"نيويورك تايمز": خطة ضم أراض فلسطينية تكشف انقسامات في فريق نتنياهو وإدارة ترامب
"نيويورك تايمز": خطة ضم أراض فلسطينية تكشف انقسامات في فريق نتنياهو وإدارة ترامب"نيويورك تايمز": خطة ضم أراض فلسطينية تكشف انقسامات في فريق نتنياهو وإدارة ترامب

"نيويورك تايمز": خطة ضم أراض فلسطينية تكشف انقسامات في فريق نتنياهو وإدارة ترامب

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الإشارات المختلطة الصادرة من الإدارة الأمريكية، تجاه الخطة الإسرائيلية لضم أراض فلسطينية، تعكس انقسامًا بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين، حول ما إذا كانت خطة الضم وسيلة لجلب الفلسطينيين إلى مائدة التفاوض، أو أن خطة السلام تعني ضم الأراضي.

وأضافت في تحليل إخباري "عندما يجتمع فريق الشرق الأوسط في إدارة الرئيس الأمريكي مع دونالد ترامب هذا الأسبوع، لمناقشة الخطة الإسرائيلية لضم أراض من الضفة الغربية، فإن هناك سؤالًا رئيسيًا سيلوح في الأفق: هل خطة الضم المحتملة تعتبر تكتيكًا للضغط على الفلسطينيين من أجل التعاطي مع خطة السلام التي طرحها الرئيس ترامب، أم أن خطة السلام نفسها تمثل ستارًا لضم الأراضي؟.

انقسام عميق

ورأت أن هناك انقسامًا عميقًا بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين حول هذا السؤال، وهو الأمر الذي يمكن أن يحدد كيفية وموعد تفعيل أي ضم للأراضي.

وأشارت إلى أن رئيس الوزراء الإٍسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تعهد بضم 30% من أراضي الضفة الغربية المحتلة، كما هو محدد في خطة ترامب للسلام، مع حلول الأول من تموز/ يوليو المقبل.

وأفادت "نيويورك تايمز" بأن "الإدارة الأمريكية تعاملت بتناقض وإشارات مختلطة في هذا الصدد، حيث منحت الضوء الأخضر لخطة ضم الأراضي في بداية الأمر، ثم كبحت جماح هذا الدعم، والآن، على ما يبدو، تعيد دراسة تلك الخطوة في لقاءات داخل البيت الأبيض".

وذكرت الصحيفة أن "نتنياهو نأى بنفسه عن بعض أجزاء في الخطة، والتي تطالب أيضًا، بإقامة دولة فلسطينية، وتجميد أي توسع في المستوطنات الإسرائيلية في المناطق المخصصة لتلك الدولة، وهذه الشروط بغيضة للغاية بالنسبة لمستوطني اليمين المتطرف، الذين سعى نتنياهو لجذبهم إلى صفه من خلال خطة ضم الأراضي في بداية الأمر".



ورقة غانتس

ووفقًا للصحيفة، "أصرّت الإدارة الأمريكية على أن يحصل نتنياهو على موافقة حليفه وشريكه في تحالف الوسط، وزير الدفاع بيني غانتس، على خطة الضم. لكن غانتس، الذي يعارض بشدة خطة الضم أحادية الجانب، يقول إنه لن يوافق على تلك الخطة دون قبول عاهل الأردن".

ولفتت إلى أن "الملك عبد الله الثاني حذر من صراع شامل مع إسرائيل حال تنفيذ تلك الخطة، وأصرّ غانتس أيضًا، على أن أي خطة لضم الأراضي تتم بوصفها جزءًا لا يتجزأ من خطة إدارة ترامب للسلام، مؤكدًا أنه يدعمها كاملة وليس بصورة جزئية".

ونقلت "نيويورك تايمز" عن عوفر سالزبرغ، المحلل في مجموعة الأزمات الدولية، قوله "نحن نرى تناقضات، ولا نرى حتى الآن، كيف سيتم الوصول إلى حلول لها".

وأشارت إلى أن حل هذه التناقضات، بحسب مسؤولين، يتطلب حلًا للخلاف في الرأي بين اثنين من أبرز المقربين للرئيس ترامب، غاريد كوشنير، زوج ابنته ومستشاره البارز، وديفيد فريدمان، سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، والذي عمل محاميًا لدى ترامب لفترة طويلة.



خطة كوشنير وخلافه مع فريدمان

وأوضحت الصحيفة أن "كوشنير هو المصمم الرئيس لخطة ترامب للسلام، ومن المعتقد أنه مؤمن للغاية بأنها وسيلة واقعية لحل النزاع الطويل، وإعادة تشكيل الشرق الأوسط. أما فريدمان، المتبرع السخي للمستوطنات الإسرائيلية قبل دخول الحكومة، والذي لعب دورًا محوريًا في تغيير السياسة الأمريكية التي تعاملت طويلًا مع المستوطنات على أنها غير قانونية، فإنه يدعم خطة ضم الأراضي بصورة أكبر من خطة ترامب للسلام".

وقالت "نيويورك تايمز" إن "إستراتيجية كوشنير تقوم على دفع الفلسطينيين نحو الانخراط في خطة السلام، من خلال استخدام خطة ضم الأراضي كورقة ضغط، بحسب مسؤولين، ولكن خطة الضم أحادية الجانب، يمكن أن تجهض ذلك، في حين يرى فريدمان أن تأجيل تنفيذ ضم الأراضي من شأنه أن يهدد بضياع الخطة بأكملها، في حالة عدم نجاح ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، في تشرين ثاني/ نوفمبر المقبل".

ونقلت عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية قولهم: إن "هذا الانقسام بين كوشنير وفريدمان ليس كبيرًا على الإطلاق، ولكن هناك ببساطة نقاط خلافية داخل نفس الفريق".

وبحسب الصحيفة، فإن تسرع فريدمان في الضغط لتنفيذ خطة ضم الأراضي يضعه جنبًا إلى جنب مع نتنياهو، والسفير الإسرائيلي في واشنطن، رون ديرمر، الذي يضغط بقوة نحو تنفيذ الخطة سريعًا.

وأشارت إلى أن "فريدمان رفض خطة ترامب للسلام، ويرى أنها غير واقعية، وقال إن الشروط التي تفرضها الخطة على الفلسطينيين كي تقوم الدولة يمكن فقط، أن تكون قابلة للتنفيذ عندما يصبح الفلسطينيون كنديين".



مأزق ترامب ونتنياهو

وأكدت الصحيفة، أن فريدمان حاول لعب دور الوسيط في تقريب وجهات النظر حول خطة ضم الأراضي، وذلك بين نتنياهو وشريكه في التحالف الحاكم بيني غانتس، حيث تم تفسير تدخله المباشر في الداخل الإسرائيلي، على أنه محاولة واضحة للضغط على غانتس لقبول خطة ضم أراضي الضفة الغربية المحتلة إلى إسرائيل، من جانب واحد.

وحذّرت من أن "الإجراء الإسرائيلي أحادي الجانب، يمكن أن يؤدي إلى إشعال الموقف في الشرق الأوسط، واندلاع موجة جديدة من العنف بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وهو صداع لا يمكن قبوله على الإطلاق بالنسبة للرئيس الأمريكي ترامب، الذي يواجه بالفعل، العديد من الأزمات الداخلية، وحملة انتخابية صعبة مع اقتراب السباق الرئاسي".

وأوضحت أن هناك مأزقًا آخر يواجهه نتنياهو، ويتمثل في احتمالية عدم حصوله على الضوء الأخضر الأمريكي، الذي كان يعتمد عليه لتنفيذ خطة الضم، متسائلة "ما الذي يمكن أن يتم منحه إياه في المقابل كي يحفظ ماء وجهه في الداخل الإسرائيلي؟".

 

 



رسائل مختلطة

وبينت الصحيفة أن "رسائل نتنياهو المزدوجة أبرزت الانقسام حول ما تمثله خطة الضم، فيصر هو وحلفاؤه المقربون على أن هناك ركيزتين لخطة ترامب، الدولة الفلسطينية، وتجميد بناء المستوطنات لمدة 4 سنوات، وبالتالي، فإن هذا لا يتعلق بالمستقبل القريب".

وأوردت "نيويورك تايمز" رأيًا للسفير الإسرائيلي في واشنطن، كتبه في صحيفة "واشنطن بوست"، يوم السبت الماضي، قال فيه: إن "خطة إسرائيل لضم أراض من الضفة الغربية، من شأنها أن تفتح الباب على مصراعيه أمام حل واقعي للدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وفقًا لخطة ترامب للسلام".

ولفتت الصحيفة في ختام تحليليها إلى أن "غاريد كوشنير يرى الأمور من منظور آخر، يختلف عما يطرحه نتنياهو والمسؤولون المقربون منه، وهو ما دفع هذا الفريق إلى إبلاغ كوشنير، أن هذه مجرد خطة لضم الأراضي، وليست الخطة التي نطرحها من أجل الحل الشامل".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com