وسط خلافات حادة داخل المنظومة الإسرائيلية.. هل تعيق الاحتجاجات الأمريكية خطوات ضم الضفة الغربية؟
وسط خلافات حادة داخل المنظومة الإسرائيلية.. هل تعيق الاحتجاجات الأمريكية خطوات ضم الضفة الغربية؟وسط خلافات حادة داخل المنظومة الإسرائيلية.. هل تعيق الاحتجاجات الأمريكية خطوات ضم الضفة الغربية؟

وسط خلافات حادة داخل المنظومة الإسرائيلية.. هل تعيق الاحتجاجات الأمريكية خطوات ضم الضفة الغربية؟

كشفت وسائل إعلام عبرية، عن خلافات حادة داخل المنظومة الإسرائيلية حول قرار ضم أراضي من الضفة الغربية، وسط رفض أمريكي على تنفيذ الخطوة في الوقت الراهن خشية من التصعيد الأمني.

وقالت القناة العبرية الـ 13، إن الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك ناقشا كل السيناريوهات المحتملة بعد قرار الضم، بدءاً من احتمالية عدم الضم وبالتالي عدم حصول شيء إلى احتمالية اندلاع احتجاجات وانتفاضة واسعة .

وأوضحت القناة أن تقديرات كبار ضباط الجيش والشاباك ترجح عدم قيام نتنياهو بإعلان ضم أجزاء من الضفة، مشيرةً إلى أن الإدارة الأمريكية منشغلة بالاحتجاجات الداخلية ولن يعطوا ضوءًا أخضر لنتنياهو بالضم.

وأشارت إلى أن تقديرات وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ووزير الخارجية غابي أشكينازي، بأنه لن يكون إعلان ضم في يوليو وسيتم تأجيل ذلك، لافتة إلى أن النقاش بين الشاباك والجيش يدور حول التداعيات الإقليمية لقرار الضم خاصة على العلاقة مع قطاع غزة والأردن.



ووجهت القناة العبرية انتقادات حادة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خاصة وأنه لم يكلف نفسه عبء إبلاغ المستوى الأمني والعسكري بنواياه حول الضم.

خلاف براغماتي راديكالي

من ناحيتها، أكدت صحيفة "هآرتس" العبرية، وجود خلاف بين رؤساء العصابات، قائلةً: "جزء من المستوطنين يحمل خارطة يحذر من خلالها من قيام دولة فلسطينية مقطّعة الأوصال، وجزء آخر يحمل خارطة تظهر ضم 38% من الضفة دون دولة فلسطينية، ويقولون عن أنفسهم براغماتيين وعن الآخرين راديكاليين".

وفي السياق، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن نتنياهو هاجم رئيس مجلس المستوطنات ديفيد الحياني، معتبراً أنه لم يحفظ المعروف للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن إعلان صفقة القرن.

وأوضحت الصحيفة، أن هناك انقساما حاداً في معسكر اليمين حول خريطة الضم الذي يعتزم نتنياهو اعتمادها، مشددةً على أن الخلاف قد يؤجل ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى وقت لاحق، خاصة وأن الصهيونية الدينية تريد الضم لتدمير الرؤيا القائلة بوجود احتلال.

وبينت الصحيفة، أنه ووفق استطلاع للرأي فقد ظهر خلاف واضح بين وزراء الحكومة في مسألة الضم، وذلك بعد إجابتهم على سؤال متعلق بالموافقة على خطة الضم في إطارها الحالي مقابل إقامة دولة فلسطينية والتنازل عن 70% من أراضي الضفة الغربية.

ولفتت يديعوت أحرنوت، إلى أن معظم وزراء الليكود يدعمون ذلك (إقامة دولة فلسطينية مقابل التنازل عن 70% من الأراضي)، فيما يرفضه آخرون ويدعمون موقف نتنياهو بالتنسيق مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وهو موقف رافض لإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية.

وقال وزير الصهيونية الدينية رافي بيرتس: "أنا مع الجزء الذي يتحدث عن السيادة في صفقة القرن، وأعارض بشدة إقامة دولة فلسطينية"، في حين يعتبر الحريديم تلك القضايا ذات بعد خارجي وأمني ولا علاقة لهم بها.

وزير الزراعة الإسرائيلي عن حزب أزرق أبيض، ألون شوستر، قال: "الأغوار بحاجة إلى تطوير وليس إلى ضم، والضم أحادي الجانب يهدد الدولة أمنياً وسياسياً"، الأمر الذي يعكس قراراً مخالفاً لما يسعى له بنيامين نتنياهو.

من ناحيته، وجه الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين طلباً إلى كافة الأحزاب السياسية الإسرائيلية، داعياً إياهم إلى تهدئة النقاش حول مسألة ضم الضفة الغربية.

وأوضح ريفلين وفق القناة 7 العبرية، أنه يعرف القلق المتزايد خلال الأيام الماضية بشأن مسألة الضم.

وأضاف: "لسنا خائفين من النقاد، ولكن يجب أن نكون هادئين، لكن لا يجب منع التساؤلات والانتقادات حول الضم من أي حزب سياسي".



وفي السياق ذاته، قال المحلل السياسي، عمر جعارة، إن خطة الضم الإسرائيلية لأجزاء من الضفة الغربية أحدثت شرخاً كبيراً بين الأحزاب الإسرائيلية، مشدداً على أن هناك خلافات عميقة بين الأحزاب بهذا الشأن.

وأوضح جعارة، في تصريح خاص لـ "إرم نيوز"، أن هذه الخلافات قد تؤدي إلى تأجيل قرار الضم المقرر مطلع الشهر المقبل، مشيراً إلى أن عددا من العسكريين الإسرائيليين والسياسيين بدأوا يعبرون عن وجهة نظر مختلفة وجديدة بشأن الضم معتبرين أنها لن تكون في صالح إسرائيل من الناحية الأمنية.

وأضاف جعارة أن "القادة السياسيين والعسكريين في إسرائيل على دراية تامة بحجم الخطر الذي يراود إسرائيل نتيجة الضم"، مرجحاً لجوء إسرائيل لخيارات بديلة وتأجيل تنفيذ القرار تحت حجج واهية خاصة في ظل التعنت والتهديد الفلسطيني المستمر.

ضوء أخضر أمريكي

ونوه إلى أن ضم أجزاء من الضفة الغربية لن يتم إلا بضوء أخضر من الولايات المتحدة، وأنه في حال رفض أمريكا وطلبها رسمياً تأجيل المشروع، فإنه لن يكون أمام نتنياهو خيار إلا أن ينصاع لما تريده الإدارة الأمريكية.

وشدد جعارة، على أن الأيام المقبلة قد تشهد رفضا أمريكيا لضم أجزاء من الضفة الغربية، مبيناً أن هناك تخوفا إسرائيليا من التحرك الفلسطيني على المستوى الدولي والأممي وخاصة بعد موقف الاتحاد الأوروبي الرافض للقرار.

الجدير ذكره، أن الحكومة الإسرائيلية تعتزم البدء بضم أجزاء من الضفة الغربية لسيادتها مطلع الشهر المقبل، الأمر الذي عبرت عدد من الدول العربية وأوروبا والقيادة الفلسطينية عن رفضه جملةً وتفصيلاً.

وأوقفت السلطة الفلسطينية الاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل بقرار من الرئيس محمود عباس بما في ذلك التنسيق الأمني وذلك رفضاً لقرار الضم الإسرائيلي، فيما رفضت الحكومة الفلسطينية أمس استلام أموال المقاصة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com