مع قرع طبول الحرب.. حقائق عن الصراع المزمن بين أذربيجان وأرمينيا
مع قرع طبول الحرب.. حقائق عن الصراع المزمن بين أذربيجان وأرمينيامع قرع طبول الحرب.. حقائق عن الصراع المزمن بين أذربيجان وأرمينيا

مع قرع طبول الحرب.. حقائق عن الصراع المزمن بين أذربيجان وأرمينيا

بينما يدق طرفا الصراع المزمن في قلب القوقاز، أذربيجان وأرمينيا، طبول الحرب مجددًا، حول إقليم ناغورنو قرة باغ، يتساءل الكثيرون عن أسباب الصراع التاريخي المزمن الذي لا ينتهي.

وفي وقت سابق، اليوم الأحد، قال رئيس إقليم ناغورنو قرة باغ، في بيان إن الإقليم أعلن الأحكام العرفية، والتعبئة العامة للذكور، بعد اشتعال الصراع بين أذربيجان وأرمينيا، حيث يتهم كل طرف الآخر بالمسؤولية عن التصعيد.

وتشير المصادر التاريخية، إلى أسباب متعددة للصراع، يتداخل فيها الثقافي بالسياسي، كما تذكيها المصالح الدولية والإقليمية المتضاربة، في المنطقة القريبة من منابع النفط في بحر قزوين.

جذور الخلاف

تعود جذور الصراع المرير بين أذربيجان وأرمينيا، إلى زمن الاتحاد السوفيتي السابق، حينما كانت الدولتان ضمن جمهورياته، خاصة بعد أن ضم زعيمه القوي ستالين العام 1923  إقليم ناغورني قرة باغ إداريًا إلى أرمينيا، ومنطقة ناختشيفان إلى أذربيجان.
وكانت الخطوة التي أقدم عليها الزعيم السوفيتي، كفيلة بالتأسيس لصراع طويل بين الجمهوريتين بفعل تجاهلها المعطيات الجغرافية، فإقليم ناغورني قرة باغ يقع في قلب أذربيجان، ومنطقة ناختشيفان تقع وسط أرمينيا.
ورغم التزام البلدين حينها بقرار الضم الصادر من موسكو، إلا أن الصراع ظل متأججا في الأوساط السياسية والاجتماعية في انتظار الفرصة المناسبة التي ستحين بانهيار الاتحاد السوفيتي.
وحين انهار الاتحاد السوفيتي في أواخر العام 1991 أصبحت الجمهوريتان في حل من قرارات ستالين، فأعلنتا الاستقلال كغيرهما من الجمهوريات في الاتحاد المنهار، لكن المفاجأة كانت أن الإقليم محل النزاع أعلن بدوره الاستقلال، ودعمته أرمينيا، الأمر الذي رأت فيها باكو "مؤامرة".

حرب طاحنة

على إثر إعلان استقلال إقليم ناغورني قرة باغ الذي يشكل الأرمن حوالي 95% من سكانه، ولم يعترف به غير أرمينيا، اشتعلت حرب طاحنة بين البلدين، استمرت ما بين العامين 1992 و 1994.
وكان من نتائج الحرب مقتل ما بين 30 إلى 35 ألف شخص معظمهم من الأذريين، وتشريد حوالي مليون إنسان، إضافة إلى خسارة أذربيجان حوالي 20% من أراضيها.
وفي العام 1994 وضعت الحرب أوزارها بإعلان وقف لإطلاق النار، دون وضع حل لأسباب الصراع، حيث ظل التوتر بين البلدين هو سيد الموقف، وكانت المواجهات تتجدد بين الحين والآخر. 

صراع دولي

ولم يكن العامل الخارجي بعيدًا عن الصراع في تلك المنطقة الملتهبة من القوقاز، حيث خطوط التماس الاقتصادية، والثقافية، والجيوسياسية، بين القوى الدولية والإقليمية.
فعلى الجبهة الشرقية تنظر روسيا إلى المنطقة كحديقة خلفية، يجب أن تكون حاضرة في كل ما يدور فيها، وهكذا عمدت إلى بيع السلاح لطرفي النزاع خلال جميع مراحل الصراع الموروث من حقبة الاتحاد السوفيتي.
ورغم السياسة الروسية التي تحاول إمساك العصا من الوسط، إلا أن باكو كثيرًا ما اتهمت موسكو بالميل لصالح خصمها اللدود أرمينيا، لأسباب دينية في الدرجة الأولى.
وعلى الطرف الآخر تدعم تركيا بشكل واضح أذربيجان، وتمدها بالسلاح وتدرب قواتها بشكل منتظم في إطار اتفاقيات بين البلدين، تعززت مؤخرًا، ما ينذر بمواجهة غير مباشرة بين موسكو وأنقرة.
ويرجع التحالف التركي الأذري إلى عوامل عدة، فإلى جانب العوامل الاقتصادية، حيث تعتبر أذربيجان أحد أهم مصدّري الطاقة في المنطقة، تحضر أيضًا الاعتبارات الثقافية والدينية، إضافة إلى العداء التاريخي بين الأرمن والأتراك العثمانيين.
وفي الغرب ينظر الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، إلى الصراع في المنطقة، من منطلق تأثيره على إمدادات الطاقة، حيث يمر خطا أنابيب لنقل الغاز إلى أوروبا عبر القوقاز، قرب المنطقة محل النزاع.
وظلت القوى الغربية تدفع دون جدوى في اتجاه إيجاد تسوية للملف الذي قد يؤثر على أي خطط أوروبية مستقبلية للتحرر من الغاز الروسي الذي تعتمد عليه القارة بتأمين احتياجاتها الأساسية.

حرب متجددة

ورغم الهدوء الذي شهده الصراع على فترات بعد العام 1994 إلا أن شبح الحرب ظل يخيم على المنطقة، وكانت الاشتباكات تتجدد كل فترة، وكان أشرسها ما حصل العام 2016 وسميت "حرب الأيام الأربعة" حيث سقط مئات الضحايا.
وبدأت اليوم نذر حرب جديدة تلوح في الأفق، حيث أعلنت أذربيجان أن قواتها دخلت 6 قرى خاضعة لسيطرة الأرمينيين، بعد مواجهات عنيفة عند خط التماس بين الطرفين في ناغورني قرة باغ.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الأذرية في تصريحات صحفية:"حررنا 6 قرى.. 5 في منطقة فيزولي، وواحدة في جبرايل" وهو ما نفته أرمينيا.
وقالت متحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمينية إن"إعلان وزارة الدفاع الأذربيجانية المتعلق باحتلال 6 قرى لا يتوافق مع الواقع، وهذه المعلومات مستفزة".
وأضاف أن الجيش الأذري فقد "4 مروحيات، و15 طائرة مسيرة، خاصة الهجومية منها، و10 دبابات وناقلات جند مدرعة، كما سقط ضحايا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com