محللون: خامنئي يسعى لتشكيل حكومة موازية بدعم الحرس الثوري
محللون: خامنئي يسعى لتشكيل حكومة موازية بدعم الحرس الثوريمحللون: خامنئي يسعى لتشكيل حكومة موازية بدعم الحرس الثوري

محللون: خامنئي يسعى لتشكيل حكومة موازية بدعم الحرس الثوري

سلط محللون سياسيون الضوء على تصريحات المرشد الأعلى للنظام الإيراني علي خامنئي، حول تولي حكومة جديدة وصفها بـ"حكومة حزب الله فتية" تعالج مشاكل إيران، فضلا عن رسائله للحرس الثوري للسيطرة الكاملة على الساحة السياسية في ظل خشيته من تطور الاحتجاجات في الشارع الإيراني.

وكان خامنئي قال في كلمة متلفزة خلال لقاء مع عدد من الطلاب الجامعيين في إيران، الأحد، "إن حكومة حزب الله الفتية هي العلاج لمشاكل البلاد، كما لا يجب أن ندع الاحتجاجات في الشارع أن تتصاعد؛ وذلك لأن العدو يعمل على تصوير الاحتجاجات في إيران على أنها تحريض ضد النظام".



ضوء أخضر قبل الانتخابات

وفي هذا الإطار، قال المحلل الإيراني رضا حقيقت نجاد، إن "تأكيد خامنئي على مسألة تولي حكومة فتية تعمل على علاج مشاكل إيران لا يأتي في إطار التوصية، وإنما هو إعلان مباشر عن برنامج سياسي يهدف لتشكيل حكومة مسبقة حتى قبل شروع منافسات الانتخابات الرئاسية المقبلة".

وأضاف حقيقت نجاد في تقرير له نُشر على موقع إذاعة "فردا"، أن "استخدام خامنئي لمصطلح حزب الله له مدلول خاص، لا سيما لما يتمتع به هذا المصطلح في الأدبيات السياسية للمرشد الإيراني خلال الثلاثين عامًا من حُكمه، فخامنئي يريد من هذا المصطلح استدعاء وجذب جميع القوى المؤيدة له في المجتمع الإيراني".

وأوضح المحلل الإيراني أن "تأكيد خامنئي على تسمية حكومته المستقبلية بحكومة حزب الله يعني وجوب تولي الشخصيات التي تؤكد ولاءها التام للمرشد ولمقاليد الأجهزة السيادية في النظام الإيراني، وفي محاولة من خامنئي لتعويض الخسائر التي أصابت إيران خاصة خلال العشر سنوات الأخيرة".

عزوف الإيرانيين عن استمرارية رؤى النظام

من جهته، تناول المحلل الإيراني، رضا علي جاني تركيز خامنئي في خطابه الأخير على مصطلح الشك والتردد من قبل المواطنين على مشروعية نظامه، وخشية المرشد الإيراني من تصاعد الاحتجاجات في الشارع ضد النظام.

وقال علي جاني في مقاله المنشور على موقع "زيتون" التحليلي، إن "إحدى النقاط الهامة في خطاب خامنئي مع الطلاب الإيرانيين هو تكراره لاستخدام مصطلح الشك والتردد، إذ أن مرشد النظام الإيراني يخشى من هذه النقطة وهي شك وعدم إيمان المواطنين بنوعية خطاباته لا سيما الموجهة ضد الغرب والأهم هو إدارته للبلاد في ظل سيطرة فصيل بعينه على زمام الأمور".



وأضاف: "لعل اللافت في تصريحات خامنئي الأخيرة هي ما بدا عليه من خوف من شك وتردد حتى من المؤيدين للنظام الإيراني، وخاصة بعدما قمع نظامه الاحتجاجات الشعبية في الشارع، والأهم هو تغيير خامنئي لمصطلح المستضعفين الذي يعبر عن الفقراء إلى الأراذل في وصفه الطبقات الدنيا من الإيرانيين الذين يحتجون ضد الأوضاع الراهنة".

تراجع دعم مؤيدي خامنئي

وبين المحلل الإيراني أن استخدام خامنئي مصطلح "العمود الفقري للنفوذ الثقافي للعدو، كشف بوضوح عن قلقه وخشيته البالغة من رسوخ الشك والتردد في أعماق الأطراف المؤيدة لنظامه".

"كورونا" ساحة جديدة لخلاف روحاني والحرس الثوري

أما الكاتب والمحلل ميتش بروثيرو، فرأى أن أزمة تفشي فيروس كورونا في إيران تمهد للنظام الإيراني بقيادة خامنئي أرضية لاستغلال حالة الاضطراب التي تسيطر على الساحة السياسية والاقتصادية في البلاد لكي يخرج خامنئي بحكومة موازية بدعم مباشر من الحرس الثوري.

وأضاف بروثيرو في تقرير نشره موقع "إنسايدر" أن "حكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني تواجه سجالًا متصاعدًا مع الحرس الثوري خاصة مع تأزم الوضع الصحي في البلاد نتيجة تفشي فيروس كورونا".

وأشار إلى أن "حكومة روحاني رغم تراجع الأداء في التعامل مع ملف كورونا، إلا أنها تسعى للسيطرة على الوضع وذلك في ظل تصاعد الخلاف مع الأجهزة الممثلة لخامنئي وعلى رأسها الحرس الثوري".

ودلل المحلل على هذا بالضغوط التي تواجهها حكومة روحاني من قبل خامنئي لتخفيف القيود وبالأخص الاقتصادية في الشارع الإيراني رغم خطورة هذه القرارات على الوضع الصحي في ظل تصاعد أعداد المصابين بفيروس كورونا.



وتابع أن "خامنئي هو المسؤول الوحيد في إيران الذي لديه القدرة المالية على دعم حكومة موازية تنافس الحكومة المنتخبة، فخامنئي يسعى في المرحلة الراهنة لتشكيل حكومة موازية بدعم مباشر من الحرس الثوري ليس بهدف معالجة الأوضاع بقدر إعادة السيطرة الكاملة على زمام الأمور".

يأتي هذا، في ظل تقارير لوسائل إعلام إيرانية تتحدث عن عودة عدد من قيادات الحرس الثوري للترشح بقوة في الانتخابات الرئاسية المقبلة لعام 2021، وذلك بالتوازي مع أعضاء التيار المتشدد على أغلبية مقاعد البرلمان الإيراني.

وكان عدد من كبار الساسة والخبراء قد حذروا النظام الإيراني من تصاعد الاحتجاجات الشعبية في الشارع ضد النظام، وأبرزهم الرئيس الإيراني الأسبق، محمد خاتمي، الذي تحدث عن إمكانية لجوء المواطنين للعنف لمواجهة قمع وفشل النظام.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com