إسرائيل.. مهمة غانتس تتعقد في ظل تمسك أحزاب اليمين بنتنياهو
إسرائيل.. مهمة غانتس تتعقد في ظل تمسك أحزاب اليمين بنتنياهوإسرائيل.. مهمة غانتس تتعقد في ظل تمسك أحزاب اليمين بنتنياهو

إسرائيل.. مهمة غانتس تتعقد في ظل تمسك أحزاب اليمين بنتنياهو

يبدو أن طريق زعيم حزب ”كحول لفان“ بيني غانتس، إلى رئاسة وزراء إسرائيل تتعقد في بداية الطريق، فرغم أن تكليفه بتشكيل الحكومة بات أمرًا شبه واقع، بعد إعلان  زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو، فشله في المهمة، إلا أن الأحزاب اليمينية الوازنة تتمسك برئيس الوزراء السابق.

وتوجه هارئيل توفي، السكرتير العام لمكتب الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين، لرؤساء الأحزاب اليمينية – الدينية الممثلة بالكنيست، لاستطلاع آرئهم بشأن انتقال التكليف إلى بيني غانتس.

 ويبدو أن الخطوة لم تجد معارضة من قبل هذه الأحزاب، ما يعني أن مراسم انتقال التكليف لغانتس ستجرى غدًا الخميس بشكل رسمي.

وذكر موقع "سيروغيم" الإخباري العبري، مساء الثلاثاء، أن قادة كتلة اليمين - وهي الكتلة التي تدعم نتنياهو - أرسلوا في المقابل خطابات إلى مكتب الرئيس، جاء فيها أنهم لن يتقدموا بالتماسات ضد خطوة نقل التكليف نفسها، بيد أنهم ما زالوا يتمسكون بتوصيتهم الأولى بشأن أحقية نتنياهو بتشكيل الحكومة.

وتتشكل كتلة اليمين التي يقودها نتنياهو من أحزاب "الليكود" بواقع 32 مقعدًا، وقائمة "يمينا" التي تتشكل من ثلاثة أحزاب يمينية متطرفة تمثل التيار القومي والصهيونية الدينية، وكانت قد حققت في انتخابات 17 أيلول/ سبتمبر الأخير 7 مقاعد، إضافة إلى الحزبين الحريديين، "شاس" بواقع 9 مقاعد، و"يهدوت هاتوراه" بواقع 7 مقاعد، باجمالي 55 مقعدًا.

اليمين لن يتنازل

ورد قادة حزب "اليمين الجديد"، وزيرة العدل السابقة أيليت شاكيد، ووزير التعليم السابق نفتالي بينت، وهو الحزب الذي يقود قائمة "يمينا"، على مكتب الرئاسة بأن مرشحهم لرئاسة الوزراء يظل زعيم "الليكود" بنيامين نتنياهو.

الرد نفسه تبناه الحزبان الحريديان "شاس" و"يهودوت هاتوراه" في خطاب أرسلاه إلى توفي، أكدا فيه أن قادة الحزبين يتمسكون بموقفهم الخاص بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة، رغم إعلان فشله في هذه المهمة.

ونقل الموقع جانبًا من خطاب حزب "يهدوت هاتوراه"، ممثل القطاع الحريدي الأشكنازي، أنه "مثلما أوصى الرئيس بتكليف نتنياهو، فإن كتلة يهدوت هاتوراه ما زالت ترى أنه ينبغي تكليفه بهذه المهمة"، مضيفًا: "موقفنا هذا لم يتبدل حتى اليوم، وهذا بناء على موقف كتلة اليمين التي تتشكل من 55 نائبًا اتحدوا معا".

وكتب آرييه درعي، زعيم حزب "شاس" ممثل القطاع الحريدي الشرقي، أن "موقف الحزب لم يتغير، حيث يتمسك بتوصيته السابقة بتكليف نتنياهو بتشكيل الحكومة".

غانتس ومهمة مستحيلة

وأعلن غانتس أمس الأول الاثنين، عقب إعلان فشل نتنياهو، أنه سيبدأ حوارًا مع جميع الأحزاب الممثلة بالكنيست، بما في ذلك الداعمة لنتنياهو، كما قال إنه منفتح على الحوار مع "الليكود" ضمن مساعيه لتشكيل حكومة وحدة وطنية بالتناوب، يتولى هو رئاستها لعامين، قبل أن يعود نتنياهو إلى مكتب رئيس الوزراء في العامين الأخيرين.

ويعني رد الأحزاب اليمينة – الدينية على استطلاع الرئيس ريفلين الذي يعتزم نقل التكليف لغانتس، الخميس، أن هذا الأخير لن يمكنه اللجوء إلى هذه الأحزاب، ولا سيما إلى الحزبين الحريديين، وأنه سيتعين عليه الذهاب في مسار آخر خلال المفاوضات التي سيخوضها خلال 28 يومًا هي مدة تكليفه، وسيعتمد بالأساس على موقف وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان.

وتعتمد التقديرات التي ترجح فشل غانتس في مهمته أيضًا على المعطيات السابقة، فضلًا عن موقف كتلة اليسار – المركز، والتي تتشكل من أحزاب هي: "أزرق أبيض" بواقع 33 مقعدًا، وقائمة "العمل – غيشر" بواقع 6 مقاعد، وقائمة "المعسكر الديمقراطي" التي حققت 5 مقاعد، أي أن الحديث يجري عن كتلة هشة لا يدعمها سوى 44 نائبًا.

شهور من الجمود

وتعد خطوة تشكيل غانتس لحكومة أقلية محتملة، مدعومة بأربعة أحزاب عربية، تشكل "القائمة العربية المشتركة"، وهي القائمة التي تمتلك 13 مقعدًا بالكنيست، التوجه الذي يخشاه "الليكود" والأحزاب الداعمة له.

وسيعمد الليكود وحلفاؤه إلى استغلال هذه النقطة لـ"تكسير عظام" خصومه في "أزرق أبيض"، فيما يبقى حزب "إسرائيل بيتنا" صاحب المقاعد الثمانية، شوكة في حلق الكتلة اليمينية – الدينية، مع أن غالبية المراقبين يستبعدون إمكانية انضمامه لغانتس.

وبإمكان حالة الجمود السياسي في إسرائيل أن تستمر لشهور طويلة إضافية، حيث نشر موقع "سيروغيم" استطلاعًا للرأي، حول ما سيحدث لو تم اللجوء لانتخابات ثالثة حال فشل غانتس أيضًا، وتبين أن النتائج متقاربة للغاية مع تلك التي حدثت بالفعل إبان انتخابات الكنيست التي أجريت الشهر الماضي، حيث لن يتمكن نتنياهو ولا غانتس من تحقيق التأييد الكافي لتشكيل الحكومة، والذي ينبغي ألا يقل عن 61 نائبًا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com