واشنطن بوست: 9 نقاط مربكة في خطاب الرئيس ترامب حول سوريا
واشنطن بوست: 9 نقاط مربكة في خطاب الرئيس ترامب حول سورياواشنطن بوست: 9 نقاط مربكة في خطاب الرئيس ترامب حول سوريا

واشنطن بوست: 9 نقاط مربكة في خطاب الرئيس ترامب حول سوريا

مضى أكثر من أسبوعين على تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القاضي بسحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا، ما مهد الطريق لغزو تركي أدى إلى تحول جذري بتوزيع السلطة في المنطقة.

ومنذ اتخاذ الرئيس الأمريكي لهذا القرار، تراجع نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بشكل كبير، وفي وسط الفوضى، برزت روسيا كأكثر الرابحين، حيث رحبت بأذرع مفتوحة بدورها الجديد كوسيط قوة رئيس بين سوريا وتركيا.

ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، ناقش ترامب التطورات الأخيرة في سوريا من غرفة الاستقبال الدبلوماسية في البيت الأبيض، يوم الأربعاء، وأعلن أنه سيرفع العقوبات الأمريكية عن تركيا بعد أن أعلن المسؤولون الأتراك ما وصفه بأنه وقف دائم لإطلاق النار.

وفي خطابه الذي استغرق 15 دقيقة، أدلى ترامب بالعديد من التصريحات المتناقضة والمربكة، فعلى سبيل المثال، ادّعى أن الولايات المتحدة كان من المفترض عليها أن تبقى في سوريا لمدة "30 يومًا" ولكنها بقيت بدلًا من ذلك لمدة عقد تقريبًا، على الرغم من أن الولايات المتحدة نشرت قواتها هناك لأول مرة في العام 2015.

وتستعرض الصحيفة الأمريكية عددًا من تصريحات الرئيس دونالد ترامب التي أربكت العالم:

الولايات المتحدة وحدها

وصف ترامب اتفاقية وقف إطلاق النار التركية في شمال شرق سوريا بأنها "دائمة" وقال إنه سيتم رفع العقوبات، مشيرًا إلى أن الأمر كان نتيجة جهود "الولايات المتحدة وحدها وليس أي دولة أخرى".

إلا أنه قبل يوم واحد فقط، التقى القادة الروس والأتراك في سوتشي، وهو منتجع روسي يطل على البحر الأسود، واتفقوا على خطة من شأنها أن تمنحهم السيطرة على الأراضي التي كانت تخضع لسيطرة القوات الكردية المدعومة من الولايات المتحدة قبل أيام، وهي إشارة إلى ضعف النفوذ الأمريكي في هذا الوضع.

وعلى الرغم من وصف وقف إطلاق النار بأنه "دائم"، عاد ترامب للتشكيك بوصفه هو، وقال إنه لا يمكن وصف أي شيء في المنطقة بأنه دائم.

منطقة آمنة

تستضيف تركيا ملايين اللاجئين السوريين، ومع مواجهة أردوغان ضغوطًا اقتصادية متزايدة في الداخل، اقترح الرئيس التركي إعادة توطين السوريين عن طريق إنشاء منطقة آمنة على طول الجانب السوري من الحدود التركية السورية.

وأعرب المدافعون عن حقوق الإنسان عن مجموعة واسعة من المخاوف بشأن هذه الخطة، فهم قلقون من أن اللاجئين سيُعادون قسرًا إلى منطقة حرب، وأن المنطقة الآمنة لن تكون آمنة للعائدين، مشيرين إلى أن أردوغان لديه دوافع بديلة، ويأمل باستخدام اللاجئين للقضاء على معاقل الأكراد عن طريق إرسال السوريين من جميع المناطق والمجموعات العرقية المختلفة إلى المنطقة التي تسيطر عليها الأغلبية الكردية.

وأشار ترامب إلى هذه الخطط، يوم الأربعاء، قائلًا إن الولايات المتحدة ساعدت بتحقيق منطقة أكثر أمانًا بين تركيا وسوريا، وقال:"ننشئ منطقة آمنة بعرض 20 ميلًا، ونأمل أن تصبح هذه المنطقة آمنة، بعدما قُتل فيها آلاف الأشخاص على مر السنين".

ويقول المدافعون عن حقوق الإنسان إن لديهم سببًا وجيهًا للتساؤل عما إذا كانت"هذه المنطقة ستصبح آمنة"، إذ يقلقون من أن تتحول هذه المناطق الآمنة إلى "مصائد مميتة".

رمل ملطخ بالدماء

قال ترامب، يوم الأربعاء، إنه لم يكن من المفترض أن تبقى القوات الأمريكية في سوريا طوال هذه المدة، وإن واشنطن قامت "بخدمة رائعة، وأدت عملًا عظيمًا للجميع هناك، ونحن الآن في طريقنا للخروج، دعوا شخصًا آخر يقاتل على هذا الرمل الملطخ بالدماء".

واعتاد ترامب وصف سوريا بأنها "رمال"، وقال في وقت سابق من هذا الشهر:"سوريا لديها الكثير من الرمال التي يمكنها اللعب بها"، وفي يناير، قال:"رمال وموت، هذا ما نتحدث عنه".

ومع ذلك على عكس هذه التصريحات، الصحارى السورية ليست رملية، بل غبارية وشبه قاحلة.

اللواء مظلوم

كشف ترامب، أمس الأربعاء، أنه تحدث مع القائد الكردي السوري الجنرال مظلوم عبدي الذي قال إنه ممنون جدًا لما قامت به الولايات المتحدة.

وقال ترامب:"كان اللواء ممتنًا وشاكرًا للغاية، وأجرينا حديثًا رائعًا، وأنقذنا أرواح العديد من الأكراد، وهو يدرك ذلك".

ومن جانبه أكد مصطفى بالي، المتحدث الرسمي للقوات الديمقراطية السورية، هذه المزاعم، حيث نشر تغريدات لتعليقات نسبها إلى اللواء مظلوم، والتي شكر فيها ترامب على "جهوده الدؤوبة التي أوقفت الهجوم التركي الوحشي والجماعات الجهادية على شعبنا"، كما كتب أن ترامب "وعد بالحفاظ على الشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية والدعم طويل الأجل في مختلف المجالات".

ولم يتضح بعد ما حدث بالضبط خلال المكالمة، ولكن هذه تعد تطورات مذهلة بالنظر إلى أن المسؤولين الأكراد قد اتهموا ترامب مرارًا وتكرارًا بالتخلي عنهم في سوريا، وقبل 3 أيام فقط قال "بالي" على تويتر إن ترامب يشجع "حملة إبادة جماعية مستمرة".

سجناء داعش

تشرف القوات الكردية على شبكة من مراكز الاحتجاز التي تضم المتطرفين المشتبه بهم وعائلاتهم، بما في ذلك العديد من الأجانب، وادّعى ترامب، يوم الأربعاء، أن "مظلوم" أخبره أن مراكز الاحتجاز آمنة.

وقال ترامب:"الجنرال مظلوم أكد لي أن أفراد داعش تحت حراسة مشددة للغاية، وأن منشآت الاحتجاز تعمل بكامل قوتها، ويعتبر عدد الهاربين قليلًا نسبيا، وتمت إعادة أسر معظمهم".

إلا أن كلًا من وزير الدفاع "مارك إسبر" والمبعوث الأمريكي الخاص لسوريا والتحالف العالمي لهزيمة داعش "جيم جيفري"، قد صرَّحا مؤخرًا بأن ما لا يقل عن 100 من مقاتلي داعش قد فروا من منشآت الاحتجاز في المنطقة، بل جاءت تصريحات جيفري قبل ساعة واحدة فقط من تصريحات ترامب التي قللت من المخاوف المتعلقة بالوضع المتوتر في سوريا.

هزيمة داعش

قال ترامب، أمس الأربعاء، إن"القوات الأمريكية هزمت خلافة داعش بالكامل خلال العامين الماضيين".

ومع ذلك، حذّرت كل من وكالات الاستخبارات والمخابرات الأمريكية والأوروبية مرارًا وتكرارًا من أن تنظيم داعش، لم يُهزم بالكامل، وأنه على الرغم من فقدان التنظيم السيطرة على الأراضي التي اجتاحها سابقًا، لا يزال لديه الكثير من التابعين، بما في ذلك العديد من النساء في معسكرات الاعتقال في سوريا.

كما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في أغسطس، أن داعش لا يزال لديه ما يصل إلى 18 ألف مقاتل في العراق وسوريا.

ولم تكن القوات الأمريكية الوحيدة التي طردت داعش من سوريا والعراق، فكما أوضح ترامب فيما بعد، ضحى السوريون والعراقيون بأكبر عدد من القوات خلال العمليات العسكرية ضد داعش، وخسروا 10 آلاف مقاتل كردي سوري خلال القتال ضد داعش، بالإضافة إلى الجنود العراقيين والمدنيين من كلا البلدين الذين قُتلوا وجُرحوا ونزحوا على مدار الصراع.

نزاعات قديمة

حاول ترامب تبرير قرار انسحاب القوات الامريكية، أمس الأربعاء، بالإشارة إلى أن القوات الأمريكية تموت"في خضم النزاعات الطائفية والقبلية القديمة".

وتتجاهل هذه الرواية كيف أدت التدخلات الأمريكية والغربية في المنطقة، مثل حرب العراق، إلى تعطيل الديناميكيات السياسية والاجتماعية والاقتصادية بالكامل والتأثير عليها، مما أدى إلى اندلاع الصراعات التي يسخر ترامب منها الآن بانتظام.

إنفاق 8 تريليونات دولار

ادّعى ترامب، أمس الأربعاء، أن الولايات المتحدة"أنفقت 8 تريليونات دولار على الحروب في الشرق الأوسط"، وهي زيادة عن تقديراته السابقة بأن واشنطن أنفقت بالفعل 6 أو 7 تريليونات دولار على هذه الصراعات، وتختلف الدراسات التي تقدر النفقات الأمريكية على هذه الصراعات، ولكن الخبراء يقولون إنه من المستبعد أن يصل حجم الإنفاق إلى هذا القدر المبالغ فيه.

التهاني

وقال ترامب إنه"من المبكر جدًا أن أتلقى التهاني"، ولكنه سبق أن هنأ نفسه مرارًا وتكرارًا على "النجاح الكبير"، حتى وهو يواجه انتقادات متزايدة في داخل البلاد، وحتى من أعضاء حزبه.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com