كرزاي: السلام في أفغانستان مرتبط بالنفود الأجنبي
كرزاي: السلام في أفغانستان مرتبط بالنفود الأجنبيكرزاي: السلام في أفغانستان مرتبط بالنفود الأجنبي

كرزاي: السلام في أفغانستان مرتبط بالنفود الأجنبي

كابول - حكم حامد كرزاي أفغانستان لمدة 13 عاماً ، بدأها بكونه الزعيم المفضل للغرب ، إلا أنه تحول بصورة غير متوقعة إلى توجيه الانتقادات اللاذعة حتى لمن كانوا يدعمونه.

وفي مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية وشبكة "إيه أر دي" الإذاعية الألمانية العامة في مقره الخاضع لإجراءات أمنية مشددة في كابول، تحدث كرزاي عن الماضي والحاضر.

ما هي توقعاتك لمحادثات السلام؟

أتطلع بشدة إلى انطلاق محادثات السلام، أيا ما كانت ظروف انطلاق هذه المحادثات، أعرف أن قائد الجيش الباكستاني كان هنا قبل أيام بأخبار جديدة، هذا مهم جدا بالنسبة لنا وسننظر فيها وسنتعامل معا بحرص وحماس شديدين.

لقد حاولت مرارا المضي في عملية سلام مع طالبان، ولكن دون نتيجة. فلماذا تعتقد هذه المرة أن عرض باكستان مختلف؟

عملية السلام في أفغانستان لا تتعلق بالأفغان بقدر تعلقها بالقوات الأجنبية والنفوذ الأجنبي وخاصة الولايات المتحدة وباكستان. والولايات المتحدة، بعد أخذ القواعد في أفغانستان وبعد توقيع الاتفاقية الأمنية الثنائية، لم تعد طالبان عدوة لهم. وبهذا يكون تمت إزالة إحدى العقبات من طريق عملية السلام. ما يعنينا في هذه المرحلة هو أن تجلس طالبان مع الأفغان من أجل الحوار.

سبق وأن رفضت التوقيع على الاتفاقية الأمنية الثنائية. إلا أن الرئيس أشرف غني فعل ذلك. واليوم وقد بدأت مهمة الدعم الحازم، هل هذه هي المهمة المناسبة؟ وهل ستفيد أفغانستان؟

أدعمها إذا ما دربوا الأفغان. أدعم إذا ما قدموا دعما آخر إلى القوات الأفغانية من معدات وأمور لوجيتسية وغيرها. ولا أدعم على الإطلاق مشاركة الولايات المتحدة أو حلف شمال الأطلسي (ناتو) في العمليات ضد المنازل الأفغانية. ولا أدعم على الإطلاق عمليات القوات الخاصة في أفغانستان.

إلا أنني أؤيد دعمهم وتدريبهم وإمداداهم القوات الأفغانية بالمعدات. باختصار، أدعم جهود المجتمع الدولي في تعزيز قدرة القوات الأفغانية إلا أنني لا أدعم قيامهم بعمليات عسكرية داخل أفغانستان.

قلت مرارا إنك لا تثق في الولايات المتحدة. فهل من الممكن توضيح السبب وراء هذه الحالة من عدم الثقة؟

القصة طويلة. بدأ فقدان الثقة بسقوط ضحايا من المدنيين. عندما بدأت في إخبارهم بأن الحرب على الإرهاب ليست في قرى ومنازل أفغانستان وأن عليهم الذهاب إلى معاقل ومناطق التدريب ومنشآت وأنظمة الدعم، وهذه كلها خارج أفغانستان، في باكستان.

كانت الحكومة الأمريكية تتفق معي ثم تستمر في مهاجمة المنازل والقرى الأفغانية. وكما سمعتم، قال الرئيس السابق لباكستان قبل أيام في مقابلة مع الـ"جارديان" أنهم دربوا طالبان لتقويض الحكومة الأفغانية. كانت الولايات المتحدة تعرف ذلك دوما وكنا أيضا نخبرها بهذا دوما.

وقرب العام 2013، في محادثات أجريتها مع مسؤولين أمريكيين ومع الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدأت أدرك أنهم يحاولون الاحتفاظ بقواعد في أفغانستان ويحاولون أيضا، بطريقة ما، ان يجعلونا بديلا لباكستان. وكانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير، وبعد ذلك قررت عام 2013، بعد زيارتي لواشنطن، أني لن أوقع الاتفاقية الأمنية الثنائية.

وماذا كان الرد عليك عندما أثرت هذه المخاوف؟

لقد اتفقوا معنا، إلا أنهم ظلوا يطالبوننا بالتحلي بالهدوء وهو الأمر الذي كان يشتد صعوبة علينا. لقد اعترفوا بأن هذا هو الحال فعلا إلا أنهم كانوا يحاولون مرة باللين ومرة بالقوة إسكاتنا وهو ما عمق المخاوف وجعلني أكثر عزما على التحدث علانية والارتياب في نواياهم.

إلى أي مدى ارتكبت الحكومة الأفغانية نفسها أخطاء على مدار الثلاث عشرة سنة الماضية؟



لقد ارتكبنا أخطاء، بلا شك، ارتكبنا الكثير من الأخطاء. عندما تعمل، فلا بد أن تخطئ. ولكنها كانت أخطاء الإدارة، أو تحسين المؤسسات، أخطاء في الحياة اليومية. الأفغان لم يعملوا فقط بجد في مجالات المصلحة الاستراتيجية في محاربة الإرهاب والتطرف، وإنما كانوا على استعداد للتضحية بأرواحهم في سبيل ذلك. وهنا تعرضنا للخيانة.

فيما يتعلق بالفساد، هل تعتقد أنه كان عليك فعل المزيد أو محاولة فعل المزيد؟

كان هناك دعاية. عندما بدأت معارضة النهج الأمريكي في أفغانستان، حاولوا القضاء علي وتقويض حكومتي تحت مسمى الفساد. الفساد الذي نشروه بأنفسهم. الصفقات بمليارات الدولارات لم تكن بأيدينا وإنما كانت في أيدي الولايات المتحدة. كانوا يعقدون تلك الصفقات. لم أوقع أي صفقة بمئة دولار خلال 13 عاما قضيتها في الحكم. كان الأمر كله في أيديهم.

هل هناك ما تندم عليه؟

نعم ..هناك ما أندم عليه. مثلا، كان علينا أن نكون أكثر مراعاة لظروف أفغانستان عندما كنا نضع دستورنا. اقتصاد السوق الحر لم يكن يناسب الوضع الأفغاني بالمرة. كان علينا تبني ما يشبه النظام الألماني أو النظام الدنماركي أكثر من النظام الأمريكي-البريطاني الذي تبنيناه. كان علينا الاحتفاظ ببعض السيطرة على اقتصاد السوق الحر.

كثير من الناس مستاؤون من الحكومة الجديدة وأخبرونا اليوم بأنهم يتمنون عودتك للسلطة. فهل هناك إمكانية؟

لا .. العودة للرئاسة ستكون بمثابة الفشل لي وللشعب الأفغان. لقد مضى زمني، وعلى الجيل الجديد من الأفغان التقدم والمضي قدما، وسأكون داعما.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com