بوتين يختبر عزيمة الغرب بشأن اتفاق السلام في أوكرانيا
بوتين يختبر عزيمة الغرب بشأن اتفاق السلام في أوكرانيابوتين يختبر عزيمة الغرب بشأن اتفاق السلام في أوكرانيا

بوتين يختبر عزيمة الغرب بشأن اتفاق السلام في أوكرانيا

موسكو-


ويمثل هجوم الانفصاليين الموالين للرئيس الروسي على بلدة "ديبالتسيف " اختبارا لتصميم الغرب على الوقوف في مواجهته وسط مخاطر تصاعد الصراع.


ومن الممكن أن يبدو السماح للانفصاليين بالسيطرة على هذا المحور الاستراتيجي للسكك الحديدية دون رد قوي على ما يصفه الغرب بأنه انتهاك صريح لاتفاق السلام الذي أبرم في 12 فبراير شباط وكأنه استرضاء لبوتين.


لكن إعلان وفاة الاتفاق يمكن أن يضطر أوروبا لفرض عقوبات اقتصادية جديدة على روسيا ويزيد الضغوط على الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليقدم لكييف أسلحة فتاكة وهو إجراء يمكن أن يزيد من حدة القتال.


إن استعداد بوتين للإقدام على مقامرات كبيرة واستخدام الخيار العسكري إذا لزم الأمر يجعله هو المتحكم في سير الأمور.


وقال خبير في الشؤون الروسية بمركز ويلسون للابحاث في واشنطن ماثيو روجانسكي : "هناك فكرة أن الغرب يذهب إلى طاولة التفاوض ويحاول توجيه الأمور قليلا في هذا الاتجاه أو ذاك لكن الروس مستعدون لقلب الطاولة."


لكن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند جازفا بسمعتهما حين توسطا في اتفاق السلام الذي تم التوصل آليه في محادثات استمرت طوال الليل في مينسك عاصمة روسيا البيضاء يوم 12 فبراير شباط.


وعلى الرغم من تنصل الانفصاليين من وقف إطلاق النار للتقدم باتجاه القوات الأوكرانية المحاصرة فإن برلين وباريس وواشنطن لم تسارع إلى الرد خشية بدء مرحلة جديدة خطيرة من الصراع الذي قتل فيه أكثر من خمسة آلاف شخص في الشهور العشرة الأخيرة.


وندد زعماء الاتحاد الأوروبي بموسكو وبالانفصاليين وهددوا بالقيام "بتحرك مناسب" لكنهم قالوا أيضا إن من السابق لأوانه إلغاء اتفاق السلام. وتشعر الولايات المتحدة "بقلق بالغ" لكنها تريد إمهال الدبلوماسية مزيدا من الوقت.


وأعلن الانفصاليون بعد ساعات من بدء سريان وقف إطلاق النار أنهم لا يعتقدون أنه ينطبق على بلدة "ديبالتسيف" وهي هدفهم العسكري الرئيسي. والآن وبينما يبدو أن البلدة سقطت فإنهم قد يبدأون الالتزام بالهدنة. ويبدو أن الغرب يفسر الشك لصالح بوتين على أمل أن يوقف القتال بعد السيطرة على البلدة. وتقع البلدة عند تقاطع لخطوط السكك الحديدية مع طرق برية وهي تربط بين المنطقتين اللتين يتحدث سكانهما الروسية بشرق أوكرانيا وتخضعان لسيطرة الانفصاليين مما يسهل عليهم الدفاع عن أراضيهم.


وهناك أمل في الغرب في أن بوتين الذي ينفي اتهامات كييف والغرب بأن روسيا أرسلت جنودا وأسلحة لمساعدة الانفصاليين سيغامر بالكثير إذا جازف بمزيد من تصعيد الصراع.


وقال الكسندر ايفاخنيك بمركز موسكو للتكنولوجيا السياسية "إلى حد ما يضع بوتين سمعته على المحك" مشيرا الى ان بوتين سيواجه خيارات صعبة مع تطور الأحداث وزيادة المشاكل المالية في روسيا.


وقال "روسيا خسرت بالفعل مئات مليارات الدولارات نتيجة للتدخل في الصراع وهو الأمر الواضح للعالم. فهل يمكنها تحمل خسارة مئات المليارات الأخرى نظرا للمخاطر المتنامية لتصعيد عسكري جديد؟


ولم يظهر بوتين أي بوادر على التراجع بشأن أوكرانيا عندما قال لزعماء "كييف" الموالين للغرب أنه يتعين عليهم السماح لجنودهم المحاصرين في "ديبالتسيف" بالاستسلام لانقاذ حياتهم.


ولم يظهر استعدادا لمحاولة إقناع زعماء الانفصاليين بوقف الهجوم على ديبالتسيف وتجنب انتقادهم.


ومازال هدفه النهائي غير واضح لكن يعتقد على نطاق واسع أنه يريد أن يضمن عدم انضمام أوكرانيا على الإطلاق إلى حلف شمال الأطلسي وأن تحتفظ موسكو بنفوذها في الأجزاء الشرقية من الجمهورية السوفيتية سابقا إلى أجل غير مسمى من خلال رعاية "صراع مجمد".


واستخدمت روسيا تكتيكات مماثلة وإن كان على نطاق أضيق في جورجيا ومولدوفا إذ احتلت قواتها الإقليمين الانفصاليين وتولت حمايتهما منذ التسعينيات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com