الانتخابات البريطانية.. حزب المحافظين يفوز بأغلبية مطلقة

فاز حزب المحافظين بأغلبية مطلقة في البرلمان البريطاني، بواقع 326 مقاعدًا، في ثالث انتخابات تجري في أقل من 5 سنوات، حسب النتائج الرسمية التي نشرت الجمعة.

وأغلقت صناديق الاقتراع في الساعة 22:00 بتوقيت غرينتش، وأعلنت محطات البث نتائج استطلاع خروج مشترك أجرته محطات "سكاي"، و"آي تي في" و"بي بي سي" التلفزيونية.

إحصائيات

وأفاد إحصاء أجراه تلفزيون (آي.تي.في) أن حزب المحافظين البريطاني بقيادة رئيس الوزراء بوريس جونسون فاز بأغلبية صريحة في البرلمان.

وتوقع الاستطلاع الرسمي لآراء الناخبين بعد التصويت أن المحافظين سيحصل على 368 مقعدًا. لكن تلفزيون (آي.تي.في) قال: إنه مع إعلان نتائج 595 مقعدًا من 650 في البرلمان، حصل المحافظون على 326 مقعدًا.

وجاءت نتائج استطلاع الخروج، كالتالي، حزب المحافظين: 368، العمال: 191، الحزب الوطني الأسكتلندي: 55، الديمقراطيون الأحرار: 13، حزب بليد سيمرو في ويلز: 3، الخضر: 1، حزب "بريكست": 0، آخرون: 22.

ويحتاج الحزب الواحد للفوز بإجمالي 326 مقعدًا من أصل 650 مقعدًا من أجل الحصول على الأغلبية في مجلس العموم.

وأظهرت المؤشرات الأولية حصول بوريس جونسون على أغلبية بسيطة، وهذا ما توقعه أيضًا صانعو المراهنات، واستطلاع رأي واحد يعتبر الأكثر موثوقية، هو استطلاع مؤسسة "يوغوف" توقع أن المحافظين في طريقهم للفوز بأغلبية 28 مقعدًا.

تفويض لتنفيذ "بريكست"

وعقب إعلان هذه المؤشرات، قال جونسون اليوم الجمعة، إن حكومته حصلت فيما يبدو على تفويض جديد، وقوي لإنجاز انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

وقال جونسون بعد أن فاز بمقعده في أوكسبريدج: "في هذه المرحلة يبدو أن هذه الحكومة المحافظة.. نالت تفويضًا جديدًا وقويًا ليس لإنجاز (بريكست) فحسب لكن لتوحيد البلاد والنهوض بها".

وتابع: "أعتقد أن هذه ستصبح انتخابات تاريخية ستمنحنا الآن، في هذه الحكومة الجديدة، فرصة احترام الإرادة الديمقراطية للشعب البريطاني.. لتغيير هذه البلاد للأفضل ولإطلاق إمكانات شعب هذا بالبلد بأكمله".

وأشار جونسون إلى أن بريطانيا ستغادر الاتحاد الأوروبي "بريكست" في 31 يناير/ كانون الثاني، قائلاً: "سننجز البريكست في الوقت المحدد بحلول 31 يناير بدون أعذار أو تحفظات أو احتمالات".

ضربة للمعارضة

قال زعيم حزب العمال البريطاني المعارض جيريمي كوربين، إنه لن يقود الحزب في الانتخابات المقبلة بعد أن أقر بأن الليلة كانت "مخيبة بشدة للآمال".

وقال كوربين بعد أن فاز بمقعده الانتخابي في شمال لندن: "هذه قطعًا ليلة مخيبة بشدة للآمال بالنسبة لحزب العمال بالنتيجة التي حصلنا عليها".

وأضاف "لن أقود الحزب في أي حملة للانتخابات العامة المقبلة"، مضيفًا أن الحزب الآن بحاجة لفترة من التأمل، وأنه سيقود الحزب في الوقت الذي يناقش فيه مستقبله.

وأعلن نائب زعيم حزب العمّال البريطاني جون ماكدونيل، أن "الهزيمة النكراء" التي مني بها حزبه في الانتخابات التشريعية المبكرة الخميس تمثّل "خيبة أمل كبرى"، معتبرًا إياها نتيجة "التعب من بريكست"، في إشارة إلى عدم تبني الحزب موقفًا حاسمًا من هذا الملف.

وقال ماكدونيل: "يبدو أن موضوع بريكست كان مهيمنًا. إنه ناجم إلى حد كبير عن التعب من بريكست". وأضاف وزير المالية في حكومة الظل: "الناس يريدون الانتهاء من هذا الموضوع".

مستقبل كوربين

ومن المتوقع أن يواجه زعيم الحزب جيريمي كوربين بعد هذه الهزيمة المدوية دعوات للاستقالة.

وكان كوربين شخصية غير شعبية بالمرة وقد تعرض لاتهامات بالتعاطف مع جماعات متشددة محظورة والفشل في التصدي لمعاداة السامية داخل حزبه.

وبشأن مستقبل كوربين، قال القيادي في حزب العمال وزير الداخلية السابق آلان جونسون: "كنا نعرف أنه غير أهل بالقيادة. إنه أسوأ من السيئ".

وهذه الهزيمة الانتخابية الرابعة على التوالي لحزب العمال، والثانية في عهد كوربين، ومن المحتمل أن تبقي الحزب خارج السلطة حتى 2024.

وانطلقت عملية التصويت، صباح الخميس، في 650 دائرة انتخابية بمقاطعات إنجلترا وويلز وإسكتلندا، وايرلندا الشمالية.

وتعد هذه المرة الأولى التي يجري فيها انتخابات برلمانية في شهر ديسمبر/ كانون الأول منذ 100 عام، وهي الثالثة في أقل من 5 سنوات بعد انتخابات 2015، و2017.