صحيفة: أوروبا لا تستطيع ملء الفراغ الأمريكي في سوريا
صحيفة: أوروبا لا تستطيع ملء الفراغ الأمريكي في سورياصحيفة: أوروبا لا تستطيع ملء الفراغ الأمريكي في سوريا

صحيفة: أوروبا لا تستطيع ملء الفراغ الأمريكي في سوريا

عندما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فجأة عن خططه لسحب القوات من شمال شرق سوريا، في وقت سابق من هذا الشهر، اكتشف الزعماء الأوروبيون الأمر بطريقة علنية للغاية عبر تويتر.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للصحفيين في بروكسل، الأسبوع الماضي: "اعتقدت أن الولايات المتحدة وتركيا كانتا شريكتين في الناتو، ثم اكتشفت بتغريدة أن الولايات المتحدة قررت سحب قواتها وتمهيد الطريق لتشن تركيا هجومها في المنطقة، ومثل الجميع، أدركت أن هناك قوة أخرى في حلف الناتو قد قررت مهاجمة شركاء التحالف الذي يقاتل داعش".

ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أخاف ترامب الحلفاء الأوروبيين بتهديداته بالانسحاب من سوريا من قبل، إذ أعلن في الشتاء الماضي، أن داعش قد هُزمت وأن القوات الأمريكية ستغادر قريبًا، الأمر الذي أدى لاضطرابات شديدة في فريق الرئيس الأمريكي، إذ استقال العديد من كبار المسؤولين، بمن فيهم وزير الدفاع آنذاك "جيم ماتيس"، بعد وقت قصير من تصريحاته.

وتراجع ترامب في وقت لاحق، قائلًا إن "القوات الأمريكية ستبقى إلى أن تتمكن من ضمان أن القوات الكردية التي قادت المعركة ضد تنظيم داعش، أصبحت في أمان وأن المجموعة الإرهابية قد اختفت تمامًا".

وعلى الرغم من أن هذه التهديدات كانت بمثابة علامة تحذير للأوروبيين، الذين كانوا يدركون أنه بين رغبة ترامب المعلنة في إعادة القوات الأمريكية إلى الوطن وعادته في اتخاذ قرارات متسرعة، يظل الوضع الراهن في شمال شرق سوريا هشًا، إلا أنه عندما تخلى البيت الأبيض فجأة عن سنوات من الجهود السياسية الأمريكية هذا الشهر، تُرك الحلفاء الأوروبيون في سباق للتوصل لخطة بديلة.

وقال توبياس شنايدر، زميل باحث في برلين في المعهد العالمي للسياسة العامة: "من ناحية القوة العسكرية والسياسية، تعتمد كل الجهود الأوروبية في شمال شرق سوريا على الالتزام الأمريكي. وفجأة ودون سابق إنذار، وجدت أوروبا نفسها دون دعم الأمريكان، ودون أن يكون لها أي رأي في القرار بأكمله".

في الأسابيع التي تلت ذلك، أصبح من الواضح أن الزعماء الأوروبيين الرئيسيين ليس لديهم خطة للتعامل مع الوضع، ووصف ماكرون الانسحاب وعدم استجابة الناتو بأنه "خطأ خطير من قبل الغرب وحلف الناتو في المنطقة".

اقتراح خيالي

وفي بريطانيا، كان رئيس الوزراء بوريس جونسون منشغلًا إلى حد ما بجهوده اليائسة بتأمين الموافقات اللازمة لأحدث نسخة من خطة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهذا الأسبوع، اقترحت وزيرة الدفاع الألمانية "أنيغريت كرامب-كارنباور" بشكل مثير للجدل أن تقوم برلين بإنشاء منطقة أمنية في شمال شرق سوريا.

وفي يوم الخميس، قال الأمين العام لحلف الناتو "غينس ستولتنبرغ"، إنه يرى المقترح كعلامة إيجابية على أن أعضاء التحالف يعملون على حل المشكلة، رغم أنه أقر "بوجود العديد من التحديات والعديد من الأسئلة التي يجب الإجابة عليها".

واجتمع وزراء دفاع حلف الناتو في بروكسل، يوم الخميس، وقبل الاجتماع، سأل الدبلوماسيون عن خطة ألمانيا وقالوا إنهم يتطلعون إلى معرفة المزيد عنها من أنيجريت، لكن العديد أشاروا إلى أنها "لم تكسب دعمًا حقيقيًا حتى من داخل ألمانيا".

ووصف شنايدر، اقتراح أنيجريت بأنه "خيالي"، وقال إنها ربما قدمت هذا الاقتراح لجذب الانتباه في داخل ألمانيا، حيث تعتبر خليفة محتملة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، التي تعتزم التنحي في عام 2021 في نهاية ولايتها.

وأشار شنايدر إلى أنه "بغض النظر عن المقترحات العسكرية التي يتم تقديمها الآن، لم يعد هناك ما يمكن للأوروبيين فعله بمجرد سحب ترامب للقوات الأمريكية".

والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في روسيا، هذا الأسبوع، حيث اتفقا على القيام بدوريات مشتركة على الحدود السورية ضد المقاتلين الأكراد، مما قلل من احتمالية تورط أوروبا وأمن فوزًا كبيرًا لكل منهما، حيث اقترب أردوغان خطوة أخرى من هدفه المتمثل في التخلص من الأكراد وضمن بوتين دورًا كبيرًا في مستقبل سوريا، تاركين أوروبا بمكانة أقل أهمية في المنطقة.

هاجس تغريدات ترامب

يقول جيم تاونسند، نائب مساعد وزير الدفاع السابق للسياسة الأوروبية وحلف شمال الأطلسي: "لا أعتقد أن الاتحاد الأوروبي أو أي دولة أوروبية أخرى لديها خطة يمكن اقتراحها"، مشيرًا إلى أن الأسابيع الأخيرة شهدت "مزيدًا من الحذر بشأن اعتماد نهج جديد بسبب المخاوف من تغيير ترامب للسياسة الأمريكية مرة أخرى فجأة".

وأوضح: "لا تريد أي دولة أوروبية أن تكتشف بعد أسبوع أنها تورطت في أزمة جديدة؛ لأن ترامب نشر تغريدة أخرى".

فبعد الإعلان عن انسحاب القوات الأمريكية، قدم ترامب أفضل الأمنيات لأي شخص يريد المساعدة في حماية الأكراد، وقال على تويتر: "آمل أن يبلي الجميع بلاءً حسنًا، فنحن على بعد 7 آلاف ميل!"

ويضيف قرب أوروبا الجغرافي من سوريا لقلق الأوروبيين، كما يتم احتجاز العديد من المقاتلين المتطرفين الأوروبيين وعائلاتهم في السجون ومراكز الاعتقال في المناطق التي يسيطر عليها الأكراد، مما يثير مخاوف أوروبية من عودتهم إلى أوروبا إذا تمكنوا من الهرب.

وتحرص الدول الأوروبية أيضًا على تجنب المزيد من حركات النزوح الجماعي في سوريا، والذي قد يؤدي إلى أزمة لاجئين كبيرة أخرى في أوروبا.

واختتم تاونسند: "أوروبا ليس لديها خطة جاهزة ولا نفوذ. والروس والإيرانيون والأتراك وبشار الأسد هم من يتخذون القرارات في سوريا".

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com