تصريحات ظريف حول التفاوض مع أمريكا تغضب التيار المتشدد في إيران
تصريحات ظريف حول التفاوض مع أمريكا تغضب التيار المتشدد في إيرانتصريحات ظريف حول التفاوض مع أمريكا تغضب التيار المتشدد في إيران

تصريحات ظريف حول التفاوض مع أمريكا تغضب التيار المتشدد في إيران

أثارت تصريحات وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف حول استعداد طهران لدخول مباحثات مع الولايات المتحدة حتى بعد اغتيالها قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، حفيظة التيار المتشدد في إيران، معتبرين أن هذه الخطوة تخالف إستراتيجية المرشد الأعلى للنظام علي خامنئي وتقلل من شأن البلاد.

وكان ظريف قد قال في تصريحات لصحيفة "شبيغل" الألمانية ردا على سؤال حول إمكانية عقد مباحثات مع الأمريكيين بعد اغتيال قاسم سليماني: "إنني لا أستبعد هذا الاحتمال، لكن شريطة تغيير مسؤولي البيت الأبيض رؤيتهم وقبولهم الحقائق، ويمكن لحكومة دونالد ترامب أن تعوض ما سبق وترفع العقوبات وحينها نعود إلى المفاوضات، حيث لا نزال باقين على الطاولة".

وما إن نشرت الصحيفة الألمانية نص تصريحات الوزير الإيراني حتى شن عدد من النواب البرلمانيين والمسؤولين المنتمين للتيار المتشدد هجوما لاذعا على ظريف، إذ أعربوا عن "رفضهم القاطع مسألة دخول مباحثات مع الأمريكيين، لا سيما بعد أزمة اغتيال قاسم سليماني بغارة أمريكية في العراق".

ورصد تقرير لوكالة أنباء "فارس" الإيرانية والمقربة من الحرس الثوري اليوم الأحد أبرز ردود أفعال أنصار التيار المتشدد على تصريحات ظريف بخصوص التفاوض مع أمريكا، ومنهم حسين شريعتمداري رئيس تحرير صحيفة "كيهان" والمقرب من المرشد علي خامنئي، الذي كتب مقالا ردا على ظريف بعنوان: "هذا وزير خارجية أي إيران؟".

وقال شريعتمداري بمقاله في مهاجمة ظريف، إن "ترامب أعلن صراحة أنه من أمر باغتيال القائد سليماني، فيا سيد ظريف ماذا تسعى من وراء التفاوض مع شخص قتل سليماني، وهل تصريحاتك تجاهلت دماء سليماني ورفاقه الشهداء؟".

وأضاف الصحفي الإيراني البارز أن "الولايات المتحدة تعمل بكل طاقتها على أن تسمع صوت معارض للثورة في الداخل الإيراني، وللأسف فإن السيد ظريف منح هذه الفرصة للأعداء بتصريحاته للصحيفة الألمانية".

من جهته، قال رئيس لجنة الأمن القومي للسياسة الخارجية في البرلمان، مجتبى ذو النوري، إن "الحكومة تعمل ضد رفعة شأن وعزة الأمة، ففي الوقت الذي فرض علينا الأمريكيون العقوبات، وما أدى إلى جميع الأزمات التي نشهدها، لماذا يجب على الحكومة تسول التفاوض مع أمريكا؟".

وأضاف النائب المتشدد: "إن خطوة الحكومة التي تسعى للتفاوض مع أمريكا سيئة للغاية، ولم ولن تكون موضع قبول لأمتنا".

بدوره اعتبر النائب البرلماني، سيد قاسم جاسمي أن "دعوة ظريف للتفاوض مع الولايات المتحدة تتعارض مع السياسة الإستراتيجية للنظام والمرشد الأعلى، علي خامنئي".

وأضاف: "نبهنا وزير الخارجية مرات عديدة في لجنة الأمن القومي في البرلمان، أن يدخر طاقته ووقته في التفاوض مع جيراننا بدلا من التفاوض مع أمريكا التي تخالف الضوابط التي وضعها المرشد".

أما النائب عن مدينة أصفهان في البرلمان، حسن كامران، فشدد على "أن رسالة إيران في مراسم تشييع قاسم سليماني كانت تؤكد على الصمود في وجه أمريكا وليس التفاوض مجددا معها"، معتبرا أن "على ظريف التوبة بعد تصريحاته التي دعا فيها للتفاوض مع الولايات المتحدة" بحسب ما نقل تقرير وكالة "فارس".

بدوره خاطب مساعد الشؤون السياسية لطلبة "الباسيج" في جامعة شهيد بهشتي، سيد محمد مير إبراهيمي وزير الخارجية الإيراني قائلا: "إن تصريحاتك حول التفاوض مع أمريكا بعد مرور 23 يوما فقط على مقتل سليماني، إهانة لأمة إيران وشعوب المنطقة، وكيف لم تخرج بدرس وعبرة من تجربة الاتفاق النووي والأحداث الأخيرة؟".

وكان المرشد الإيراني علي خامنئي قد شدد في أكثر من مناسبة على عدم التفاوض مع الولايات المتحدة، واصفا التفاوض معها بـ"السم المضاعف"، رغم ما أكده مسؤولون محليون كان آخرهم الدبلوماسي البارز، أمير عبد اللهيان بحقيقة دخول طهران في مفاوضات مع واشنطن.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com