الحوار الليبي.. بين مطرقة المليشيات وسندان التنازلات
الحوار الليبي.. بين مطرقة المليشيات وسندان التنازلاتالحوار الليبي.. بين مطرقة المليشيات وسندان التنازلات

الحوار الليبي.. بين مطرقة المليشيات وسندان التنازلات

دخل الحوار بين الفرقاء الليبيين، مرحلة هامة بعد قبول كافة الأطراف على عقده داخل ليبيا، بالرغم من التحديات التي ترتبط به، على المستوى الأمني بوجه الخصوص، ومدى خضوع مخرجات الحوار، لسطوة المجموعات المسلحة والمليشيات المتطرفة، المنتشرة في غرب البلاد وشرقها.

وفي ظل هذه المعطيات، يعتقد سياسيون ومحللون، بأن التنازل بين الأطراف السياسية، قد يخلق حالة من التوازن، وقد يؤسس لاتفاقات بشكل انفرداي، يمكن أن تساهم في التخفيف من حالة التشظي، التي تضرب ليبيا سياسياً وعسكريا واجتماعياً.

ويقول سليمان الفقيه، أحد النواب المقاطعين لجلسات البرلمان بشأن فرص الحوار السياسي: "الحوار في ليبيا وفي أي مدينة كان، هو مكسب لمخرجاته وما يمكن الاتفاق عليه، لأن الأمر من شأنه أن يعكس حالة التوافق بين الأطراف رغم اختلاف الرؤى التي يحملونها لحل الأزمة، وينقل للعالم رسالة مهمة، بأن الليبيين سينجحون في تخطي واقع الأزمة، من داخل الوطن الذي يجمعهم وليس من خارجه" .

ويشير الفقيه لـ إرم "البعض وصف جولات جنيف بأنها مضيعة للوقت، وأنا أجيبهم بأنها جولات مهمة، كونها ساهمت في لقاء الخصوم السياسيين، ومهدت لأرضية إنجاح الحوار، الذي يحتاج من الجميع تقاسم الأدوار لإنجاحه" .

وشدد عضو مجلس النواب، بأن الأطراف السياسية يجب عليها الابتعاد عن التخوين، وسياسة الإقصاء لأطراف بعينها، لأن كل طرف في هذه المرحلة الفاصلة في تاريخ ليبيا، له دور بارز في إنهاء حالة العنف والاقتتال غير المسبوقة .

هذا ويتوقع أن تنطلق جولة الحوار السياسي بين الفرقاء، يوم الثلاثاء المقبل داخل ليبيا، بعدما تم التوافق حول مدينة لم يكشف عنها، لأسباب أمنية ولوجستية، بحسب ما أكدت بعثة الأمم المتحدة للدعم.

ويتوقع أن يشارك في الجولة الجديدة، ممثلين عن البرلمان الليبي والمؤتمر الوطني العام، بواقع 4 أعضاء مقابل 4، وسيتم عقد جلسات أولية بشكل منفردة، حيث يقوم كل فريق تفاوضي، بإجراء مباحثات مع برنادينو ليون المبعوث الأممي إلى ليبيا.

أما عبد الله الرايس المحلل السياسي الليبي، فيرى في حديثه لـ إرم، أن نجاح عقد جولة الحوار داخل ليبيا، سيخضع لميزان قوى المليشيات، ومدى تأثر الجسم السياسي الذي يتبنى فكرها، بطلبات متعنتة، لا تخدم الحوار وتفشله في مهده.

ويضيف متسائلاً: "هل يمكن للمؤتمر الوطني تبني أفكار ورؤى، تخالف رأي قادة المليشات التي أعادت تنصيبه وأعادته لسدة السلطة؟ أعتقد أن الفريق المفاوض للمؤتمر سيكون محرجاً، عكس البرلمان المنتخب والذي يحظى بتأييد دولي، الذي سيكون منفتحا على المحادثات بشكل كبير".

ويؤكد بأن المليشيات المسلحة لن تتنازل عن إزاحة اللواء خليفة حفتر، الذي يعتبرونه كابوسا لهم، وأنه يمثل الواجهة العسكرية لبناء الجيش الوطني، الذي يهابون تأسيسه، وما يتحتم عليه من إزالتهم عن المشهد، وعن النفوذ في المال والسلطة.

وأعادت مليشيات "فجر ليبيا" في أغسطس 2014 المؤتمر الوطني المنتهية ولايته إلى السلطة في طرابلس، وأجبرته على إقالة حكومة الثني وتشكيل "حكومة إنقاذ" برئاسة عمر الحاسي .

ولم تحظ هذه "الحكومة" بأي تأييد أو اعتراف دولي.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com