تسجيل يؤكد تلقي السلطات الإيرانية إشارة عن إصابة الطائرة الأوكرانية بصاروخ

لا تزال حادثة الطائرة الأوكرانية التي أسقطتها صواريخ قوات الحرس الثوري الإيراني في العاصمة طهران، تكشف المزيد من الملابسات يومًا بعد يوم، حيث أظهر تسجيل صوتي منسوب لطائرة رحلة داخلية إرسال إشارة للسلطات الإيرانية تفيد بإصابة الطائرة الأوكرانية بصاروخ قبل سقوطها.

وأفادت تقارير إخبارية، اليوم الإثنين بأن التليفزيون الأوكراني بثت نص تسجيل صوتي لقائد طائرة كان يقود رحلة داخلية من العاصمة طهران إلى مدينة شيراز (جنوب)، حيث كشف التسجيل إرسال الطائرة الإيرانية رسالة إلى برج المراقبة تؤكد إصابة الطائرة المنكوبة بصاروخ.

وأشار التسجيل، إلى أن القائد الثاني للطائرة الإيرانية التابعة لشركة "آسمان" أبلغ المسؤولين الإيرانيين وقت إصابة الطائرة الأوكرانية بصاروخ، حيث كان توقيت طائرة آسمان يتزامن مع رحلة الطائرة الأوكرانية التي انطلقت من مطار الخميني باتجاه العاصمة الأوكرانية كييف.

وكان برج المراقبة لمطار الخميني حاول أكثر من مرة التواصل مع قائد الطائرة الأوكرانية بينما فشل نتيجة إصابة الطائرة بصاروخ ثان وتعطل إشارات الاتصال وفق ما ذكر تقرير لموقع "دويتشه فيله فارسي".

بدوره أكد الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في مداخلة هاتفية مع شبكة "1+1" أن هذا التسجيل الصوتي يؤكد أن المسؤولين الإيرانيين كانوا على علم بإصابة الطائرة الأوكرانية بصاروخ منذ اليوم لوقوع الحادثة".

من جهته، استنكر مدير الكوارث الجوية لمنظمة الطيران الإيرانية، حسن رضايي فر، إقدام أوكرانيا على بث تسجيل صوتي لطائرة إيرانية، حيث وصف ، الأمر بـ "غير المهني" معتبرًا أن التسجيل وما يحتويه من معلومات يُعتبر "سندًا سريًا".

ورغم ما تشدد عليه السلطات الإيرانية بعدم تلقي السلطات المعنية بمطار الخميني، أي إشارة أو اتصال من الطائرة الأوكرانية، إلا أن مصادر كشفت أن الطائرة الأوكرانية أرسلت إشارة استغاثة بعد إصابتها بالصاروخ الأول.

وقالت صحيفة "كيهان لندن" في كانون الثاني يناير الماضي نقلا عن مصدر وصفته بـ ”المطلع“، إن ”جهاز المستجيب أو ما يُعرف بـ squawk code والمسؤول عن إرسال معلومات حول ارتفاع وسرعة الطائرة تلقى إشارة إعلان حالة الطوارئ من الطائرة الأوكرانية بعد إصابتها بصاروخ عقب دقائق من إقلاعها من مطار الخميني الدولي“.

وأشارت الصحيفة، إلى أن ”الطائرة تعرضت لصاروخ ثان بعد إصابتها بالصاروخ الأول بحوالي 12 ثانية“، فيما أكد المصدر أن ”الطائرة بعد إرسال إشارة الاستغاثة كان لديها فرصة كبيرة للهبوط الإضطراري وإنقاذها خاصة لولا إصابتها بالصاروخ الثاني وأنها كانت لم تزل قريبة من محيط المطار“.

وتماطل إيران في مسألة تسليم الصندوقين الأسودين للطائرة الأوكرانية لدول بالخارج، حيث ترى أن مهمة كشف معلومات الصندوقين ستتم محليا؛ رغم ما أكده مسؤولون محليون من عدم وجود إمكانيات تقنية تساعد طهران على فك شفرات وتفريغ بيانات الصندوقين الأسودين للطائرة.

وأثارت حادثة سقوط الطائرة الأوكرانية غضبا واستياء شديدين في الرأي العام الإيراني، وذلك نتيجة مماطلة السلطات في إيران عن كشف السبب الحقيقي لسقوط الطائرة، حتى أقرت قوات الحرس الثوري باستهداف الطائرة عن طريق الخطأ ظنا أنها هدف معادٍ في الأجواء الإيرانية.

وتواجه الحكومة الإيرانية مطالبات من الدول التي قُتل مواطنوها في الطائرة الأوكرانية بدفع تعويضات لعائلات الضحايا، فضلا عن دعوة الحكومتين الكندية والأوكرانية بفتح تحقيق دولي يضمن شفافية إبراز أسباب إسقاط إيران للطائرة الأوكرانية.