع بايدن

توقعت صحيفة "واشنطن بوست" أن تواجه روسيا موقفا أقسى في عهد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن.

واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن رد الفعل في روسيا على فوز جو بايدن كان مزيجا من البهجة على الانقسامات السياسية الدائمة، والارتياح لأنها لم تعزَ على نطاق واسع إلى تدخل موسكو هذه المرة.

كما كان هناك صمت ملحوظ من جانب الكرملين، فبينما سارع زعماء العالم الآخرون إلى تهنئة الرئيس المنتخب، التزم الرئيس فلاديمير بوتين الصمت لأكثر من يوم من خطاب قبول بايدن، وهو موقف قد ينذر بتفاعلات مستقبلية باردة بين الجانبين.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إن بوتين لا يدلي بأي تصريحات لأنه سيكون هناك إعلانات رسمية عن الرئاسة، والتي يجب انتظارها، في إشارة إلى رفض ترامب التنازل عن السباق ومتابعته الإجراءات القانونية للطعن في أرقام التصويت.

وحتى قبل يوم الانتخابات -تقول الواشنطن بوست- أعرب المسؤولون في موسكو مرارا وتكرارا عن تشاؤمهم من أن العلاقات المتوترة بين البلدين سوف تتحسن، بغض النظر عن النتيجة.

وقالت وكالات الاستخبارات الأمريكية إن روسيا استخدمت الأسلحة الإلكترونية والمعلومات المضللة وغيرها من الأساليب في انتخابات عام 2016 لتعزيز موقف المرشح دونالد ترامب، وكانت تعمل على فعل الشيء نفسه في انتخابات عام 2020، وهو أمر نفته روسيا مرارا وتكرارا.



وكتب كونستانتين كوساتشيف، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي، على فيسبوك: "يبدو أن هناك بالفعل خاسرا واحدا في سباق الرئاسة، وهي العملية نفسها والديمقراطية".

وأضاف كوساتشيف: "يبدو أن ابتعاد قضية التدخل الروسي عن القضايا الرئيسية، يعمل كمساعد على تحقيق الاستقرار، حيث لن يكون من الممكن استخدامها من قِبل المعارضين بعد الآن في المشاحنات السياسية الداخلية".

مستقبل روسيا مع بايدن

ومع بايدن، لن تحتاج روسيا إلى منحنى تعلم كما حدث مع ترامب، فخلال السنوات الـ 8 التي قضاها في منصب نائب الرئيس، حيث عقد اجتماعات سياسية مع قادة حلف شمال الأطلسي وأجرى محادثات مباشرة مع بوتين كجزء من محاولة إدارة الرئيس السابق باراك أوباما "إعادة ضبط" العلاقات.

وقبل 4 سنوات، هنأ بوتين ترامب في غضون ساعات من خطاب قبوله، ولكن بيسكوف رفض التعليق على سؤال حول ما الذي قد يجعل فوز بايدن المتوقع رسميا في نظر الكرملين.

وقال بيسكوف: "في كل الأحوال، نأمل أن ننجح في إقامة حوار مع الرئيس القادم للولايات المتحدة، والاتفاق معا على سبل تطبيع علاقاتنا الثنائية ".

ويبدو أن بوتين كان يستعد لاحتمالية فوز بايدن في الأسابيع التي تسبق الانتخابات الأمريكية، وفي مقابلة مع التلفزيون الروسي الرسمي، في أواخر أكتوبر، قال بوتين إنه "لم ير أي شيء إجرامي" حول علاقات هانتر بايدن التجارية السابقة في روسيا أو أوكرانيا، وصب الماء البارد على حملة هجوم شعبية من معسكر ترامب حول نجل الرئيس المنتخب.

وكتب ألكسندر غابويف، المحلل في مركز كارنيغي في موسكو، على تويتر: "الرئيس الذي لا يشتبه في كونه من المتعاونين مع روسيا، ويعرف كيف ينظم عملية بيروقراطية طبيعية لمناقشات الأمن القومي، سيكون قادرا على استعادة أساس العلاقات بين البلدين".



ومن بين الأولويات القصوى لروسيا تمديد معاهدة "ستارت الجديدة"، وهي اتفاقية مدتها 10 سنوات تضع قيودا على الأسلحة النووية للبلدين، وإذا لم يتم تمديد معاهدة عام 2010، التي تنتهي في فبراير، أو استبدالها، فإن أكبر قوتين نوويتين في العالم سوف تدخلان حقبة دون قيود جوهرية على ترساناتهما للمرة الأولى منذ عقود.

وقال بوتين إنه سيوافق على بند في المعاهدة الحالية يسمح لقادة البلدين بتمديد الاتفاق لمدة 5 سنوات دون الحاجة إلى التصديق، وفي مقابلة مع التلفزيون الرسمي الشهر الماضي، قال إن استعداد بايدن للقيام بنفس الشيء "هو إشارة جادة لتفاعلنا المحتمل في المستقبل".

ترامب أفضل لروسيا

وترى موسكو سلبيات لرئاسة بايدن، بما في ذلك إعادة مشاركته المتوقعة مع حلف شمال الأطلسي.

كما أشار بايدن إلى اتخاذ تدابير أكثر صرامة، ربما في شكل المزيد من العقوبات، بسبب تدخل روسيا في الديمقراطيات الغربية، وفي مقابلة مع برنامج "60 دقيقة" قبل الانتخابات، أشار بايدن إلى روسيا باعتبارها "أكبر تهديد لأمريكا في الوقت الحالي فيما يخص تفكيك أمنها وتحالفاتها".

وقال النائب الروسي ديمتري نوفيكوف لوكالة أنباء إنترفاكس الروسية: "من الواضح أن ترامب أفضل بالنسبة لنا"، مضيفا أن ترامب عزل أمريكا عن حلفائها الأوروبيين وأدى إلى تدهور العلاقات مع الصين.

وأضاف: "كل نقاط التوتر هذه التي خلقها ترامب للولايات المتحدة تعطينا بعض الفرص".

وكتب عضو آخر في مجلس الدوما الروسي، ليونيد سلوتسكي، على فيسبوك: "لا يمكن توقع أي تغيرات نحو الأفضل" بغض النظر عن هوية المرشح الفائز.

وفي وسائل الإعلام الحكومية الروسية، ركزت التغطية بشكل أكبر على انقسام الأصوات والتنبؤات بأن الانقسامات السياسية في أمريكا سوف تستمر في شغل البلاد والتسبب في تآكل مكانتها العالمية، كما أصبح إعلان ترامب السابق لأوانه بالنصر هدفا لانتقادات المعلقين الروس، يوم الأربعاء.



وقال مقال افتتاحي من صحيفة موسكوفسكي كومسوموليتس الموالية للكرملين: "كلمة ديمقراطية أصبحت أقل انطباقا على الولايات المتحدة، حيث يرأس الدولة الأمريكية رجل يتحدث بصراحة عن نيته الاحتفاظ بمنصب الرئاسة على الرغم من إرادة الناخبين المعلنة".

إلا أن بعض الروس أعربوا عن إعجابهم بالانتخابات الرئاسية التنافسية، وهو أمر لم تحظ به موسكو في عهد بوتين على مدى السنوات العشرين الماضية، حسب تعبير "واشنطن بوست".

وكتب المعارض الروسي البارز أليكسي نافالني، الذي سُمّم في أواخر آب أغسطس، فيما قِيل إنه هجوم أمر به الكرملين، على تويتر يوم الأربعاء، عن النتيجة التي لم تكن محسومة آنذاك: "هذه هي الانتخابات".

وهنأ نافالني بايدن، يوم الأحد، وقال إنه "يتطلع إلى مستوى جديد من التعاون بين روسيا" والولايات المتحدة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com