ماذا وراء تصريحات ملك الأردن حول خطر  "المشروع الإيراني"؟
ماذا وراء تصريحات ملك الأردن حول خطر "المشروع الإيراني"؟ماذا وراء تصريحات ملك الأردن حول خطر "المشروع الإيراني"؟

ماذا وراء تصريحات ملك الأردن حول خطر "المشروع الإيراني"؟

أكد خبيران سياسيان أردنيان أن تصريحات الملك عبدالله الثاني لقناة "فرانس 24" عن المشروع الإيراني في المنطقة، شكلت ناقوس خطر يحذر من محاولات طهران ووكلائها في الهلال الشيعي من محاولات زعزعة أمن المنطقة عامة والأردن خاصة، من خلال عودة التنظيمات المتشددة داعش والقاعدة لتنفيذ عملياتهما انطلاقا من سوريا والعراق بدعم إيراني.

وقال الملك عبد الله الثاني اليوم الإثنين تعقيبا على مقتل سليماني، إنه قرار أمريكي وقد حصل، لافتا إلى أن المنطقة "على أعتاب عقد جديد وليس فقط عام جديد، ونأمل أن نقوم في الأشهر القليلة القادمة بتصويب الاتجاه في المنطقة، من خلال السعي للتهدئة والحد من التوتر".

وأشار العاهل الأردني، في السياق نفسه، إلى أن "كل شيء في هذه المنطقة متشابك، مؤكدا أن ما يحصل في طهران سيؤثر على بغداد ودمشق وبيروت، وعملية تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين".

أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الأردنية د.حسن المومني قال  لـ"إرم نيوز" ، " إن تصريحات الملك عبدالله الثاني حول التطورات الإيرانية الأمريكية جاءت في توقيت مهم للغاية، خاصة مع تصاعد التوترات السياسية والعسكرية في منطقة الشرق الأوسط، وتحديدا عقب مقتل قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بغارة أمريكية استهدفته بداية الشهر الجاري قرب مطار بغداد الدولي.

وأكد المومني على أن ما قامت به إيران بإطلاق صورايخها على قواعد في العراق، وليس على أهداف أخرى تطفو في الخليج، أسهل وأقرب، ما يدل على حالة الإرباك والضعف التي تمر بها، ما قد يدفعها إلى الاستعانة بأذرعها ووكلائها، لأنها أضعف من القيام بمواجهة مباشرة.

وكلاء طهران

واضاف أستاذ العلوم السياسية: "إن الملك عبدالله حذر في أكثر من مناسبة من الخطر الإيراني، لكنه اليوم أطلق تحذيرات من وكلاء طهران في المنطقة، كون الأردن ليس على ارتباط جعرافي مباشر مع إيران، أنما هو على تماس مباشر مع العراق وسوريا اللذين يضمان مجموعات شيعية حليفة بشكل كبير لإيران".

واستشهد المومني قائلا: "إن الأردن أفشل على مر السنوات الماضية عدة مخططات كانت تنوي مجموعات تابعة لإيران تنفيذها داخل الأردن بهدف زعزعة أمنه واستقراره".

وشدد المومني على أن إيران لا تستطيع القيام بمواجهة عسكرية مباشرة، وهو ما اثبته قصفها لقاعدتين عسكريتن أمريكيتين داخل العراق ردا على مقتل سليماني، كونها أضغف من القيام بعمل عسكري مباشر يستهدف القوات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والخليج تحديدا".

بدوره، الكاتب والمحلل السياسي منذرالحوارات أكد أن الملك لم يستثن عودة التنظيمات المتشددة مثل داعش والقاعدة إلى المنطقة وتحديدا في العراق، عقب ما تشهده المنطقة من خلال استغلال رغبة طهران في الانتقام أو إشعال المزيد من التوترات في المنطقة؛ كون المطلوب الآن هو العمل على كبح جماح الطموح الإيراني، بعيدا عن حرب شاملة في المنطقة.

الكل سيخسر 

 وقال الحوارات إن تصريحات الملك تأتي في توقيت خطير جدا تمر به المنطقة عقب التصعيد العسكري بين طهران وواشنطن، وتدق ناقوس الخطر من أن الأردن قد يكون مستهدفا من قبل وكلاء إيران في المنطقة، عبر تنفيذ أعمال ضد المصالح الأمريكية الموجودة على أراضية".

وأضافت الحوارات في تصريح لـ"إرم نيوز" أن الأحداث الأخيرة في المنطقة قد تدفع المنطقة إلى مواجهات مباشرة أو غير مباشرة عن طريق الوكلاء، كون الأردن يعتبر حليفا لأمريكا، بالإضافة إلى أن واشنطن لها سفارة وقواعد أمريكية عسكرية، فضلا عن قرب الأردن من الكيان الإسرائيلي ووجود سفارة لتل أبيب في عمان، وهو ما يعتبر أحد بنوك أهداف طهران ووكلائها في المنطقة.

وشددت الحوارات على أن من أخطر تصريحات الملك على أن الحرب في المنطقة غير مستبعدة، حينما تحدث عن أن المنطقة جميعها قد تخسر حال اندلعت مواجهة مباشرة بين طهران وواشنطن.

الهلال الإيراني

وحول ما يعرف بالهلال الشيعي في المنطقة أكد المحلل السياسي في الحوارات أن الملك أعاد تحديد نوعية المفاهيم خاصة وانه قبل عقد من الزمن تحدث عن الهلال الشيعي والأن الملك أعاد تسمية هذا الهلال بالهلال الإيراني وهو ما يدل على ان طهران ومشروعها قد استنفذت المذهب الشيعي في خدمة أهدافهم وبدأو يتحولوا الى قوة تدافع عن مصالح الامة الإيرانية، والدليل على ذلك هوا ان هناك تحركات من الشيعة العرب ضد ولاية الفقيه، وان اتباع المذهب الشيعي يقومون بحركة احتجاجات ضد المشروع الشيعي.

وأكد في الحوارات أن التوسع الإيراني فشل في المنطقة نتيجة تراجع الهلال الشيعي على حساب قيام طهران عبر ولاية الفقية بحماية الهلال الإيراني، وعقب أن أيقنت شعوب المنطقة أن ما سعت إليه إيران، بصفتها الراعي والحامي للمذهب الشيعي قد ثبت عسكه، وهو أن طهران كانت تسعى لإيجاد هلال فارسي لها وليس شيعيا، مشددا على أن تصريحات الملك أكدت ضرورة عمل المجتمع الدولي للقضاء على السعي الإيراني المستمر للهيمنة على المنطقة.

الأردن مستهدف

وعن طبيعة التهديدات التي يواجهها الأردن وتحدث عنها الملك عبدالله الثاني، قال المومني إن الهلال الشيعي "الإيراني" في سوريا والعراق ولبنان، بما يضم من مجموعات استلهمتها طهران، قد تعمل على محاولة المساس بأمن الأردن، مشددا في الوقت نفسه على أنه رغم الإجراءات الأمنية والاستخباراتية الأردنية إلا أن التهديدات لا تزال موجودة، خاصة من خلايا نائمة وصفها بـ"الأشباح"، وربما يكون فيها أردنيون استعطفتهم إيران، وقد يحاولون القيام بأي خطوات من شأنها الثأر لإيران.

وأكد المومني أن حديث الملك حول التهديدات يدل على وجود معلومات استخباراتية مؤكدة حول وجود خلايا نائمة، ومجموعات قد تسول لها نفسها تنفيذ أي أعمال ضد الأردن، وهو ما يستدعي مزيدا من العمل الاستخباراتي لحماية أمن المملكة، مشددا في الوقت نفسه "على أنه لايوجد أمن كامل 100 بالمئة في أي دولة في العالم".

قدرة إيران على المحك 

وعما تشهده إيران من أزمات سياسية داخلية قال المومني، إن طهران تتعرض لحالة من الضغوط الشديدة جراء موجة الاحتجاجات العارمة ضد الأوضاع الاقتصادية المتدهورة فيها، وهو ما يزيد من الضغوط على النظام، ليذهب للجلوس على طاولة التفاوض مع الغرب، خشية من انفجار داخلي يرافقه تصاعد في المواجهة الخارجية مع واشنطن ودول المنطقة.

وأعرب المومني عن أمله في أن منطقة الشرق الأوسط ستكون أفضل حالا وأكثر استقرارا إذا ما اعتدلت إيران وأصبحت دولة كباقي دول العالم، ولا تتدخل في شؤون غيرها من الدول، خاصة أن الضربة الأمريكية ضد سليماني وضعت قدرة إيران على المحك.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com