بعد زيارته النادرة لخوزستان.. هل بدأ قاليباف حملة دعائية مبكرة لرئاسة إيران؟
ألقى تقرير إخباري إيراني، الضوء على أهداف زيارة رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف لمحافظة خوزستان، والتي أقر فيها بمعاناة سكان المحافظة ذات الأغلبية العربية من أزمات معيشية واقتصادية وحتى المعاملة العنصرية.
وأجرى قاليباف زيارة، خلال الأيام الماضية، إلى محافظة خوزستان الواقعة جنوب غربي إيران، حيث أكد على ضرورة معالجة السلطات لقضايا وأزمات المواطنين في هذه المنطقة، وتلبية مطالب السكان بتحسين أوضاعهم المعيشية والاقتصادية.
وقال قاليباف في تصريحات خلال زيارته محافظة خوزستان: "لقد أدركت خلال زياراتي المتعددة لخوزستان، أن أهالي هذه المنطقة يعانون من شعور بالحرمان والعنصرية، وهذا بالفعل صحيح"، وفق ما نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية.
وفي هذا الإطار، قال تقرير منشور على موقع "إنصاف نيوز" الإيراني إن "زيارة قاليباف لخوزستان تأتي في ظل تصدر هذه المحافظة وسائل الإعلام المحلية مع تصاعد أزمات ومشكلات سكانها على مختلف المستويات".
وأشار التقرير إلى أن "قاليباف ظهر في زيارته لخوزستان في هيئة الداعم والمناصر لقضايا سكان المحافظة، وذلك بالتزامن مع إطلاق مناصري قاليباف حملة دعائية لشخصه عبر نشر مقاطع فيديو قديمة توثق مشاركة قاليباف في مواساة أهالي خوزستان إبان الحرب العراقية الإيرانية".
كما أشار التقرير الإيراني إلى أن "قاليباف شارك خلال زيارته لخوزستان في افتتاح جسر بمدينة خرمشهر، حيث أُطلق على الجسر اسم الشهيد حسن قاليباف شقيق رئيس البرلمان، بينما انتقد قاليباف أمام وسائل الإعلام هذه التسمية".
تفاعل واسع
وأكد التقرير أن "موقف قاليباف حول تسمية جسر خرمشهر لاقى تفاعلا واسعا لدى وسائل الإعلام الإيرانية وخاصة المقربة من التيار الأصولي، في الوقت الذي كشف فيه مسؤول بمدينة خرمشهر أن إطلاق اسم شقيق قاليباف على الجسر المذكور جاء بناء على توصية من حزب التقدم والعدالة؛ وهو الحزب التابع لقاليباف، ما يعني إطلاع رئيس البرلمان على قصة اسم الجسر مسبقا".
واعتبر التقرير أن "قاليباف أراد الظهور خلال زيارته لخوزستان في شكل مختلف عن زياراته لأي مدينة إيرانية أخرى، حيث إن تغطية زيارة قاليباف جاءت تُشبه إلى حد كبير تغطية زيارات قائد فيلق القدس الراحل، قاسم سليماني للمدن الإيرانية المنكوبة جراء أحداث سيول أو زلازل".
ونوه إلى أن الفريق الإعلامي المرافق لقاليباف في زيارته لخوزستان كان يعمل على التقاط الصور ومقاطع الفيديو لرئيس البرلمان الإيراني بشكل لا يفوت أي لحظة، وخاصة في لحظات لقاء قاليباف بأهالي المحافظة التي صورته في هيئة "منقذ الأهالي الأوحد".
ولفت تقرير "إنصاف نيوز" إلى أن قاليباف قام خلال زيارته لخوزستان بلقاء عدد من العمال الإيرانيين بشركة قصب السكر وأعلن عن تضامنه معهم والعمل على حل أزماتهم؛ وهم العمال الذين يخرجون في احتجاجات شبه يومية ضد النظام للمطالبة بالنظر في أوضاعهم المعيشية في ظل تأخر صرف رواتبهم وطردهم من العمل.
ورأى التقرير أن "تصريحات قاليباف وتعهداته الخاوية من أي ضمانات لأهالي خوزستان تُشير إلى أن قاليباف يعمل على إيصال رسالة؛ وهي قدرته على الترويج لشخصه مقابل الشخصيات المنافسة المنتمية للتيار الأصولي".
واعتبر أن "الأشهر المقبلة سوف تبين أن قاليباف قد بدأ بالفعل من خلال زيارته لخوزستان طرح حملة إعلامية لترشحه للرئاسة الإيرانية، إذ إن هذا الكرنفال الدعائي سوف يستمر وسيعمل رئيس البرلمان على استغلال موقعه للتصدر في الساحة عبر تفقد محافظة محرومة جديدة".
وكان قاليباف المنتمي للتيار الأصولي وقائد القوة الجوية بقوات الحرس الثوري الإيراني سابقا، قد تمكن من الفوز بمنصب رئيس البرلمان خلال دورته الأخيرة، وذلك بعد سيطرة مرشحي التيار الأصولي المتشدد على أغلب مقاعد البرلمان مقابل الإصلاحيين.
