"فورين بوليسي": بعد 5 سنوات على التدخل.. بوتين يحقق هدفه من القتال في سوريا
"فورين بوليسي": بعد 5 سنوات على التدخل.. بوتين يحقق هدفه من القتال في سوريا"فورين بوليسي": بعد 5 سنوات على التدخل.. بوتين يحقق هدفه من القتال في سوريا

"فورين بوليسي": بعد 5 سنوات على التدخل.. بوتين يحقق هدفه من القتال في سوريا

اعتبرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، في تقرير بمناسبة الذكرى الخامسة للتدخل الروسي في سوريا، أن الرئيس فلاديمير بوتين حقق هدفه من التدخل والمتمثل في إمكانية إقحام قوات بلاده خارج الحدود وتحديدا في الشرق الأوسط بشكل سلس.



مبدأ الكرملين في الحرب

كان بوتين قد برر التدخل الروسي في سوريا عبر الإشارة بإصبع الاتهام إلى الولايات المتحدة، التي سبق ودخلت في حروب الشرق الأوسط، التي عارضت روسيا معظمها، وجادل بالقول: "كيف انتهى الأمر، فبدلا من تطبيق الإصلاحات، أدى التدخل الأجنبي العدواني إلى تدمير المؤسسات الوطنية، وبدلا من انتصار الديمقراطية والتقدم، حصل عنف وفقر وكوارث اجتماعية، فلا أحد يهتم بحقوق الإنسان، بما في ذلك الحق في الحياة"، مؤكدا أنه لمنع ذلك، اضطرت روسيا إلى الدخول في المعركة.

وبعد مرور 5 سنوات على الحرب، وانتقاد بوتين للتدخل الأمريكي في الشرق الأوسط، يطرح النقاد السؤال نفسه عن الحرب الروسية في سوريا، حيث كان هناك "دمار واضح" وواسع النطاق، لاسيما في الهجوم الوحشي على حلب.

وذكرت المجلة بأن العنف والفقر والكوارث الاجتماعية مستمرة في العصف بالشعب السوري، أما بالنسبة لحقوق الإنسان، فلا تزال الحكومة، التي عذبت المتظاهرين وأدت إلى الحرب الأهلية، راسخة في السلطة.

كما أشارت إلى أنه لا يزال الاستقرار السياسي والتعافي الاجتماعي والاقتصادي في الشرق الأوسط، والذي وعد به بوتين، بعيد المنال أكثر من قبل، ولم تنته الحرب الأهلية في سوريا بعد، ولا يزال القتال مستمرا حول إدلب، وفي شمال غرب سوريا.



انتقادات "غير مهمة"

على الرغم من الوعود الروسية المستمرة بالمساعدة الاقتصادية، لا يزال المواطنون السوريون يعانون بشدة، ولم تستثمر روسيا سوى القليل من الأموال في إعادة بناء البلاد، على أمل أن يتكفل الغرب في نهاية المطاف بالتكاليف لتجنب المزيد من تدفقات اللاجئين إلى أوروبا.

وقد امتدت الحرب الأهلية في سوريا في جميع أنحاء المنطقة، ولم تؤثر على لبنان وتركيا المجاورين فحسب، بل أيضاد على ليبيا.

ومع ذلك من وجهة نظر موسكو، تعتبر هذه الانتقادات لا أهمية لها، حيث كان الهدف من التدخل العسكري الروسي هو التأكيد على وجود الكرملين في الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط، وهو هدف نجح فيه بوتين.

وإذا كان من شأن الحرب السورية أن تنتهي، فلن يحدث ذلك إلا بموافقة روسيا، إذ جعل الكرملين نفسه لاعبا رئيسا في النزاعات الإقليمية الأخرى أيضا، بما في ذلك الصراعات حول حقول الغاز في شرق البحر الأبيض المتوسط وفي ليبيا.

وشكّلت سوريا أرضا مثالية لإثبات قدرة الجيش الروسي في أول عمليات واسعة النطاق لها منذ حرب روسيا مع جورجيا عام 2008، وكما يظهر كتاب "حرب روسيا في سوريا"، الذي أصدره معهد أبحاث مجلة فورين بوليسي، مضت العمليات العسكرية الروسية بسلاسة أكثر من توقعات المحللين الروس أو الأجانب، ما اثبت أن روسيا قادرة على التدخل خارج حدودها بسهولة نسبية.

ولا تزال هناك حدود خطيرة للنفوذ الروسي، ولكن الكرملين وضع أهدافه العسكرية مع الأخذ بهذه القيود في عين الاعتبار.

الحرب الجيدة

وعندما دخلت روسيا الحرب في سوريا لأول مرة، تساءل بعض المراقبين الغربيين عما إذا كانت هذه العملية بالنسبة لبوتين مثل غزو الولايات المتحدة لأفغانستان، ولكن لا يبدو الأمر كذلك من وجهة نظر موسكو، حيث يرى الجيش الروسي أن سوريا "حربه الجيدة"، كما يقول المحلل العسكري مايكل كوفمان.

ويجب على الضباط الروس الخدمة في سوريا للحصول على ترقية، فهم يتعاملون مع عملياتهم في سوريا على أنها دراسة تجريبية لتحسين الأداء المستقبلي، الأمر الذي يميز سوريا عن الحروب الروسية الأخيرة.

ولا تزال من الممنوع مناقشة الإجراءات الجارية التي تتخذها روسيا في دونباس الأوكرانية علنا، كما تعرض أداء الجيش في جمهورية جورجيا في عام 2008 لانتقادات واسعة النطاق بسبب عدم الكفاءة في العمليات، في حين تعتبر سوريا نجاحا مثاليا للروس.



 واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن الكرملين لا يرى الذكرى الخامسة للتدخل الروسي في سوريا كوقت لإعادة التفكير في إستراتيجيته في الحرب التي لا تنتهي، بل كفرصة للاحتفال بالنجاح، والأمل في أن يستمر إلى 5 سنوات أخرى.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com