اليمين الإيطالي يكتسح معقل اليسار ويهدّد الائتلاف الحاكم

يحتفل تحالف المعارضة اليمينية في إيطاليا، اليوم الإثنين، بالنصر اللافت الذي حققه في إقليم أومبريا، الذي لطالما كان معقلًا لليسار، في ضربة موجعة للائتلاف الحاكم.

وكان زعيم التحالف ماتيو سالفيني تعهد بانتزاع أومبريا من اليساريين في هذه الانتخابات الإقليمية المهمة، التي يأمل أن تعيده إلى السلطة.

وقال سالفيني: إن نتائج انتخابات الأحد كانت "استثنائية"، معربًا عن "سعادته وتأثّره" بعدما نالت مرشحة اليمين دوناتيلا تاسي أكثر من 57% من الأصوات، مقارنة بـ37% لصالح مرشح الائتلاف الحكومي.

وتمكّن حزب سالفيني "الرابطة" المناهض للهجرة من تسيّد المشهد، إذ حصل وحده على 37% من الأصوات في منطقة تصوّت لليسار منذُ 70 عامًا، لكنّها تأثّرت بشكل كبير بالأزمة الاقتصادية.

وحصل حليفا حزب وزير الداخلية السابق، وهما: حزب "أشقاء إيطاليا" اليميني المتشدد، وحزب "فورتسا إيطاليا" (يمين-وسط أسسه رئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلوسكوني) على 10% و5,8% من الأصوات.

وفي مسعى لهزيمة سالفيني، تحالف الخصمان السابقان في الائتلاف الحكومي، "حركة خمس نجوم" المناهضة للمؤسسات التقليدية، والحزب الديمقراطي، لكنهما لم يحصلا على أصوات تخولهما الفوز.

وحصل الحزب الديمقراطي على 22% من الأصوات، بينما فازت حركة خمس نجوم بـ7,4% فقط، في نتيجة شكّلت هزّة لها.

وقال سالفيني إن أيام رئيس الوزراء جوسيبي كونتي وقادة الحزب الديمقراطي وحركة خمس نجوم "معدودة"، ويتهم اليمين هؤلاء بخداع الإيطاليين عبر تشكيل تحالف لمنع البلاد من خوض انتخابات يرجّح أن يخسروا فيها.

وقال برلوسكوني بعد نتائج أومبريا: إنه "من حق وواجب يمين الوسط إدارة البلاد"، بينما قالت زعيمة حزب "أشقاء  إيطاليا" جورجيا ميلوني: "لو كنت كونتي لقدمت استقالتي بأسرع من البرق".

انهيار داخلي أو صمود

وأشار محللون إلى أن النتائج "السيئة" التي حققتها حركة خمس نجوم قد تشعل تمردًا داخليًا في الحركة من قبل الأعضاء، الذين كانوا ضد التحالف مع الحزب الديمقراطي المكروه على الصعيد الوطني، أو من يطالبون بمغادرة زعيمها لويجي دي مايو.

وقال المعلّق السياسي إيلاريو لومباردي في صحيفة "ستامبا": إن "الانهيار الداخلي أو صمود حركة خمس نجوم يثير قلق الحزب الديمقراطي بشدة"، محذّرًا من أن تداعيات التصويت ستكون "مؤلمة كثيرًا" بالنسبة للحركة.

واستفاد يمين الوسط من "خيبة الأمل" التي شعر بها الإيطاليون إثر أزمة اقتصادية ازدادت سوءًا جرّاء سلسلة زلازل ضربت وسط إيطاليا في عام 2016، وأسفرت عن مقتل المئات وألحقت دمارًا ببلدات وقرى عدة.

وكانت المنطقة تُعاني أساسًا من تداعيات الأزمة الاقتصادية، التي شكّلت ضربة لشركات عريقة على غرار "بيروجينا" لصناعة الشوكولاتة، بينما عانى "تيرني" للفولاذ، أكبر مصنع في أومبريا، من صعوبات على مدى سنوات وواجه الإغلاق أكثر من مرّة.

وأقّر الحزب الديمقراطي بأنه تأثّر كذلك سلبًا بفضيحة عصفت بقطاع الصحة، إذ استقالت رئيسة مقاطعة أومبريا والعضو في الحزب الديمقراطي كاتيوشيا ماريني في شهر نيسان/أبريل الماضي، بعد تحقيق بشأن امتحانات التوظيف في المستشفيات.

وأكدت حركة خمس نجوم أن نتائج أومبريا ستثير الشكوك بشأن التحالف مع الحزب الديمقراطي في انتخابات إقليمية أخرى، لكنها استبعدت أن تتسبب الهزيمة في الإقليم بالإطاحة بالائتلاف الحكومي.

وقال المعلّق السياسي ماسيمو فرانكو، اليوم الإثنين: إنه "يصعب التكهّن إن كانت (متلازمة أومبريا) ستتسبب بتآكل الائتلاف الحكومي وإلى أي مدى سيتم ذلك".