المنافسة تحتدم بين 3 نساء للفوز بمنصب عمدة باريس
المنافسة تحتدم بين 3 نساء للفوز بمنصب عمدة باريسالمنافسة تحتدم بين 3 نساء للفوز بمنصب عمدة باريس

المنافسة تحتدم بين 3 نساء للفوز بمنصب عمدة باريس

قبل عامين لم يكن أحد يتوقع أن تحصل السياسية الاشتراكية "آن هيدالغو" على فرصة كبيرة في الاحتفاظ بوظيفتها كرئيسة لبلدية باريس في الانتخابات المحلية التي جرت هذا الشهر، إذ كان الدعم قويا للغاية للرئيس "إيمانويل ماكرون" وحزبه "الجمهورية إلى الأمام" في العاصمة الفرنسية.

في المقابل، قبل شهرين، كان فوزها شبه مؤكد، إذ أدت أشهر من الاحتجاجات الغاضبة على كل شيء من أسعار الوقود إلى إصلاح نظام المعاشات التقاعدية، إلى تقويض دعم ماكرون وتقسيم حزبه.

إلا أن الأحداث الأخيرة أعادت فتح السباق على عمودية باريس، التي ستستمر الجولة الأولى منها يوم الأحد، على الرغم من أزمة فيروس كورونا، التي يشير جميع المراقبون إلى أن المنتصر فيها سيكون واحدة من ثلاث نساء.

أولا، صعدت شعبية "رشيدة داتي"، وزيرة العدل السابقة التي تولت منصبها تحت حكم الرئيس "نيكولا ساركوزي"، وسط الرأي العام لتتحدى "آن هيدالغو" بعد أن اختارها الحزب اليميني الوسطي "لي ريببليكينز" كبطلته.

ثم أدت فضيحة جنسية إلى خروج "بنيامين جريفو"، مرشح ماكرون من السباق، ما أدى إلى استبداله بـ"أجنيس بوزين"، التي ظهرت كسياسية أكثر فعالية، لدورها كوزيرة صحة في أزمة كورونا، ما عزز شعبيتها ومنحها فرصة قوية للفوز.

وتعتبر العاصمة باريس إقطاعية سياسية مهمة، إذ تمثل باريس حوالي ثلث الناتج الاقتصادي الفرنسي، والتي تعتبر المدينة التي أدارها الراحل "جاك شيراك" لمدة 18 عاما قبل أن يصبح رئيسا، ونقطة انطلاق للمنصب الرئاسي.

ويعد نظام انتخاب رئيس البلدية معقدا، فبعد جولتين من التصويت في 15 و22 مارس لأعضاء المجالس في مختلف القطاعات والدوائر، سيختار المجمع الانتخابي المكون من 163 فردا، الفائز.

وكشف استطلاع أجرته شركة "Ipsos-Sopra Steria" لصالح التلفزيون الفرنسي هذا الشهر، أن هيدالغو تتصدر قائمة المرشحين في الجولة الأولى بنسبة موافقة 26%، وتليها داتي بـ23%، ثم بوزين بـ19%، وديفيد بليارد بـ11%.

في حين أتى "سيدريك فيلاني"، وهو عالم رياضيات بارز انشق عن حزب ماكرون وشن حملته الخاصة بعد أن خسر الترشيح لصالح جريفو، بعدهم بنسبة 7%، وكان "دانييل سيمونيه" من حزب "لا فرانس إنسوميس" اليساري المتطرف، قبل الأخير بنسبة 4.5%، وتذيل القائمة "سيرج فيدربوش" من حزب أقصى اليمين الوطني بـ4%.

وتحظى هيدالغو، وهي المرشحة المفضلة في باريس حتى الآن، على دعم قوي من الناخبين اليساريين في المناطق الشرقية، خاصة مع تعهدها بإقامة مدينة مخصصة للدراجات بنسبة 100% وفرض القيود على الوصول إلى المركبات، كما من المقرر أن تجذب الناخبين الخضر في الجولة الثانية إذا فشل بليارد.

ومع ذلك تدير "داتي" حملة نشطة للغاية وتركز على القضايا التي يفضلها اليمين واليمين المتطرف، مثل الجريمة وتنظيف الشوارع، وصرحت لصحيفة فايننشال تايمز في مقر حملتها: "يجب أن نسترد السلامة العامة، لقد انفجرت الجريمة.. لقد تدهورت باريس، واصبحت أكثر خطرا ولم تعد المدينة المشرقة كما كانت من قبل."

وقال "أرنو بينيديتي"، المحلل السياسي ورئيس تحرير مجلة "Revue Politique et Parlementaire"، إن داتي يمكن أن تحقق مفاجأة انتخابية بعد تصويرها كمرشحة للتغيير وتأطير المنافسة على أنها معركة تقليدية بين اليسار واليمين.

وبصفتها الثانية من بين 11 شقيقا وشقيقة ولدوا لمهاجرين من شمال أفريقيا، والتي بنت مسيرتها المهنية في القانون والأعمال التجارية، تستطيع داتي استقطاب الباريسيين من الطبقة العاملة، كما يمكنها، بصفتها عمدة الدائرة السابعة المريحة، التواصل مع الطبقة الوسطى المحافظة، وقال بينيديتي: "إنها المرشحة الأكثر تناقدا مع هيدالغو".

وفي تلك الأثناء، أكدت بوزين على كفاءتها الإدارية وهاجمت هيدالغو لإشرافها على زيادة ديون المدينة بنسبة 50% إلى 6 مليار يورو خلال فترة ولايتها التي تبلغ 6 سنوات.

وقالت وزيرة الصحة السابقة في مناظرة تلفزيونية دامت حوالي ثلاث ساعات هذا الأسبوع، إنه في برنامجها "كل شيء ممول، كل شيء مدرج في الميزانية".

ومع ذلك بصفتها تكنوقراطية ناعمة الكلام بدلا من سياسية محترفة، كافحت بوزين للتميز في الحملة ضد داتي الأكثر ذكاء في استخدام وسائل الإعلام في وقت قصير منذ أن حلت محل جريفو، وقال بينيديتي: "من الصعب أن تحول نفسك إلى نابغة سياسية في أسبوعين".

وسيعتمد الكثير على فيلاني وأنصاره، حيث يتقرب منه المرشحون الثلاثة ومن ناخبيه استعدادا للجولة الثانية.

في المناظرة التلفزيونية التي ضمت 7 مرشحين ليلة الثلاثاء، اختار كل من فيلاني وبوزين باريس نفسها، عندما طُلب منهما عرض صورة لمدينة دولية أخرى تلهمهما، وقالت بوزين: "هذه هي المدينة الوحيدة التي ألهمتني".

بينما اختارت داتي نيويورك بسبب إستراتيجية السيطرة على الجريمة التي اتخذها رئيس البلدية السابق "رودي جولياني"، واختار المرشح اليميني المتطرف "فيدربوش"، المدينة نفسها لأنه ركز على الإرهاب واستعرض صورة لمركز التجارة العالمي قبل هجمات 11 أيلول سبتمبر.

واختار مرشح الحزب الأخضر "بيلارد" مدينة سان فرانسيسكو بسبب سياسات السيطرة على النفايات، في حين اختارت مرشحة اليسار المتطرف سيمونيت مدينة برلين بسبب التحكم في الإيجارات، واختارت "هيدالغو" مدينة "كوبنهاغن"، واستعرضت صورة شوارع مليئة بالدراجات.

ولا يمكن لأي من المتنافسين ضمان النصر، بالنظر إلى الاضطراب في السياسة الوطنية وتأثير تفشي فيروس كورونا، كما يضيف تغيير الولاءات بين جولتي التصويت المزيد من عدم اليقين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com