ضم الأغوار وشمال البحر الميت.. ورقة تناحر سياسي بين نتنياهو وغانتس قبل الانتخابات
ضم الأغوار وشمال البحر الميت.. ورقة تناحر سياسي بين نتنياهو وغانتس قبل الانتخاباتضم الأغوار وشمال البحر الميت.. ورقة تناحر سياسي بين نتنياهو وغانتس قبل الانتخابات

ضم الأغوار وشمال البحر الميت.. ورقة تناحر سياسي بين نتنياهو وغانتس قبل الانتخابات

أثارت تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو، التي تزامنت مع إطلاق حملة الليكود الانتخابية، وتحدث فيها عن تعهده بفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن والمستوطنات جدلا واسعا في إسرائيل.

وتسود حالة من عدم القناعة لدى الشارع الإسرائيلي من قدرة نتنياهو على اتخاذ تلك الخطوة، فيما يرى محللون سياسيون أنها ستكون بداية لحلقة جديدة من العلاقات المتردية مع الجانب الفلسطيني.

وأطلق نتنياهو الليلة قبل الماضية حملة الليكود الانتخابية، وتعهد بفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت ومستوطنة "غوش عتسيون" و"معالي أدوميم" و"أريئيل" وباقي المستوطنات.

وكان بيني غانتس زعيم حزب كاحول لافان المعارض قد تعهد، الثلاثاء الماضي، بأن يعمل بعد الانتخابات على فرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن، بالتنسيق مع الأسرة الدولية، حسب قوله.

وزعم غانتس أن هذه المنطقة جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل، معربا عن أمله في أن ينشر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته للسلام في أقرب وقت ممكن وحتى قبل الانتخابات.

من جهته قال رئيس تحالف العمل، غيشر ميرتس عامير بيرتس، إنه يتوقع من غانتس أن لا ينجر وراء اليمين المتطرف، مشيرا إلى أن مستقبل غور الأردن يجب أن يتم تحديده في إطار المفاوضات.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إنه "يجب أن نترجم الأقوال لأفعال، لذا أدعو رئيس الوزراء إلى التصويت يوم الأحد في الحكومة لتطبيق السيادة على غور الأردن، ثم عرض الأمر على الكنيست للتصويت يوم الثلاثاء".

وخرج عدد من المحللين السياسيين الإسرائيليين للتعبير عن تجاه رافض للحديث عن توجه نتنياهو وغانتس لضم الأغوار وما حولها وكيف أن خطوة كهذه، من جانب واحد، يمكن أن تجلب المصائب لإسرائيل، وفق تقرير رصدته وكالة "وفا" الفلسطينية.

ووصف المحلل في موقع "واللا" الإلكتروني، أمير أورن، غانتس بأنه "جندي نفر" في السياسة، قياسا بنتنياهو، الذي نصب له مصيدة قائلا: "لقد اعتقد غانتس ببراءته أن الموضوع (المسيطر على الأجندة الإسرائيلية) الآن هو ضم غور الأردن، غانتس مخطئ. فالموضوع الذي يدفعه قدما بنيامين نتنياهو، الذي لديه خبرة 30 عاما، مقابل سياسي مبتدئ، هو بيني غانتس"، حسب ما نقله موقع "عرب 48".

وأضاف أن "نتنياهو أطلق شيئا ما في الهواء (فكرة ضم غور الأردن). وبذلك هو حاول تحديد وتغيير الأجندة العامة والإعلامية. فهذه مسألة سياسية – أمنية، ومن شأنها أن تسخر ناخبي الليكود والمستوطنين وباقي المتعطشين لتوسيع مساحة الدولة، ومن أجل الحصول على دعم خارجي (أجنبي) ثمة حاجة إلى سياسي بحجم نتنياهو. والرسالة بذلك هي أن الضم جيد. ونتنياهو، وفقط هو، سينفذ ذلك. ومن يسلب خدمات نتنياهو من دولة إسرائيل، بواسطة رفع الحصانة عنه ومحاكمته، سيعاقب الإسرائيليين".

وتابع أورن أن "غانتس سمع ذلك وأصيب بهلع. وقد رد، وهذا الخطأ الأول بأنه رد ولم يبادر. والخطأ الثاني هو أنه رد على طريقة "أنا أيضا". إذا كنتم تريدون ضم الأغوار، فلا تشتروا ذلك من دكان نتنياهو. اشتروا مني، فعندي ستحصلون على الضم نفسه، بسعر حملة تنزيلات – من دون لوائح الاتهام الثلاث".

بدورها، رأت المحللة السياسية في صحيفة "هآرتس" نوعا لانداو، أن ارتداء غانتس معطفا شبيها بذلك الذي يرتديه نتنياهو خلال جولات مع قادة الجيش الإسرائيلي، هو "تقليد باهت لنتنياهو".

واعتبرت لانداو أن تصريح غانتس هو محاولة لجذب أصوات ناخبي "اليمين اللين"، متجاهلة تصريحاته السابقة بهذا الخصوص، ووجود أشخاص ليسوا أقل يمينية من نتنياهو في قيادة "كاحول لافان"، وفي مقدمتهم شريك غانتس الذي وقف إلى جانبه، أمس، المستوطن موشيه يعالون.

وحول أقوال غانتس أنه سيسعى إلى ضم غور الأردن "بالتنسيق مع المجتمع الدولي"، أكدت لانداو أن "غانتس يعلم أيضا أنه ببساطة لا يوجد شيء اسمه "ضم بتنسيق دولي". إما أنه يوجد اتفاق، بدعم دولي، وتتقرر فيه الحدود مؤقتة أو دائمة أو أنه يوجد ضم أحادي الجانب يستهتر بالمجتمع الدولي وقوانينه. لا يوجد وسط. لا يوجد ولن يكون ثمة "ضم بالاتفاق" ولا حتى "ضم صغير".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com