الغارديان: إدارة ترامب تمنح الاستيطان الإسرائيلي ضوءًا أخضر لكن لا تستطيع تغيير القانون الدولي
الغارديان: إدارة ترامب تمنح الاستيطان الإسرائيلي ضوءًا أخضر لكن لا تستطيع تغيير القانون الدوليالغارديان: إدارة ترامب تمنح الاستيطان الإسرائيلي ضوءًا أخضر لكن لا تستطيع تغيير القانون الدولي

الغارديان: إدارة ترامب تمنح الاستيطان الإسرائيلي ضوءًا أخضر لكن لا تستطيع تغيير القانون الدولي

سلطت صحيفة "الغارديان" البريطانية الضوء على إعلان وزارة الخارجية الأمريكية أن الولايات المتحدة لم تعد تعتبر المستوطنات الإسرائيلية "غير قانونية"، واصفة الأمر بأنه "مشين وإضافة مروعة" لسجل إدارة الرئيس دونالد ترامب.

وأضافت الصحيفة أنّ "واشنطن فعلت كل ما في وسعها لمساعدة حكومة إسرائيل اليمينية على معاقبة الفلسطينيين ودفن حل الدولتين، بداية بنقل سفارتها إلى القدس، وإنهاء التمويل إلى وكالة اللاجئين الفلسطينية التابعة للأمم المتحدة، والاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان".

وأشارت إلى أنّه "على الرغم من أن ديفيد فريدمان، سفير الولايات المتحدة في إسرائيل، وآخرين لديهم التزام إيديولوجي عميق بهذه الإجراءات، إلا أن إدارة ترامب اتخذت هذه الإجراءات في المقام الأول لتعزيز موقف بنيامين نتنياهو السياسي".

هذا ويتشبث نتنياهو بالسلطة، بينما يكافح منافسه "بيني غانتس"، الذي رحب أيضًا بالقرار الأمريكي، لتشكيل حكومة منافسة، والآن يبدو أن إقامة انتخابات إسرائيلية ثالثة في أقل من عام أصبح مرجحًا للغاية.

ومن المتوقع صدور قرار المدعي العام بشأن ما إذا كان سُيدان نتنياهو بتهم الفساد في غضون أيام، وفي الولايات المتحدة يرحب ترامب بأي أمر يشتت الانتباه عن جلسات الاستماع الخاصة بمساءلته.

وأكدت الصحيفة أنّ "هذا الإجراء هو أحدث الجهود التي تبذلها إدارة ترامب لتدمير النظام الدولي القائم على القواعد، فهذا الإعلان رمزي أكثر من كونه إجراءً عمليًا، فالمستوطنات لا تزال غير قانونية؛ وأقوال ترامب لا تغيّر القانون الدولي".

وكما قال "جيريمي بن عامي"، رئيس جماعة "جي ستريت" الضغط الليبرالية المؤيدة لإسرائيل، عن المستوطنات: "فعل ذلك لمدة 52 عامًا لا يجعله قانونيًا، بل يجعله أسوأ".

وبالفعل ازدهرت المستوطنات على مر السنين رغم القيود الدولية، ولم تفعل الحكومات الأمريكية السابقة سوى انتقاد الأمر، ونمت المستوطنات بسرعة أثناء فترة رئاسة باراك أوباما، ولكن الولايات المتحدة ازدادت غضبًا لدرجة أنها سمحت بقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يطالب بوقف كل البناء في الأراضي المحتلة، بدلًا من استخدام حق الفيتو، كما انتقد "جون كيري" حكومة نتنياهو.

ومع ذلك لم تعكس الإدارة عقودًا من السياسة فقط بهذا الإعلان، بل تعارضت مع معظم حلفائها، إذ سارع الاتحاد الأوروبي إلى إعادة التأكيد على أن كل النشاط الاستيطاني غير قانوني، وأنه يقوض فرصة حل الدولتين وإمكانية السلام الدائم، وأنه من الضروري إيقافه.

وسارع المرشحون الديمقراطيون للرئاسة إلى مهاجمة هذا الإعلان، وتعهدت المرشحة "إليزابيث وارن" بإلغائه، وقالت الصحيفة إنه يجب على بقية المرشحين التأكد من أن إسرائيل تعرف مواقفهم من الأمر.

وتصر الصحيفة على أن "كون إعلان ترامب متوقعًا، من شأنه أن يضيف إلى سوء الأمر، فهو لا يعترف فقط بالحقائق الواقعية على الأرض، كما ادعى مايك بومبيو، بل يشجع على مزيد من التوسع والضم، مثلما أظهر رد فعل السياسيين والمؤيدين للاستيطان".

واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن ادعاء بومبيو وأمثاله أن الإعلان يزيد من احتمال التوصل إلى اتفاق سلام هو أمر مشين، إذ يبدو أن الولايات المتحدة تتخلى عن سياسة تظاهرها بالعمل كوسيط، ولكن إذا كانت ترغب حقًا في مواجهة الحقائق فعليها الاعتراف بأن الدولة الإسرائيلية التي تحاول المساعدة في بنائها لن تكون يهودية وديمقراطية في وقت واحد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com