خطاب متناقض.. استمرار الاحتجاجات يربك النظام الإيراني
خطاب متناقض.. استمرار الاحتجاجات يربك النظام الإيرانيخطاب متناقض.. استمرار الاحتجاجات يربك النظام الإيراني

خطاب متناقض.. استمرار الاحتجاجات يربك النظام الإيراني

كشف تقرير لـ"المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية" المعارض، عن مظاهر ارتباك عديدة بدت في خطاب النظام الإيراني، جراء اتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية، التي تنسبها الحكومة لـ"أشرار" تابعين لـ"مجاهدي خلق" المعارضة.

ورصدت تقارير إخبارية على مدار اليوم مظاهر احتجاج في عدة محافظات، امتدادًا لانتفاضة اندلعت قبل أيام، احتجاجًا على زيادة أسعار البنزين ثلاثة أضعاف، لكنّها مستمدة من غضب أوسع جراء التردي المعيشي الناجم عن وضع اقتصادي متدهور.

واستدل بيان المعارضة الإيرانية، مساء السبت، على تنامي الاحتجاجات الشعبية، بأخبار نقلتها وكالة الانباء الرسمية "إيرنا"، التي قالت إن "مدينة شيراز وطهران وإصفهان وتبريز والأهواز كانت مسرحًا لأعلى مستويات التحركات الواسعة للأشرار والمرتبطين بمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية"، في إشارة إلى المحتجين الغاضبين على الأوضاع المعيشية.

غير أنّ صحفًا أجنبية ومراسلين، قالوا إن المشاركين في الاحتجاجات التي هزت المدن والجامعات بما في ذلك جامعة طهران، ينتمون إلى مختلف فئات الشعب.

وذكر بيان المعارضة، اليوم، أنّ الوكالة الرسمية لم تتغاضى عن التحرك الشعبي، لكنها ألصقته بمن اعتادت تسميتهم بـ"الأشرار" منذ بدأت حركة الاحتجاج، رغم قولها إنّ الهدوء عاد إلى تلك المدن "بفضل جهود الأجهزة الأمنية والشرطة. وباعتقال العناصر الرئيسية للحركة المرتبطة بمجاهدي خلق".

وذهب البيان إلى أن حالة التخبط والارتباك التي تنتاب النظام الإيراني تدفع لعمليات اعتقال واسعة وقمع للمحتجين، في الوقت الذي يصر المسؤولون على وصف المحتجين تارة بـ"الأشرار" وتارة أخرى يرمون باللائمة على "مؤامرة" خارجية.

ولم تغفل المعارضة الإيرانية الإشارة إلى خطاب المسؤولين الرسميين، حيث يظهر التناقض واضحًا فبينما يقولون إنّ الأمور قد انتهت وسيطرت قوى الأمن على المدن والميادين ولم تعد ثمة مظاهر للاحتجاجات، يتحدثون في الوقت نفسه عن خروج متظاهرين، وإن اعتبروهم مخربين.

ويقول التقرير إن المسؤولين يحاولون إظهار أنفسهم على أنهم مسيطرون على الأوضاع في البلاد، إلا أنهم "لا يستطيعون إخفاء الخوف من أفق سقوطهم الذي رسمته انتفاضة الشعب"، مشيرة في هذا الصدد إلى أن أركان النظام "يظهرون في الساحة واحدًا تلو الآخر ويهدّدون بقمع أكثر قسوة، لكنهم في الوقت نفسه يعربون عن قلقهم إزاء الأبعاد غير المسبوقة للانتفاضة"، وهو التناقض الذي وضعته المعارضة في باب الارتباك مما ستؤول إليه الأمور مستقبلًا.

وأشار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية إلى اعتراف نائب القائد العام لقوات حرس الثورة الإسلامیة الأدميرال (علي فدوي) ضمنيًا في يوم 22 نوفمبر/ تشرين بأن قوات الحرس كانت مشاركة في قمع الانتفاضة منذ البداية."

ووفق تقرير لوسائل الإعلام الحكومية، فقد وصف علي رضا أدياني، رئيس جهاز العقيدة السياسية في قوى الأمن الداخلي، يوم 21 تشرين الثاني نوفمبر، الانتفاضة بأنها "أعقد من الأحداث التي شهدتها أعوام 1999 و2009 و2018".

وقال أدياني إن الأحداث اجتاحت خلال يوم واحد فقط 165 مدينة، في 25 محافظة في البلاد، وتسببت في خلق زعزعة الأمن في 900 نقطة بأنحاء البلاد.

وخلال العامين الماضيين، تدهور الاقتصاد الإيراني بسبب العقوبات الأمريكية وتراجعت مبيعات النفط، التي كانت توفر إيرادات تستخدمها الحكومة لدفع الرواتب وتمويل الواردات، ووفقًا للبنك الدولي من المتوقع أن ينكمش الاقتصاد الإيراني بنسبة 8.7% هذا العام.

وأدى ارتفاع التضخم والأجور الراكدة إلى تعميق شعور الإيرانيين بالإحباط، ولكن يبدو أن هذه الحالة الكئيبة قد أشعلت نار الغضب داخل المواطنين.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com