من هو العقل المدبر لاغتيال قاسم سليماني؟
من هو العقل المدبر لاغتيال قاسم سليماني؟من هو العقل المدبر لاغتيال قاسم سليماني؟

من هو العقل المدبر لاغتيال قاسم سليماني؟

أظهرت استقصاءات وكالة "بلومبيرغ" الاقتصادية الأمريكية، أن صاحب فكرة اغتيال  قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" الإيراني هو ديفيد وورمسر، الخبير في شؤون الشرق الأوسط، والذي كان من صقور إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن، في الترويج والتحشيد لغزو العراق، وهو نفسه الذي يقدم الآن استشارات استراتيجية للرئيس دونالد ترامب بشأن إيران، بعد أن كان يقدمها لمستشار البيت الأبيض السابق جون بولتون.

فكرة اغتيال سليماني عرضها وورمسر في يونيو/ حزيران 2019، على جون بولتون، عندما كان مستشارا لترامب للأمن القومي، لكن علاقة البنتاغون السيئة مع بولتون منعت تنفيذها في حينه، كما يقول التقرير.

 تقارير وورمسر لبولتون 

ففي الأرشيف المصنف سريا لجون بولتون، رسائل من وورمسر مابين مايو ويونيو من العام 2019، وهي الفترة التي بدأت فيها طهران تصعّد في التحرشات بالخليج، يدعو فيها وورمسرإلى نظرية جديدة تقوم على مبدأ خلخلة تركيبة نظام الملالي في الفترة التي يعاني فيها من "أزمة في الشرعية".

نظرية وورمسر كما عرضها على بولتون، وواصل بعد ذلك العمل لإقناع ترامب بها، كما تقول بلومبيرغ، هي أن أزمة المشروعية التي يعيشها النظام الإيراني جراء الفشل والفساد، يمكن تفجيرها بعملية استثنائية يراد تصميمها بحيث تُفاقم الشقوق داخل منظومة الحكم الإيراني، وتُخرج الشارع في تظاهرات تؤدي إلى تفكيكه.

اختراق النظرية الإيرانية

وتتضمن نظرية وورمسر، الرؤية والسيناريو الذي جرى تنفيذه بعملية قتل سليماني، كالتالي: تفكير القيادة الإيرانية في تعاملها مع إدارة ترامب أصبح يقوم على القناعة بأن واشنطن تردّ على الاستفزازات التي تتعرض لها بأسلوب يقوم على مبدأ "الرد المحسوب والمتوقع".

وفي المقابل، فإن طهران تنفذ برامجها التوسعية والهجومية بحرص كبير على أن لا تثير ردودا خارجة عن المتوقع في العواصم العالمية الكبرى.

وضمن هذه المعادلة أو اللعبة التقليدية، فقد اقترح وورمسر أن تقوم واشنطن بعملية تُغير قواعد اللعبة مع طهران، وتؤدي إلى إرباك النظام وتوسيع الشقوق داخله بما يتداعى  بتفكيك التوازن التقليدي، كما اعتمده نظام الملالي منذ ثورة الخميني 1979.

وتقديرات وورمسر أن عملية ضد إيران بهذه المواصفات والتوقيت، ستُطلق "فوضى تؤدي الى شلل مؤقت".

البداية أواسط 2019

ويكشف تقرير "بلومبيرغ"، الذي عممته أيضا مؤسسة "إنترسبت" للدراسات الاستخبارية، أن فكرة اغتيال سليماني، بما يمثّله في بُنية النظام الإيراني، كان جرى تمريرها إلى إدارة ترامب، منذ بداية برنامجها التصعيدي ضد إيران، وتحديدا في أواسط 2019.

فرسائل وورمسر التي تدعو لعملية كهذه، والتي كان بعث بها إلى بولتون، جرى توزيع نسخ منها إلى كبار المسؤولين في وزارة الخارجية الأمريكية، وهو ما وقف على دقته محرر الشؤون الاستراتيجية في وكالة بلومبيرغ، إيلي ليك.

ويكشف التقصي في أوراق بولتون، أنه في شهر مايو 2019، طلب من البنتاغون وأجهزة المخابرات البحث عن خيارات عسكرية جديدة ضد إيران، تتجاوز عمليات إسقاط طائرات الدرونز، وتتضمن ما يشبه اغتيال سليماني.

ويشير التقرير إلى أن أجهزة المخابرات في الشرق الأوسط كانت بدأت رسم خرائط للشرق الأوسط، تتضمن تتبّع حركة قيادات الحرس الثوري الإيراني. لكن العلاقة المتوترة بين بولتون ووزارة الدفاع الأمريكية أعاقت في حينه تنفيذ رؤية بولتون، حيث إن بيروقراطية البنتاغون كانت تعارض أي تصعيد في المواجهة مع إيران، كالتي يريدها بولتون والصقور الآخرون.

رسالة وورمسر بتاريخ 22 حزيران 2019

وينقل التقرير أن إحدى رسائل وورمسر إلى بولتون، بتاريخ 22 يونيو 2019، حثته على رفع وتيرة التصعيد مع إيران، بخيارات قصف أهداف من نوع قاسم سليماني أو أحد نوابه ومساعديه. وكانت تقديرات وورمسر أن عملية كهذه ستهزّ شرعية النظام الإيراني في الداخل.

ويضيف التقرير، أن هذا الخيار بقتل سليماني أو أحد نوابه، والذي جرى تجاهله أواسط 2019، حقق عند تنفيذه مطلع يناير 2020، عدة أهداف كان تصورها وورمسر، في إرباك مراكز القرار بنظام الملالي وفي تعميق أزمته مع الشرعية.

من هو وورمسر

يشار إلى أن ديفيد وورمسر، الذي يعمل كباحث في شؤون الشرق الأوسط بمعهد أمريكان إنتربرايز، كان أحد ممثلي مجموعة المحافظين الجدد (نيوكونز) النافذين ضمن إدارة الرئيس الأسبق جورج بوش في الترويج والتجهيز لاحتلال العراق عام 2003.

وفي علاقته الاستشارية الحالية مع الرئيس دونالد ترامب، فإنه كما تقول "إنترسبت"، يركز على العلاقة مع إيران من زاوية أن إطاحة نظام الملالي يمكن تحقيقها بدون حرب تقليدية، وإنما بخلخلة النظام الإيراني وتوسيع شقوقه الداخلية بعمليات انتقائية كاغتيال سليماني، التي عرقلتها بيروقراطية البنتاغون أواسط 2019، وتبناها ترامب مطلع 2020.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com