هل يهدد الجيل الفتي في تركيا مستقبل أردوغان السياسي؟
هل يهدد الجيل الفتي في تركيا مستقبل أردوغان السياسي؟هل يهدد الجيل الفتي في تركيا مستقبل أردوغان السياسي؟

هل يهدد الجيل الفتي في تركيا مستقبل أردوغان السياسي؟

يظهر الجيل الفتي في تركيا الكثير من السخط عبر مواقع التواصل الاجتماعي إزاء إجراءات حكومة "العدالة والتنمية" في البلاد، كان آخرها تقديم موعد امتحانات الثانوية العامة في تركيا، وهو ما أثار غضب الطلاب.

وكشف تقرير لشبكة "دويتشه فيله" الألمانية أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يسعى لاستمالة ملايين الشباب من أجل كسب أصواتهم في الانتخابات المقبلة، غير أن هؤلاء لا يترددون في إظهار نوع من التمرد، ويعبرون عن رفضهم لأردوغان علانية.

ويدور الحديث، حاليا، ضمن المشهد السياسي التركي عن جيل "الألفية الجيدة" في إشارة إلى أولئك الذين ولدوا نهاية تسعينيات القرن الماضي ومطلع الألفية الجديدة والذين يقدرون بنحو 13 مليونا سيحق لهم التصويت في الانتخابات المقبلة، وفي وسعهم ترجيح الكفة بهذا الاتجاه أو ذاك، سواء في الانتخابات الرئاسية أو التشريعية.

وحظيت هذه الفئة العمرية باهتمام إعلامي وسياسي في تركيا في أعقاب قرار غامض قضى بتقديم موعد الامتحانات التي تقود للقبول في جامعات البلاد، وهو ما يحدد مصير الطلاب الذين يولون اهتماما بالغا بها.



ووفقا للتقرير، فإن الطلاب يرون أن حكومة بلادهم قدمت موعد الامتحان شهرا ليكون الموعد في حزيران بدلا من تموز، لدوافع اقتصادية من أجل تفرغ الطلاب وعائلاتهم للسياحة وتنشيط هذا القطاع الذي تدهور بسبب جائحة كورونا.

وقالت شابة تدعى أسلي، البالغة من العمر 19 عامًا، إنها خضعت للاختبار للمرة الثانية، وتتحدث عن تعرضها لضغوط كبيرة من أجل تحسين أدائها خلال الامتحانات، وعلقت: "إنه لأمر فظيع أن يتم إعطاء الاقتصاد وصناعة السياحة الأولوية على صحتنا". 

بدوره، قال فاتح، وهو أيضًا طالب من أنقرة: "نحن في وضع لا نعرف فيه من نثق بعد الآن"، لافتا إلى أنه لم يكن واضحًا ما إذا كان الاختبار سيعاد جدولته حقًا أم لا، معقباً: "هذه تركيا، أي شيء يمكن أن يحدث".



ويقول التقرير، إن الشباب الألماني عبروا عن رفضهم، علنا، لتوجهات أردوغان حين التقى ببعضهم، قبل يوم من الامتحان، في حين توجه آخرون لتصعيد الأمر مدشنين حملة عبر منصات التواصل الاجتماعي من خلال وسم ينادي بعدم منح الأصوات لأردوغان في الانتخابات المقبلة.

وتشير التقديرات إلى أن الميول السياسية لهذه الفئة العمرية ستكون حاسمة في الانتخابات المقبلة، المقررة في العام 2023، إذ سيتمكن الكثير منهم من التصويت، ولكن لا أحد يعرف كيف سيصوتون بالضبط، وفقا للتقرير.

وتناولت دراسة حديثة أجراها معهد (( Gezici Arastirma Merkezi )) مؤخراً نظرة الشباب في 12 مقاطعة تركية تجاه الدين والعالم وميولهم السياسية.



ويقول الباحث مراد جيزيسي إن "هذا الجيل سيكون عاملاً حاسماً في الانتخابات المقبلة"، مشيرا إلى أن "هذه الفئة تشكل 12 بالمئة من مجموع الناخبين، وبالتالي يمكنهم فرض آرائهم إزاء عدة قضايا تطرحها الحملات الانتخابية مثل القضاء والدخل والبيئة".

ورأت الدراسة أن هؤلاء الناخبين الشباب لديهم أيضًا تأثير على توجيه أصوات والديهم، وليس العكس، فقد ذكر نحو 88 بالمئة من الشباب أن آراء آبائهم ليس لها تأثير على كيفية الإدلاء بأصواتهم، فهذه الفئة تبدي لامبالاة إزاء القيم التقليدية.

وفي ضوء الأزمة الاقتصادية المستمرة في تركيا، يبدو من غير المرجح أن يجد الناخبون الشباب أي شيء ملهم ومشجع في سياسات "العدالة والتنمية" وأردوغان، بحسب التقرير.

ووفقًا لمكتب الإحصاء الحكومي، فإن نسبة البطالة بين الشباب تبلغ حاليا في تركيا نحو 25 بالمئة، وهو ما يدفع الكثير من الشباب الأتراك لمغادرة البلاد نحو أوروبا، الأمر الذي قد ينذر بانعكاسات خطيرة على سوق العمل في تركيا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com