"واشنطن بوست": كوريا الشمالية تراقب جو بايدن وإصبعها على الزناد
"واشنطن بوست": كوريا الشمالية تراقب جو بايدن وإصبعها على الزناد"واشنطن بوست": كوريا الشمالية تراقب جو بايدن وإصبعها على الزناد

"واشنطن بوست": كوريا الشمالية تراقب جو بايدن وإصبعها على الزناد

في الوقت الذي هنأ فيه قادة العالم جو بايدن على فوزه بالانتخابات، التزم خصم أمريكي قديم الصمت بشكل واضح، حيث أرسل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، اليوم الإثنين، برقية تهنئة إلى ملك كمبوديا بمناسبة الذكرى السابعة والستين لاستقلال بلاده، لكن وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية لم تشر إلى الانتخابات الأمريكية الأسبوع الماضي، وركزت بدلا من ذلك على التقارير حول إنتاج الإسمنت والاعتماد على الذات.

ولم يكن تحفظ بيونغ يانغ مفاجئا؛ حيث لا تميل دولة الحزب الواحد المسلحة نوويا إلى تسليط الضوء على الحريات السياسية المتاحة في بلدان أخرى، لكن هناك أسبابا للاعتقاد بأن المزاج العام في بيونغ يانغ كئيب هذا الأسبوع، وأن كيم ربما يستعد لإطلاق دورة جديدة من التجارب الصاروخية أو النووية.

وحسب صحيفة "واشنطن بوست"، وصف الرئيس الأمريكي المنتخب الجديد جو بايدن زعيم كوريا الشمالية، بأنه "بلطجي" أثناء المناظرة الرئاسية الثانية، وقارنه ضمنيا بهتلر، وفي نوفمبر الماضي، وبعد تعليقات مماثلة من نائب الرئيس السابق، وصفت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية بايدن بأنه "مسعور ينبغي ضربه حتى الموت"، ويزعم الرئيس ترامب أنه يتمتع "بصداقة خاصة" مع كيم، على عكس بايدن.

ونقلت الصحيفة عن أندريه لانكوف أستاذ الدراسات الكورية الشمالية في جامعة كوكمين في سيؤول، قوله: "سيكون النظام غير سعيد على الإطلاق".

وعلى عكس الرئيس باراك أوباما، أجرى ترامب محادثات مباشرة مع كوريا الشمالية، حيث التقى مع كيم 3 مرات لمناقشة نزع السلاح النووي، ووفقا للانكوف، كانت هناك فرصة ضئيلة لكنها حقيقية لعقد صفقة دبلوماسية مع بيونغ يانغ إذا فاز ترامب بولاية ثانية.

وأضاف لانكوف: "سيؤجل بايدن المشكلة، فقد خدم في إدارة أوباما التي لم تنخرط خلال معظم سنواتها الثماني بشكل مباشر مع كوريا الشمالية، بل اتبعت سياسة الصبر الاستراتيجي التي تركت بيونغ يانغ معزولة عن العالم، وتعمل على تطوير ترسانتها النووية والصاروخية".

ورأت أنه "في الوقت الذي يستعد فيه بايدن لتولي منصبه، تشير التجارب السابقة إلى أن كيم من المرجح أن يختبر الإدارة الأمريكية الجديدة، ربما من خلال استئناف تجارب الصواريخ بعيدة المدى أو التجارب النووية التي علقها في عهد ترامب".



وفي هذا السياق، نقلت عن بروس كلينغنر، وهو زميل بارز في مؤسسة هيريتيج قوله: "لقد صعّدت كوريا الشمالية تاريخيا التوترات في وقت مبكر من استلام الإدارة الأمريكية أو الكورية الجنوبية الجديدة زمام الأمور من أجل دفعها لتقديم تنازلات".

ولفتت "واشنطن بوست"، إلى أن "كوريا الشمالية استعرضت الشهر الماضي صاروخا باليستيا جديدا ضخما عابرا للقارات في عرض عسكري في بيونغ يانغ، ويتساءل الخبراء متى قد تختبره؟، ويشير آخرون إلى التجربة النووية الثانية التي أجرتها كوريا الشمالية في 25 مايو 2009، بعد أربعة أشهر من تولي أوباما منصبه".

انتهاكات صارخة

وأفاد كلينغنر بأنه "مثل هذه الانتهاكات الصارخة لقرارات الأمم المتحدة يمكن أن تكون واحدة من أولى أزمات السياسة الخارجية لإدارة بايدن".

كما نقلت الصحيفة عن راشيل مينيونغ لي، محللة الاستخبارات السابقة في كوريا الشمالية، قولها: "لا أتوقع أي تحركات قبل مؤتمر الحزب الكوري الشمالي في أوائل يناير، لكن النظام سيراقب تحركات واشنطن ويعيد معايرة سياسته وفقا لذلك، ومن المحتمل أن يجري اختبارات أسلحة بعد تولي بايدن منصبه".

ويعتقد أن كوريا الشمالية تمتلك ما بين 40 و60 سلاحا نوويا، وتدعي أنها قادرة على ضرب الولايات المتحدة القارية برؤوس حربية على متن صواريخها النووية العابرة للقارات الموجودة بالفعل، ولكن الخبراء غير متأكدين مما إذا كانت لديها القدرة على تصغير الرؤوس الحربية وتركيبها على القذائف، ولكن كيم أكد أن ترسانته تعمل كرادع وضمان ضد الهجمات الأجنبية.



وبحسب الصحيفة، قال جون ديلوري، الأستاذ في جامعة يونسي في سيؤول المتخصص بدراسة الصين وشبه الجزيرة الكورية، إنه من المحتمل أن يكون هناك نقاش يجري بالفعل في بيونغ يانغ، بين أولئك الذين يريدون إعطاء إدارة بايدن الجديدة الوقت، وأولئك الذين يدعمون فكرة إطلاق الصاروخ لإبراز أنفسهم على رادار الإدارة الجديدة وإثارة رد.

إلا أن ديلوري أكثر تفاؤلا بشأن احتمالات تجديد العملية الدبلوماسية، حيث يجادل بأن بايدن لديه فرصة أفضل لتوحيد الآراء بين الحزبين حول كوريا الشمالية، وقال إن ترامب تابع التعامل مع كيم كمشروع منفرد، لكنه لم يحصل على دعم المؤسسة الأمنية، أو حتى مستشاره للأمن القومي، جون بولتون، وعندما ثبت استحالة التوصل إلى اتفاق سريع، تشتت انتباه الرئيس الأمريكي، وانهارت العملية.

وأضاف ديلوري: "الكوريون الشماليون كانوا يصرخون من فوق أسطح المنازل بأن العلاقة الجيدة مع دونالد ترامب لن تحل مشكلاتهم، وأن ما يريدونه هو علاقة مختلفة مع الولايات المتحدة الأمريكية، فهم يريدون جو بايدن لأنهم بحاجة إلى تعديل علاقتهم مع الولايات المتحدة، وليس دونالد ترامب فقط".

وقال بايدن إنه يفضل "الدبلوماسية القائمة على المبادئ"، لكنه لن يجتمع مع كيم إلا إذا خفضت كوريا الشمالية قدرتها النووية"، ولكن بعد الجمود الذي شُوهد في سنوات أوباما، أوضح ديلوري أن "فريق بايدن سيحتاج إلى الإبداع وتجنب العودة إلى نهج فشل في تحقيق أهدافه".

وتأمل حكومة يسار الوسط في كوريا الجنوبية، الحريصة على إحياء الدبلوماسية المتوقفة مع جارتها، وفقا للصحيفة، في أن يشكل فوز بايدن شرارة تغيير، وقالت وزيرة الخارجية الكورية الجنوبية كانغ كيونغ-وا للصحفيين في واشنطن، يوم الأحد، إن فوز بايدن "ليس عودة للصبر الاستراتيجي" لإدارة أوباما.



إلا أن هذا الأمر يقلق لانكوف، إذ قال إن "المؤسسة الأمنية الأمريكية والجمهور ليسوا مستعدين لنوع الصفقة الوحيد الذي تقدمه كوريا الشمالية، صفقة تحتفظ فيها البلاد بأسلحتها النووية ولكنها تلتزم بشكل من أشكال ضبط النفس والاحتواء من أجل إنهاء العقوبات والعزلة".

وهذا قد يعني 4 سنوات أخرى من تمكن كوريا الشمالية من بناء ترسانتها وتطوير صواريخ عابرة للقارات ذات وقود صلب من شأنها أن تهدد الولايات المتحدة القارية.

وأردف لانكوف أنه "مع نهاية كل ولاية للرئيس الأمريكي، كانت الولايات المتحدة في وضع أسوأ مما كانت عليه في بداية الولاية"، مشيرا إلى "التهديد الكوري الشمالي المتزايد .. وأنه لم تكن أي من ولايات باراك أوباما ودونالد ترامب استثناء لهذه القاعدة، ومن المستبعد أن يصبح جو بايدن رئيسا استثنائيا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com