وثائق مسربة تكشف عن اتفاق سري بين "الإخوان" وإيران ضد السعودية
وثائق مسربة تكشف عن اتفاق سري بين "الإخوان" وإيران ضد السعوديةوثائق مسربة تكشف عن اتفاق سري بين "الإخوان" وإيران ضد السعودية

وثائق مسربة تكشف عن اتفاق سري بين "الإخوان" وإيران ضد السعودية

كشفت وثائق إيرانية مسربة، اليوم الاثنين، أنه على الرغم من مظاهر التضاد الواضحة بين الإخوان المسلمين والإيرانيين ووقوف كل منهما على جانبي أشد الانقسامات الجيوسياسية في العالم، إلا أنهما متآلفان حقيقة ويحاولان البحث عن أرضية مشتركة في زمن الحرب الطائفية.

وأوضحت الوثائق، التي نشرها موقع "ذا إنترسبت" الأمريكي، أن قمة سياسية، لم يعلن عنها، عقدت في تركيا عام 2014، جمعت بين جماعة "الإخوان المسلمين" والجانب الإيراني ممثلاً بفيلق القدس أحد أذرع الحرس الثوري الإيراني.

وذكرت الوثائق أن أحد عملاء المخابرات الإيرانية كشف لمحة مثيرة للاهتمام بشأن اجتماع 2014 مع "الإخوان المسلمين"، حول محاولة سرية من جانب جماعة "الإخوان" والمسؤولين الإيرانيين للحفاظ على الاتصال وتحديد ما إذا كان لا يزال بإمكانهم العمل معًا بعد نهاية حقبة مرسي.

وكشف عميل إيراني من وزارة الاستخبارات والأمن الإيرانية، عن "الدينامكيات السياسية" المشحونة التي تفصل بين المنظمات السنية والشيعية القوية مثل جماعة "الإخوان المسلمين" و"فيلق القدس".

إضافة إلى ذلك، يكشف تقرير العميل الإيراني، وما كتب عن القمة، عن التعقيدات المجنونة للمشهد السياسي في الشرق الأوسط، ويظهران مدى صعوبة فهم الأطراف الخارجية، بمن فيهم المسؤولون الأمريكيون، لما يحدث بالفعل في المنطقة.

فعلى السطح، يظهر أن "فيلق القدس" وجماعة "الإخوان المسلمين" من الأعداء، واستخدم فيلق القدس قوته السرية لمساعدة إيران على توسيع نفوذها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ودعم الميليشيات الشيعية التي ارتكبت فظائع ضد السنة في العراق، مع وقوفه إلى جانب نظام بشار الأسد الوحشي في الحرب الأهلية السورية.

وعلى النقيض من ذلك، تقول الوثائق إن جماعة "الإخوان المسلمين" كانت لاعبًا رئيسًا في السياسة العربية السنية لعقود من الزمن، حيث جلبت مقاربة إسلامية أصولية لمعركة طويلة ضد الحكومات الاستبدادية في مصر وفي أماكن أخرى.

لكن القمة جاءت في لحظة حرجة لكل من "فيلق القدس" و"الإخوان المسلمين"، الأمر الذي قد يفسر لماذا اتفق الجانبان على التباحث.

وأشارت الوثائق الإيرانية إلى أن جماعة "الإخوان المسلمين"، التي أصبحت ضعيفة بعد كل ما خسرته في مصر خاصة عقب الإطاحة بمرسي، ربما نظرت إلى التحالف مع الإيرانيين كفرصة لاستعادة بعض من مكانتها الإقليمية.‎

وما لم يعرفه أي طرف هو وجود جاسوس في القمة، حيث إن وزارة الداخلية الإيرانية، المنافس للحرس الثوري داخل جهاز الأمن القومي الإيراني، كان لديها سراً عميل في الاجتماع، أبلغ عن كل ما تمت مناقشته.

ولم يحضر عميل وزارة الداخلية فحسب، بل "عمل منسقاً لهذا الاجتماع". ويبدو أن وزارة الداخلية تحسد "الحرس الثوري" على قوة نفوذه، وحاولت سرًا تتبع أنشطة الحرس في جميع أنحاء العالم، وهذا حسبما جاء في الوثائق المسربة‎.

وكانت تركيا تعتبر مكانًا آمنًا للقمة ، لأنها كانت واحدة من الدول القليلة التي تربطها علاقات طيبة مع كل من إيران والإخوان المسلمين، ولم يتمكن قاسم سليماني من حضورها لحرمانه من التأشيرة التركية، حيث لم تكن تركيا مستعدة للمجازفة بمثل هذه العلاقة العلنية. فيما حضرها من جانب "الإخوان" 3 من أبرز قادتها المصريين في المنفى وهم إبراهيم منير مصطفى ومحمود العبيري ويوسف مصطفى ندا، وفقًا للوثائق.

وأشار أعضاء جماعة "الإخوان المسلمين"،بحسب عميل وزارة الداخلية الإيرانية، إلى أن "الاختلافات بين إيران كرمز وممثل للعالم الشيعي والإخوان المسلمين كممثل للعالم السني لا جدال فيها". لكنهم أكدوا على أنه "يجب التركيز على أسس مشتركة للتعاون".

وقال ممثلو جماعة الإخوان المسلمين إن أحد أهم الأشياء التي تشاركت فيه الجهتان هو كراهية المملكة العربية السعودية واصفين إياها بـ "العدو المشترك" للإخوان المسلمين وإيران.

وربما، وفقًا لوفد الإخوان، يمكن للجانبين توحيد صفوفهما ضد السعودية، وأفضل مكان للقيام بذلك كان في اليمن، حيث كان تمرد الحوثيين المدعومين من إيران ضد الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية على وشك أن يتحول إلى حرب واسعة النطاق.

وحسبما ذكر وفد الإخوان فإنه في اليمن، مع تأثير إيران على الحوثيين ونفوذ الإخوان على الفصائل السنية القبلية المسلحة، ينبغي بذل جهد مشترك لتقليل الصراع بين الحوثيين والقبائل السنية لتكون قادرة على استخدام قوتها ضد المملكة العربية السعودية.

وأضاف الوفد: "أن جماعة الإخوان المسلمين أرادت السلام في العراق، إذا كان هناك مكان واحد في المنطقة حيث كانت هناك حاجة للمساعدة في سد الفجوة بين السنة والشيعة ، فقد كانت هناك ، وربما تتعاون جماعة الإخوان المسلمين وقوة القدس لوقف الحرب.

وبينما تم خلع "الإخوان المسلمين" من السلطة في مصر قبل عام من القمة، إلا أن الجماعة لا تريد الدعم الإيراني في مصر. وقال الوفد: "فيما يتعلق بقضية مصر، نحن كإخوان غير مستعدين لقبول أي مساعدة من إيران للعمل ضد الحكومة المصرية"، ووفقًا للوثائق، ربما أدرك قادة الإخوان أنهم سيشوهون في مصر إذا طلبوا المساعدة الإيرانية لاستعادة السلطة في القاهرة.

وعلى الرغم  من الفشل الواضح للمحادثات، إلا أن العميل الذي كان يتجسس في القمة، أشار إلى أنه على استعداد للسفر مرة أخرى إلى تركيا أو بيروت لحضور أي اجتماعات متابعة.

ولا يتضح من الأرشيف المسرب ما إذا كانت هناك اجتماعات أخرى من هذا النوع قد حدثت.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com