شركاء نتنياهو غاضبون من "المحاصصة" في الحكومة الإسرائيلية المرتقبة
شركاء نتنياهو غاضبون من "المحاصصة" في الحكومة الإسرائيلية المرتقبةشركاء نتنياهو غاضبون من "المحاصصة" في الحكومة الإسرائيلية المرتقبة

شركاء نتنياهو غاضبون من "المحاصصة" في الحكومة الإسرائيلية المرتقبة

أصبحت الطريق ممهدة أمام زعيم "الليكود"، بنيامين نتنياهو، لتشكيل الحكومة الخامسة في مشواره السياسي، بعدما تغلب على عقبة المحكمة الإسرائيلية العليا، وتكليفه رسميا بتلك المهمة، مدعوما بتوصية 72 من إجمالي 120 نائبا بالكنيست.

لكن يبدو أن شركاء نتنياهو سيمثلون رقما صعبا تجاوزه خلال المرحلة المقبلة، إذ سيكون على نتنياهو الالتزام بالاتفاق الائتلافي الموقع مع خصمه السابق، بيني غانتس، زعيم "أزرق أبيض"، وذلك بعد أن تقلصت قوته السياسية بواقع النصف تقريبا، على خلفية تفكك تحالفه مع حزبي "هناك مستقبل" و"تيليم".

ويرى شركاء نتنياهو من اليمين، وكذلك من حزب "الليكود"، أن الحقائب الوزارية والمناصب التي سيخسرها هذا التيار لصالح كتلة غانتس مبالغ فيها، وأن القوة السياسية للأخير لم تكن تحتم منحه هذا الكم من المزايا، وهذا الملف على وجه التحديد يعد عنوان المرحلة الحالية، والتي تشهد خلافا حول توزيع المناصب.

ووفقا لوسائل إعلام عبرية، يمنح الاتفاق الائتلافي بين بنيامين نتنياهو وبيني غانتس العديد من المزايا المهمة للأخير، كما أن كتلة اليمين ستفقد العديد من المناصب لصالح كتلة اليسار – الوسط التي يمثلها غانتس وفريقه، إذ سيترك الاتفاق العديد من نواب الكنيست من اليمين في حالة من الإحباط، بعد أن تيقنوا أن المناصب التي كانت حكرا عليهم في طريقها إلى شريك نتنياهو الجديد.

إحباط الليكود

وعكس موقع "سروغيم" الإخباري العبري، اليوم الخميس، هذه الأزمة، وقال في تقريره إن العديد من النواب وأعضاء "الليكود" الذين كانوا يستعدون لتولي مناصب وزارية سينتظرون فرصة أخرى، فيما سيضطر الكثير منهم لخفض سقف توقعاتهم للمناصب الجديدة، وبعضهم أصبح لا يأمل في أكثر من منصب سفير.

وأشار التقرير إلى أن الكثير من نواب الليكود سيفقدون مواقعهم الحالية، وعلى رأسهم رئيس الكنيست السابق يولي ادلشتاين، والذي وجد نفسه خارج المعادلة لصالح النائب ياريف لافين، وزير السياحة السابق، والذي سيخلفه في المنصب، فيما يترقب ادلشتاين حقيبة التعليم أو الصحة، حال لم يصر "أزرق أبيض" على نيل هذه الحقائب.

ووجه الاتفاق الائتلافي صفعة لرئيس بلدية القدس السابق، رجل الأعمال نير باركات، والذي كان يترقب تولي منصب وزير المالية، حيث يفترض أن يذهب المنصب لوزير الخارجية المنتهية ولايته يسرائيل كاتس، بينما ستذهب حقيبة الأمن الداخلي للنائب أمير أوحنا.

وستذهب حقيبة المواصلات للنائبة ميري ريغيف أو للنائب جلعاد اردان، فيما سيخرج النائب أوفير اكونيس، وزير العمل والرفاه الاجتماعي بحكومة تصريف الأعمال، من اللعبة، ويتحسب حاليا لتولي منصب سفير إسرائيل في لندن أو بالأمم المتحدة خلفا للسفير داني دانون.

مزايا لشركاء غانتس

ولا يزال هناك العديد من النواب البارزين عن حزب الليكود في انتظار إمكانية منحهم حقيبة وزارية طبقا للتطورات التي ستحدث خلال الأيام المقبلة، ويبرز من بينهم النواب جدعون ساعار، أكبر منافسي نتنياهو داخل حزب السلطة، وإيلي كوهين، المحاضر بجامعة تل أبيب، وأحد الشخصيات البارزة في قطاع المال والأعمال، ونير باركات، رئيس بلدية القدس السابق ورجل الأعمال والاستثمار في قطاع التكنولوجيا الفائقة، وتسيبي حوتوفيلي، نائبة وزير الخارجية السابقة، وتساحي هانغبي، وزير التعاون الإقليمي السابق، وأخيرا الوزيرة السابقة يفعاط بيتون.

ويصب الاتفاق في مصلحة زعيمة حزب "غيشر" الوسطي، النائبة أورلي ليفي أبيكسيس، والتي أثارت ضجة كبيرة عقب انشقاقها عن تحالف "العمل – غيشر – ميرتس" في آذار/ مارس الماضي، وعقب انتخابات الكنيست، إذ يتردد أنها بصدد تولي منصب وزيرة التنمية الإقليمية، ويجري الحديث عن حقيبة أخرى فقدها حزب "الليكود".

وتؤكد تقارير أن حقائب مثل الثقافة والهجرة والاستيعاب في طريقها لتحالف "أزرق أبيض"، والذي يبدو أنه بصدد الحصول على واحدة من أهم الحقائب وهي الدفاع، التي يفترض أن تذهب لغانتس نفسه أو لشريكه غابي أشكنازي، الرجل الثاني بحزب "حوسن ليسرائيل".

اليمين غاضب

ويترقب الجميع موقف تحالف "يمينا" بزعامة وزير الدفاع بحكومة تصريف الأعمال نفتالي بينيت، والذي طالب بحقيبة الصحة، لكن يبدو أن الخلاف حول هذه الحقيبة يضع انضمام هذا التحالف للائتلاف المرتقب على المحك.

صحيفة "إسرائيل اليوم" أكدت "الخميس، أن حالة من الغضب الشديد تنتاب تحالف "يمينا"، والذي يتشكل من 3 أحزاب قومية تمثل تيار الصهيونية الدينية، بزعامة بينيت ومعه ايليت شاكيد، وزيرة العدل السابقة، على خلفية المعطيات السابقة، الأمر الذي دفع مراقبين للقول إن هناك احتمالا بأن تتخلى هذه الكتلة عن الانضمام للحكومة المرتقبة.

ويكمن الخلاف بين "يمينا" و"الليكود" حول توزيع الحقائب الوزارية، إذ تقول مصادر للصحيفة العبرية إنه عقب الاجتماع بين نتنياهو وبينيت ظهر الخميس، هناك انطباع بأن الكتلة ستكون مجرد فائض بلا قيمة على حكومة الوحدة، وأن هناك احتمالا أن يصدر قرار بعدم الانضمام.

وزارة ونصف

ويرى حزب السلطة أن "يمينا" التي لم يحقق سوى 6 مقاعد في انتخابات آذار/ مارس الماضي، يستحق حقيبة وزارية واحدة فضلا عن منصب نائب وزير، لكن الأمر أغضب حزب بينيت، والذي يرى أن المعادلة لا تعكس الشراكة الحقيقية مع "الليكود"، ولا تعكس تعهدات نتنياهو للحزب.

وحاول "الليكود" إقناع "يمينا" بأنه يسير وفق معادلة منطقية تقول إن كل 4 مقاعد حققتها كتلة ما في الانتخابات تستحق مقابلها حقيبة وزارية واحدة، وأن المقاعد الستة التي حققتها "يمينا" تحتم منحها "حقيبة وزارية ونصف"، أي وزير ونائب وزير.

بينما تقول "يمينا" إن هذه المعادلة غير منطقية، لو وضع بالاعتبار أن كتلة "أزرق أبيض" ستحصل على حقيبة وزارية كاملة لكل مقعد واحد حققته بالكنيست، أي 15 حقيبة، هذا بخلاف الحقائب التي سيحصل عليها النواب المنضمون إليها.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com