الناتو يدعو أوروبا للتعامل بـ"برغماتية" مع تركيا في أزمة الهجرة‎
الناتو يدعو أوروبا للتعامل بـ"برغماتية" مع تركيا في أزمة الهجرة‎الناتو يدعو أوروبا للتعامل بـ"برغماتية" مع تركيا في أزمة الهجرة‎

الناتو يدعو أوروبا للتعامل بـ"برغماتية" مع تركيا في أزمة الهجرة‎

حض الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ أوروبا على ضرورة إيجاد طريقة للعمل مع "حليفتهما المهمة" أنقرة، وسط تزايد التوتر والاتهامات بين تركيا والاتحاد الأوروبي بسبب التصعيد في أزمة المهاجرين.

وتتهم دول الاتحاد الأوروبي تركيا بإطلاق موجة من المهاجرين لأهداف سياسية، وسط مواجهة تزداد صعوبة مع الأزمة الجديدة على الحدود اليونانية.

ويتجمع الآلاف على الحدود التركية اليونانية منذ أن أعطى الرئيس رجب طيب أردوغان المهاجرين الضوء الأخضر للمغادرة إلى أوروبا، الأسبوع الماضي، مع سعيه للحصول على مزيد من الدعم من جانب المجتمع الدولي لتحركاته في سوريا.

وأسفرت التطورات عن توبيخ مرير لأنقرة من قبل وزير الخارجية الفرنسي "جان إيف لو دريان" الذي صرح أمام البرلمان في باريس أن الوقت حان للقيام بـ"نقاش صريح" في حلف شمال الأطلسي حول الجهة التي تقف تركيا معها.

لكن ستولتنبرغ دعا إلى اتباع نهج أكثر براغماتية، قائلًا إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يجد طريقة للتعاون مع أنقرة.

وقال:"يجب أن نفهم أنه عندما تتحدث عن أزمة المهاجرين واللاجئين فإننا نتحدث عن تحدٍ مشترك يتعين علينا مواجهته معًا".

وأضاف أن"الطريقة الوحيدة لمعالجة الوضع على الحدود هي العمل معًا".

 سياسة واقعية  

من جهته، أعرب نوربرت روتيغن، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني والطامح لتولي منصب المستشارة أنجيلا ميركل، عن تأييده لهذه الآراء.

ودعا روتيغن أمام الحضور في معهد مونتين في باريس إلى جرعة من السياسة الواقعية، قائلًا:"علينا أن نواجه الواقع، وإذا كنت تريد مساعدة اللاجئين عليك أن تتعاون مع تركيا".

وأضاف:"لا يمكنني رؤية إستراتيجية دون تركيا، يجب أن نواجه الواقع، رغم أن ذلك لن يكون باعثًا على السرور، فإن تركيا تشكل الحدود بين أوروبا والشرق الأوسط".

وبدأت مشكلة الهجرة بعد أن قتلت القوات السورية المدعومة من روسيا 34 جنديًا تركيا شمال سوريا، ما دفع أردوغان إلى طلب مساعدة أكبر من الحلفاء عسكريًا، ولدعم 3,7 مليون لاجئ ومهاجر في تركيا.

وفرنسا إحدى دول الأطلسي المستاءة من تصرفات تركيا خلال الأشهر والسنوات الأخيرة، بما في ذلك توغلها في سوريا لمحاربة المقاتلين الأكراد الحلفاء البارزين في محاربة المتطرفين.

وأمام مجلس الشيوخ الفرنسي، يوم الأربعاء، ذكر لو دريان قائمة من "أوجه الغموض" في تصرفات تركيا بما في ذلك قربها المتزايد من موسكو، ومزاعمها الإقليمية المثيرة للجدل في شرق البحر الأبيض المتوسط و"الابتزاز" في مسألة الهجرة.

لكنه قال:"نحن في الحلف ذاته، سنحتاج إلى مناقشة عامة صريحة وجادة مع تركيا بسرعة لمعرفة أين يقف كل واحد، وأين تكمن مصالحنا المشتركة، وإلا فلن نتجاوز هذا".

ونظرًا لأن الأطلسي يتخذ القرارات بالإجماع، فإن الانقسامات تجعل من غير المرجح أن يوافق الحلف ككل على دعم تركيا.

وأسفر اجتماع عاجل لمجلس حلف الأطلسي دعت إليه تركيا، الأسبوع الماضي، عن الاتفاق على مواصلة الدعم الحالي للدفاع الجوي- بما في ذلك مراقبة من طائرات أواكس وبطارية صواريخ باتريوت إسبانية.

لكن باستثناء تعهد عام للنظر فيما يمكن فعله أكثر، لم يتم الاتفاق على تدابير جديدة ملموسة.

والسبيل الأكثر بساطة لأنقرة يكمن بكسب الدعم بشكل ثنائي من الحلفاء، وفي الشهر الماضي قال وزير الدفاع خلوصي أكار إنه سيكون مستعدًا لتسلم منظومة صواريخ أمريكية من طراز باتريوت.

 مشكلة تركية أم فرنسية؟ 

يبذل الأطلسي، كما جرت العادة، كل ما بوسعه لحل الخلافات داخل صفوفه بشكل متكتم، لكن ستولتنبرغ يرفض تلبية دعوة لو دريان لإجراء نقاش عام.

ويشدد على الأهمية الإستراتيجية لتركيا- دولة حليفة على حدود الشرق الأوسط مع ساحل طويل على البحر الأسود، وتستضيف قاعدة إنجيرليك الجوية المهمة التي تستخدمها الولايات المتحدة.

وقال ستولتنبرغ إن "تركيا حليف مهم لأنها كانت أساسية ليس أقله في مكافحة الإرهاب".

وتابع:"من خلال التحالف الدولي لهزيمة داعش، تمكن حلفاء الأطلسي والحلف ذاته من تحرير كل تلك الأراضي وكل هؤلاء الناس، عبر استخدام البنى التحتية الموجودة في تركيا".

وفي وقت كانت فيه الخلافات مع تركيا تتطور- ستولتنبرغ الحذر بطبيعته عبر عن مخاوف عميقة إزاء شراء منظومة صواريخ من طراز S-400 من روسيا - كان التوتر يتصاعد مع فرنسا في الأشهر الأخيرة.

ويأتي رفض ستولتنبرغ الضمني لدعوة لو دريان بعد أن رفض الشهر الماضي اقتراح الرئيس إيمانويل ماكرون بأن الأسلحة النووية الفرنسية - غير المتاحة للأطلسي- يمكن أن تكون جزءًا من الردع الأوروبي.

كما قوبلت دعوة ماكرون خلال مقابلة مع مجلة "إيكونومست" في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي وصف خلالها الحلف بأنه يعاني من "موت سريري"- لإجراء حوار إستراتيجي داخل الحلف ببرودة شديدة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com