تقرير: الميليشيات المنتشرة في الشرق الأوسط سلاح إيران الأهم من برنامجها النووي
تقرير: الميليشيات المنتشرة في الشرق الأوسط سلاح إيران الأهم من برنامجها النوويتقرير: الميليشيات المنتشرة في الشرق الأوسط سلاح إيران الأهم من برنامجها النووي

تقرير: الميليشيات المنتشرة في الشرق الأوسط سلاح إيران الأهم من برنامجها النووي

رأى تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، الخميس، أن إيران باتت تتمتع الآن بأفضلية عسكرية فعالة على الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط، بسبب قدرتها على شن الهجمات باستخدام وكلاء وأطراف ثالثة مثل الميليشيات الشيعية والمتمردين.

ووفق الصحيفة، فقد خلص المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) إلى أن "الوكلاء" قد أصبحوا سلاح طهران المفضل.

وتشير دراسة "شبكات النفوذ الإيراني" التي استغرقت من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية 16 شهرًا، أن هذه الشبكات أكثر أهمية لإيران من برنامج الصواريخ الباليستية أو الخطط النووية المفترضة أو قواتها العسكرية التقليدية.

ويشير التقرير، إلى أنه بشكل عام لا يزال التوازن العسكري التقليدي في صالح الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، ولكن ميزان القوة الفعالة الآن في صالح إيران.

إذ أشار الخبراء إلى أنه على الرغم من العقوبات الأمريكية، تواجه إيران مقاومة دولية قليلة لاستراتيجيتها، على الرغم من أنها تواجه الآن تحديًا جديدًا من جانب المتظاهرين القوميين المناهضين لإيران داخل بعض الدول التي تمارس فيها نفوذها.

ومن المرجح أن تدعم هذه النتائج موقف الدبلوماسيين الغربيين الذين يقولون إن أي صفقة نووية جديدة مع إيران يجب أن تشمل قيودًا محدثة على البرنامج النووي وسلوكها الإقليمي أيضًا.

ويقول المعهد: إن الشبكة التي تعمل بشكل مختلف في معظم البلدان، قد صُممت ومُولت ونُشرت من قِبل طهران كوسيلة أساسية لمواجهة الخصوم الإقليميين والضغط الدولي، فهي تمكن إيران من تحقيق المكاسب دون عواقب أو خطر المواجهة المباشرة مع الخصوم.

ويخلص التقرير، إلى أن "إيران تقاتل وتربح الحروب الأهلية" وليس الحروب الدولية، حيث تتجنب إيران الصراع الدولي؛ لأنها تعلم أنها لن تربح، ولذلك تتبع أسلوب الحرب غير المتكافئة من خلال وكلائها.

ويزعم التقرير أن القوة التقليدية لا يمكنها موازنة قدرة إيران على التحكم في الوكلاء، فعلى مدار الـ 40 عامًا الماضية، لم تكن معظم النزاعات في الشرق الأوسط حروبًا بين الدول أو قوات تقليدية تخضع للقانون الدولي، بل ميادين معركة معقدة ومزدحمة لا تتمتع بسيادة القانون أو المساءلة، وتحتوي على العديد من اللاعبين الذين يمثلون فسيفساء من المصالح المحلية والإقليمية.

فلا تضاهي أي دولة نشاط أو فعالية إيران في النزاعات الإقليمية في العصر الحديث، إذ تبلغ التكلفة الإجمالية لأنشطة طهران على الاقتصاد الإيراني في سوريا والعراق واليمن 16 مليار دولار فقط، بينما يتلقى حزب الله اللبناني 700 مليون دولار سنويًا من إيران.

وطورت إيران قدرتها من خلال قوة القدس خارج الحدود الإقليمية وتجنيد ميليشيات مختلفة يصل مجموعها إلى 200 ألف مقاتل، والانخراط في "منطقة رمادية" تهدف لإبقاء النزاع دون مستوى الحرب الدولية.

ويشير التقرير إلى أن الإيديولوجية والاستراتيجية الإيرانية تتجسد في خطاب "أحمد علم الهدى" المتحدث باسم المرشد الأعلى في محافظة خراسان رضوي بعد هجمات منشأة أبقيق النفطية في سبتمبر الماضي، إذ قال: "إن إيران المعاصرة ليست مقيدة بالجغرافيا كالماضي. فاليوم، إيران هي قوات الحشد الشعبي في العراق وحزب الله اللبناني وأنصار الله في اليمن والجبهة الوطنية السورية وحركة جهاد وحماس. كل هؤلاء أصبحوا يمثلون إيران، وبالتالي لم تعد إيران منحصرة علينا نحن فقط، فقد أعلن زعيم حزب الله حسن نصر الله أن المقاومة في المنطقة لها زعيم واحد وهو المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران".

ويقول تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية: إن تكتيكات إيران لكسب النفوذ كانت مختلفة في كل بلد، ففي العراق، استخدمت طهران المتمردين لمهاجمة الجيش الأمريكي. وفي سوريا، عزز قائد قوة القدس "قاسم سليماني" الجيش السوري النظامي لمحاربة المتمردين متعددي الجنسيات الذين تدعمهم الولايات المتحدة.

وفي لبنان، تطورت علاقة حزب الله بطهران. وباتت ترسانة إيران الصاروخية والأسلحة المضادة للدبابات و25 ألفًا من جنود الاحتياط تحت تصرف حزب الله، مما جعل المجموعة اللبنانية قوة لا يستخف بها.

ونما حزب الله ليصبح أكبر حزب في البرلمان، بسبب ضعف الدولة وافتقارها للشرعية، والمجتمع ذي الأغلبية الشيعية، والتوزيع الطائفي للسلطة، مما سمح لحزب الله بعرقلة عملية صنع السياسة وتهديد إسرائيل.

وتتطلب مواجهة النفوذ الإيراني ردودًا على المستوى المحلي، وفهمًا شاملًا لقدرات شبكة وكلاء طهران الكاملة، والتي أصبحت حجر الزاوية في الاستراتيجية الأمنية الإقليمية.

وحذر التقرير من تبسيط وصف الأطراف الثالثة بأنها مجرد وكلاء، مشيرًا إلى أن طهران لا تتوقع عائدًا اقتصاديًا من شركائها، بل تمولهم.

ويجادل مؤلفو التقرير بأن إيران تتمتع بالمرونة الكافية لمقاومة موجة الاحتجاجات المناهضة لها، لكنها تواجه صعوبات؛ لأن نفوذها يعتمد على مجموعات إما لا تريد أن تحكم مباشرة، كما هو الحال مع حزب الله في لبنان، أو غير قادرة أو مجهزة على الحكم مثل العراق.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com