في تحد لصفقة القرن.. أوروبا تمنح "السلطة" 6 ملايين يورو لتطوير المنطقة (ج) بالضفة الغربية
قدم الاتحاد الأوروبي اليوم الأربعاء 6 ملايين يورو، للسلطة الفلسطينية، لتنفيذ 16 مشروعا للبنية التحتية الاجتماعية والخدماتية في المنطقة (ج)، بالرغم من سعي إسرائيل لضمها وإخضاعها لسيادتها، في إطار ما تسمى "صفقة القرن".
وأوضح الاتحاد الأوروبي في بيان نشرته وكالة "وفا" الفلسطينية، اليوم، أن هذه المساهمة جاءت من خلال برنامج تنمية المنطقة (ج) التابع للاتحاد الأوروبي في الضفة الغربية، عبر لجنة توجيهية خلال لقاء عقد اليوم في مقر صندوق تطوير وإقراض الهيئات المحلية، لاستعراض وإقرار التجمعات السكانية المختارة، ومشاريع البنية التحتية الاجتماعية العامة ذات الصلة.
ومن المتوقع أن تمول الرُزمة الخامسة من المشاريع 16 مشروع بُنية تحتية اجتماعية في 15 تجمعا سكانيا في جميع أنحاء الضفة الغربية، تخدم أكثر من 24 ألف مستفيد.
وتشمل المشاريع المُمَوَّلة مدارس وطرق ومباني متعددة الأغراض وشبكات توزيع المياه وخزانات المياه وإصلاح شبكات الكهرباء. وبهذه المساهمة يصل مجموع قيمة البرنامج إلى 15.2 مليون يورو بتمويل من الاتحاد الأوروبي.
وعادة ما يقدم الاتحاد الأوروبي المساعدات الإنسانية إلى المجتمعات المحلية المحتاجة في المنطقة (ج) وفقا للضرورة، حيث يعمل مع السلطة الفلسطينية لتطوير المنطقة (ج) ودعم الوجود الفلسطيني هناك، ويشمل ذلك مشاريع لتعزيز التنمية الاقتصادية، وتحسين نوعية حياة التجمعات الفلسطينية في مجالات تنمية القطاع الخاص والبيئة والزراعة.
وتعتبر المنطقة (ج) جزءا مهما من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتنميتها الاجتماعية والاقتصادية المستدامة ضرورية من أجل دولة فلسطينية مستقبلية قابلة للحياة.
يذكر أن خطة السلام الأمريكية المسماة بـ ”صفقة القرن“، التي أعلن عنها الأسبوع الماضي، تنص على قيام إسرائيل بضم أراضي غور الأردن وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، وتمهيدا لذلك، سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، عددا من السكان الفلسطينيين، إخطارات بهدم منازل قيد الإنشاء، ومزارع وحظائر أغنام في قرية فصايل بالأغوار الشمالية.
اجتماع عباس
جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن، اليوم الأربعاء، أمناء سر حركة فتح في مختلف أقاليم الضفة الغربية لبحث خطة مواجهة صفقة القرن والرد على المساعي الأمريكي الإسرائيلية لسلب الحقوق الفلسطينية.
وبحسب وكالة "وفا" الرسمية، استمع الحضور لشرح مفصل من الرئيس حول تداعيات "صفقة القرن" التي يراد منها تصفية القضية الفلسطينية، مؤكدا سيادته أن الشعب الفلسطيني وقيادته لن تسمح لهذه الصفقة التآمرية بأن تمر، وستنتهي كما انتهت كل المؤامرات التي حيكت ضد قضيتنا الوطنية.
وأشار الرئيس، إلى أن هناك حراكا سياسيا تقوده القيادة الفلسطينية لمواجهة "صفقة القرن"، وحشد الدعم العربي والإسلامي والدولي لمواجهتها، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية لتجسيد قيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967.
بدورهم أكد أمناء سر الأقاليم، دعم الشعب الفلسطيني والتفافه خلف جهود الرئيس وسياساته لإفشال "صفقة القرن"، مؤكدين أن سيادته يعبر عن طموحات وآمال أبناء شعبنا من خلال تمسكه بالثوابت الوطنية.
وأشاروا إلى أن هذه الصفقة المشؤومة سيقاومها أبناء شعبنا، وسيكون هناك تصعيد للمقاومة الشعبية السلمية في كل أماكن التواجد الفلسطيني، لإيصال الرسالة الفلسطينية بأن هذا المشروع التصفوي لن ينجح مهما بلغت الصعاب.
وضوح المخطط
من جهته، دعا عضو المجلس المركزي الفلسطيني، محمود الزق، في قطاع غزة الرئيس محمود عباس، بألا يتزحزح سنتيمتراً من المقاطعة، لأن "المخطط واضح جداً"، حسب تعبيره، وهو أن "أمريكا وإسرائيل، تسعيان لوجود أبو مازن في غزة الآن".
وأضاف الزق، أن الكيان السياسي الفلسطيني في الذهن الأمريكي الإسرائيلي، أنه لا مكان له في الضفة الغربية، ومكانه في قطاع غزة، وأن الخطة أساساً هي أن يترك الضفة الغربية، وأن يأتي إلى القطاع، بحسب صحيفة "دنيا الوطن".
بدوره قال خالد البطش القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" إنه "عندما يرفض الرئيس أبو مازن (صفقة القرن) ويتصدى لها، فنحن في خندق واحد في هذا الموقف تحديداً، وبالنسبة لمن أيدها من العرب فالتاريخ لن يرحم أحداً، ومن سيقبل هذا المشروع، ويقبل تهويد القدس، وتقسيمها مع اليهود، سيقبل غداً تقسيم مكة المكرمة مع اليهود".