"نيويورك تايمز": بوتين يواجه البيروقراطية والفساد و"الآذان الصماء" في روسيا
"نيويورك تايمز": بوتين يواجه البيروقراطية والفساد و"الآذان الصماء" في روسيا"نيويورك تايمز": بوتين يواجه البيروقراطية والفساد و"الآذان الصماء" في روسيا

"نيويورك تايمز": بوتين يواجه البيروقراطية والفساد و"الآذان الصماء" في روسيا

رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" التحديات التي يواجهها الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال المرحلة الحرجة التي تمر بها بلاده، مع تفشي فيروس "كورونا" المستجد، وارتفاع حالات الإصابة والوفيات.

وقالت الصحيفة الأمريكية، إنه مع تصاعد الانتقادات الموجهة إليه بوصفه الزعيم الغائب منذ بداية أزمة جائحة "كورونا" في روسيا، فإن بوتين ظهر بقوة من جديد خلال خطاب تليفزيوني، كي يُظهر أنه يهتم بالموقف ويتحمل المسؤولية، حيث وعد بدفع 1100 دولار شهريا لكل طبيب وممرضة والعاملين الآخرين الذين يقفون في الصفوف الأولى لمواجهة الجائحة.

ورغم كونه القائد القوي الذي يملك جميع السلطات، ويجب أن تكون كلمته بمثابة أمر عسكري يتم تنفيذه، فإنه على غير العادة عانى بوتين كي يكون صوته مسموعا، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وتابعت: "بعد أكثر من شهر على حديثه فإن الأموال لم تصل إلى معظم مستحقيها، إضافة إلى أن بعض الأطباء تعرضوا لزيارات من محققي الشرطة وممثلي النيابة، كي يحققوا معهم في الأسباب التي دفعتهم إلى الشكوى العلنية بأنهم لم يحصلوا على الحوافز المالية".



وكتب "ديميتري درايز"، الصحفي المقيم في موسكو، مقالا لاذعا الأسبوع الماضي، عن الفوضى المنتشرة، قال فيه: "هل هذه مزحة، للأسف لا، لم يكن أعداء روسيا في الخارج أو المعارضة الداخلية بقيادة أليكسي نافالاني قادرين على إلحاق الضرر بصورة روسيا كما فعل من يديرون الدولة".

ويملك الكرملين أكثر من 500 مليار دولار في صناديق متنوعة، وبالتالي فإن بوتين لديه من الأموال ما يكفي كي يفي بوعوده، ولكن في نظام يعجّ بالفساد، فإن العديد من المسؤولين يعيشون في خوف دائم من أن يتعرضوا للانتقادات أو يواجهوا تحقيقات نتيجة إنفاق أموال الدولة التي لم تدخل منذ البداية في الميزانيات التي تم اعتمادها سابقا.



وفي إقليم كراسنودار الجنوبي، تم فصل طبيب بارز في أحد المستشفيات بعد قيام فريق العمل التابع له بتنظيم احتجاج صغير، يخضع الطبيب الآن إلى التحقيق، بواسطة الهيئة الروسية الموازية لمكتب التحقيقات الفيدرالي FBI، بتهمة الإهمال الجنائي.

وقالت "يوليا فولكوفا" الطبيبة التي تعمل في كراسنودار، وتقود الفريق المحلي لـ"تحالف الأطباء"، في مقابلة عبر الهاتف إن العمال في المجال الطبي كانوا فرحين للغاية بوعد بوتين الخاص بالحوافز الإضافية، الآن يشعرون بالرعب من تعرضهم للتحقيق، إذا اشتكوا من أن أوامر الرئيس لم تجد آذانا صاغية.



واستشاط بوتين -الذي يجيد لعب دوره المفضل كأب حريص، وصارم في الوقت ذاته، ويعاني من عرقلة مسيرته نتيجة البيروقراطية الفاشلة- غضبا خلال مؤتمر عبر الفيديو نتيجة أن بعض المسؤولين في الأقاليم لم يلتزموا بأوامره الخاصة بالحوافز.



وقال بوتين: "لقد تحدثت عن أرقام محددة يتم منحها للأطباء والممرضات وكل فرق العمل الطبي، وأطقم سيارات الإسعاف، وغيرها، ولكنهم صنعوا فوضى بيروقراطية، وقاموا باحصاء عدد ساعات العمل على طريقتهم الخاصة. هل أعطيت مثل هذا التعليمات لهم؟، بالطبع لا".

ورأت الصحيفة الأمريكية أن تلك التطورات تمثل انحرافا شديدا، وتكشف الفجوة الواسعة بين الواقع والصورة في دولة يتم إدارتها وفقا لنظام "القوة العمودية" الذي اعتمده بوتين من سنوات، اذ استغرق بناء هذا النظام ما يقرب من 20 عاما، كي يحل محلّ الهيكل المتدهور للدولة الذي ورثه بوتين عن الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com