بعد نفي طهران إيواء عناصره .. هل يفجر "العمال الكردستاني" أزمة بين تركيا وإيران؟

رد قائد القوات البرية في الحرس الثوري الإيراني العميد محمد باكبور، اليوم السبت، على تصريحات لمسؤول تركي اتهم فيها طهران بإيواء جماعات من عناصر حزب العمال الكردستاني (بي كي كي) المعارض للنظام التركي.

وقال العميد باكبور في تصريحات نقلتها وكالة أنباء "تسنيم"، على هامش زيارته لمعسكرات الحرس الثوري القريبة من الحدود التركية، إن "ادعاءات المسؤول التركي لا أساس لها من الصحة"، مضيفا أن "هناك تعاونا بين القوات المسلحة الإيرانية والتركية على الحدود المشتركة بين البلدين، وهو تعاون ممتاز وبناء".

وطالب القائد بالحرس الثوري السلطات التركية بالتأكد من صحة المعلومات قبل الإعلان عنها عبر وسائل الإعلام، معتبرا أن "نشاط العناصر الإرهابية داخل الأراضي الإيرانية يعتبر خطا أحمر بالنسبة للقوات الإيرانية".

وأضاف أن "القوات البرية التابعة للحرس الثوري الإيراني تفرض سيطرتها الكاملة على الحدود المشتركة مع تركيا ولها وجود نشط في تلك المناطق، وتشرف على جميع التحركات هناك بشكل دقيق ومستمر، ونحن نتفهم الضغط الذي يتعرض له أصدقاؤنا الأتراك بسبب العمليات المسلحة التي تنفذها هذه التنظيمات داخل أراضيهم".

كان وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، قد قال يوم الإثنين الماضي، إن بلاده أكملت 75 %  من الجدار الفاصل مع إيران لمنع تسلل "الإرهابيين"، مضيفا "أن الجدار يتم إنشاؤه من أجل أمن تركيا".

وأوضح صويلو "أن كل عملية عسكرية نفذتها تركيا في شمال العراق لتشديد الخناق على مقاتلي حزب العمال الكردستاني، دفعتهم من منطقة الحدود الجنوبية الشرقية لتركيا إلى حدودها الشرقية".

وأشار إلى أن "هناك حوالي 100 إرهابي في دمبات الإيرانية، بالقرب من تركيا، ما يشكل خطرا حقيقيا".

ويشتبك مقاتلو حزب العمال الكردستاني بانتظام مع القوات التركية في جنوب شرق تركيا الذي يسيطر عليه الأكراد والمرتبط بشمال العراق.

وأعلنت تركيا إلى جانب الاتحاد الأوروبي، حزب العمال الكردستاني جماعة إرهابية، وتسعى الجماعة المتشددة لإقامة منطقة كردية مستقلة منذ عام 1984.

وانهار وقف إطلاق النار الهش بين حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية في يوليو 2015، وارتفعت الهجمات على قوات الأمن التركية منذ ذلك الحين.

وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، نفذت القوات البرية والجوية التركية عمليات ضد مواقع حزب العمال الكردستاني في البلاد، وكذلك في شمال العراق وسوريا المجاورة.

كما واجهت إيران صراعها الخاص مع الفروع الإيرانية لحزب العمال الكردستاني، مثل حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK)، الذي شن العديد من الهجمات الإرهابية في غرب إيران على مدى السنوات الماضية.