جونسون يغامر بإثارة ترامب وماكرون يشتبك مع أردوغان.. أبرز أجواء قمة "الناتو"

سلطت أبرز الصحف العالمية الصادرة اليوم الأربعاء، الضوء على أجواء أشغال قمة الناتو، التي جرت في ظروف متوترة بين أعضائها على غرار الخلاف بين تركيا وفرنسا، وكذا مسألة التمويل التي أثارها ترامب أكثر من مرة، فضلًا عن احتدام الحرب التجارية التي تراوح مكانها بين الحين والآخر.

شكلت أجواء القمة ثلاثة ملامح رئيسية، أولها بروز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كأكبر منافس أوروبي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومخاطرة بوريس جونسون بإغضاب الأخير بفرض ضرائب على الشركات الأمريكية الكبرى، وأخيرًا احتدام الخلاف بين ماكرون والرئيس التركي رجب طيب وأردوغان بشأن شمال سوريا.

تبادل مفاجئ للأدوار بين أمريكا وأوروبا

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الضوء على تبادل أدوار مفاجئ بين ترامب والقوى الأوروبية، حيث كان الرئيس الأمريكي يستمتع بالإخلال بتوازن القادة الأوروبيين ومعاداة الحلفاء واحتضان المتمردين، ولكن الآن يبدو أن الأدوار قد انعكست.

تمر أوروبا بتغييرات سياسية كبيرة أخلت بتوازن ترامب، ففي قمة حلف شمال الأطلسي في لندن، تعرض الرئيس الأمريكي لهجمات لاذعة فيما يخص التجارة والإرهاب من قِبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بينما التزم الصمت حول السياسة البريطانية، واستجاب لنداء رئيس الوزراء "بوريس جونسون" بعدم التدخل في الانتخابات البريطانية في آخر لحظة.

وكان هذا تغيرًا مدهشًا بالنسبة لرئيس يفتخر بكونه مثيرًا للاضطرابات، ويسلط الضوء على تغير المشهد الأوروبي مع ظهور رئيس طموح في فرنسا وآخر ضعيف في ألمانيا وآخر شعبوي في بريطانيا، إذ يبدو أن ماكرون حل محل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل كخصم ترامب الرئيسي في القارة.

بوريس جونسون يخاطر بإثارة الخلاف مع ترامب

تناولت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية مخاطرة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون بالتصادم مع ترامب، عبر تمسكه بخطط فرض الضرائب على كبرى شركات التكنولوجيا الأمريكية.

وأشار جونسون إلى استيائه من عمل واشنطن "الانتقامي" ضد فرنسا، بعد أن هدد ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات تصل إلى 100% على السلع الفرنسية، بما في ذلك الجبن والشمبانيا وحقائب اليد، بعد تطبيق ضريبة الخدمات الرقمية التي تقول الولايات المتحدة إنها ستعاقب الشركات الأمريكية الكبرى مثل "غوغل" و"أمازون" و"فيسبوك".

واعتبارًا من نيسان/أبريل العام المقبل، من المقرر أن تفرض المملكة المتحدة ضريبة خدمات رقمية بنسبة 2% على إيرادات محركات البحث ومنصات التواصل الاجتماعي والأسواق الإلكترونية التي تبيع خدماتها للبريطانيين.

وتنطوي مخاطر فرض ضريبة جديدة على إثارة خلاف عبر المحيط الأطلسي في الوقت الذي يعتمد فيه جونسون على صفقة تجارية سريعة وطموحة مع الولايات المتحدة لتعويض الانخفاض المحتمل في الروابط التجارية مع الشركاء التجاريين لبريطانيا في الاتحاد الأوروبي بعد البريكست.

ماكرون يشتبك مع أردوغان في قمة الناتو

ركزت صحيفة "الغارديان" البريطانية على تصادمات بدت في افتتاح قمة حلف الناتو في لندن، حيث اتهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تركيا بالتواطؤ مع عملاء "داعش"، بينما وصف دونالد ترامب انتقادات ماكرون بأنها "مهينة وسيئة للغاية".

من جانبه هدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرة أخرى باستخدام حق النقض ضد خطة الناتو الدفاعية لدول البلطيق ما لم يقر الحلف بتقييمه الخاص بأن المقاتلين الأكراد السوريين على حدود تركيا هم بالفعل إرهابيون، وهو تقييم رفضه ماكرون والبنتاغون.

وقال ماكرون إنه يؤيد تطوير حلف الناتو لأهداف أوسع بما في ذلك محاربة الإرهاب، لكنه قال "أنا آسف لأننا لا نتشارك نفس التعريف للإرهاب، فعندما أنظر إلى تركيا، أراهم يقاتلون الذين قاتلوا معنا ضد داعش، ويعملون في بعض الأحيان مع وكلاء داعش".

داعش يعثر على منصة جديدة بعد حملة "تليغرام"

وتحدثت صحيفة "تليغراف" البريطانية عن عثور تنظيم "داعش" على منصة جديدة للتواصل عبر الإنترنت، بعد أن كُشف استخدامه السابق لتطبيق تليغرام والحملة اللاحقة لتطهير البرنامج.

وانتقل أتباع "داعش" إلى خدمة مراسلة جديدة غير معروفة نسبيًا بعد تطهيرهم من منصاتهم المفضلة، حيث يستمرون في التواصل ونشر الدعاية.

أصبح اعتماد الدواعش حاليًا على خدمة تدعى "TamTam"، بعد أن أدت مبادرة مشتركة بين الشبكات الاجتماعية، بما في ذلك "تليغرام" و"غوغل" و"فيسبوك" و"تويتر" ووكالة تطبيق القانون الأوروبية "Europol"، الأسبوع الماضي إلى واحدة من أكبر الحملات الصارمة حتى الآن على قنوات الإنترنت المرتبطة بالتنظيم.

ويعمل TamTam كتطبيق مراسلة خاص ويضم خاصية "قنوات" مثل تليغرام، التي تتيح للمستخدمين بث رسائلهم إلى جمهور غير محدود، وهو متاح مجانًا في متجري آندرويد وiOS.