حوادث الطيران المتكررة تفجر غضب الإيرانيين ضد النظام
حوادث الطيران المتكررة تفجر غضب الإيرانيين ضد النظامحوادث الطيران المتكررة تفجر غضب الإيرانيين ضد النظام

حوادث الطيران المتكررة تفجر غضب الإيرانيين ضد النظام

أثارت حوادث الطيران المتكررة في إيران غضب المواطنين ضد النظام الحاكم في البلاد، فبعد سقوط طائرة ركاب أوكرانية ومصرع جميع ركابها البالغ عددهم 176 وأغلبهم من الإيرانيين، استيقظ الإيرانيون صباح اليوم الإثنين على حادثة جديدة، وهي خروج طائرة عن مسارها وهبوطها في أحد شوارع مدينة الأهواز، في مشهد أثار غضب الرأي العام الإيراني.

وأفادت وسائل إعلام محلية بأن طائرة ركاب تابعة لشركة "كاسبين" الإيرانية كانت تقل 135 راكبًا خرجت عن مدرجها في مطار معشور أو (ماهشهر) بعد وصولها من رحلة انطلقت من العاصمة طهران، حتى هبطت في أحد شوارع المدينة الواقعة في إقليم الأهواز ذي الأغلبية العربية.

وأظهرت مقاطع فيديو تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي توثق توقف الطائرة بشكل عرضي في أحد شوارع المدينة، بينما يغادرها ركابها في مشهد غير عادي، فيما أعلن مسؤولون محليون عن عدم وقوع إصابات بين صفوف المسافرين.

حملة هجوم

نشطاء إيرانيون على مواقع التواصل الاجتماعي أطلقوا حملة هجوم على النظام والمسؤولين، صبوا فيها جام غضبهم على ما اعتبروه فشل النظام في إدارة البلاد، وتبديده ثرواتهم في غير ما تحتاجه البلاد من بنى تحتية ومنها أسطول الطيران المحلي.

وهاجمت المواطنة الإيرانية صاحبة حساب "إيران خانوم" عبر موقع  "تويتر" مسؤولي بلادها، تعليقًا على حادثة الطائرة، حيث كتبت: "إن هؤلاء اللقطاء ليسوا مستعدين أن ينحوا أيديولوجيتهم المتطرفة جانبًا، لكي يشتروا طائرات جديدة للمواطنين، ولكنهم دومًا مستعدين لقتل المواطنين".

أما "هيل بوي" فسخر من الحادثة ضمن انتقاده انهيار صناعة الطيران في إيران في ظل تكرار حوادث الطائرات، حيث علق على الحادثة، بعدما نشر صورة لهبوط الطائرة في شوارع الأهواز: "رويدًا رويدًا وسوف تهبط الطائرات داخل منازلنا".

وأعادت تعليقات الإيرانيين التي هاجمت فشل النظام في إدارة ملف الطيران التذكير بأبرز حوادث الطيران التي شهدتها إيران ومنها حادثة رحلة ياسوج؛ وهي حادثة تحطم طائرة ركاب تابعة لشركة "آسمان" في فبراير/شباط من العام 2018، وذلك بعد اصطدامها بجبل بمنطقة زاغروس في أصفهان، ما أسفر عن مقتل جميع المسافرين البالغ عددهم 66 شخصا.

وصدمت هذه الحادثة الرأي العام الإيراني وقتها، حيث انتقد المواطنون فشل وإهمال السلطات في تسيير رحلة جوية داخلية، كان من المقرر أن تنقل الركاب من العاصمة طهران إلى مدينة ياسوج، في ظل الإجراءات التي أعلنت عنها السلطات لتأمين الرحلة.

وتبين من التحقيقات في هذه الحادثة أن من بين الضحايا من المسافرين شخصين تابعان لقوات الحرس الثوري الإيراني، حيث كانا مكلفين بمراقبة وحماية الطائرة، ورغم هذا تعرضت للحادث ولقي جميع الركاب مصرعهم.

وتتربع إيران على قائمة الدول الأكثر تسجيلًا لحوادث الطيران سواء المدنية أو العسكرية، لا سيما منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية، ففي يناير/كانون الثاني 1980 وبعد شهور قليلة من استلام آية الله الخميني الحُكم، سقطت طائرة من طراز "بوينغ" تابعة لشركة "إيران اير" كانت في رحلة من مدينة مشهد شمالي البلاد باتجاه العاصمة طهران، ما أسفر عن مصرع جميع ركابها البالغ عددهم 128 شخصًا.

وفي نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1986، سقطت طائرة من طراز "سي 130" تابعة للجيش الإيراني في منطقة زاهدان بعدما اصطدمت بجبل؛ ما أسفر عن مصرع 103 أشخاص كان من بينهم العقيد سياح بور، أحد أبرز قادة الجبهة العسكرية الإيرانية في الحرب مع العراق التي اندلعت في الفترة (1980-1988).

وكان لطائرات الجيش الإيراني والحرس الثوري نصيب من حوادث الطيران نظرًا لتهالك الأسطول العسكري، ففي فبراير/ شباط 1993 اصطدمت طائرة إيرانية من طراز "توبولوف-154" بطائرة عسكرية "سوخوي-24" تابعة للقوات الجوية بالقرب من العاصمة طهران، حيث لقي 132 شخصًا من ركابها مصرعهم.

عام أسود

أما عام 2009، فكان عامًا أسود على الإيرانيين وعلى صناعة الطيران في بلادهم، حيث شهد هذا العام وحده 9 حوادث طائرات تنوعت بين سقوط وهبوط اضطراري لطائرات مدنية وعسكرية، فيما كان أبرز هذه الحوادث سقوط طائرة ركاب مدنية تابعة لشركة "كاسبين" في يوليو/تموز من العام المذكور، فبعد إقلاعها من مطار الخميني الدولي باتجاه أرمينيا سقطت جنوبي محافظة قزوين (شمال)، ما أسفر عن مصرع جميع الركاب والبالغ عددهم 168 شخصًا.

وكانت إحصاءات صدرت عن منظمة الطيران المدني الدولية "إيكاو" أفادت بأنّ حوادث الطيران في إيران كانت الأبرز خلال السنوات العشر الماضية؛ لدرجة أنَّ الخطوط الجوية الإيرانية أصبح نصيبها 2% من مجموع حوادث الطيران في العالم، وبالتالي فإنَّ معدل خسائر الخطوط الإيرانية يعادل 3 أضعاف خطوط الطيران العالمية.

ورغم إلقاء سلطات النظام الإيراني اللوم في تكرار حوادث الطيران على العقوبات الاقتصادية المفروضة على طهران، إلا أن تقارير خبراء الطيران تؤكّد أن السبب الرئيسي لهذه الحوادث يرجع إلى ضَعْف وتهالك أسطول الطائرات الذي تستخدمه شركات الطيران الإيرانية.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com