الانتخابات الكندية.. نتائج أولية تتيح لترودو تشكيل حكومة أقلية
الانتخابات الكندية.. نتائج أولية تتيح لترودو تشكيل حكومة أقليةالانتخابات الكندية.. نتائج أولية تتيح لترودو تشكيل حكومة أقلية

الانتخابات الكندية.. نتائج أولية تتيح لترودو تشكيل حكومة أقلية

أفادت تقديرات عدد من محطات التلفزة الكندية بأنّ الليبيراليين بزعامة رئيس الوزراء المنتهية ولايته جاستن ترودو سيفوزون بالانتخابات الفدرالية التي جرت الاثنين وسيتمكنون من تشكيل الحكومة المقبلة.

وحسب قناتي "تي في إيه" و"سي تي في" فإنّ الليبراليين سيحصلون على 139 من أصل 338 مقعدًا في برلمان أوتاوا يليهم أندرو شير والمحافظون بـ99 مقعداً؛ ما يعني أنّ الليبراليين سيكونون قادرين على تشكيل حكومة أقليّة.

بدأ الناخبون الكنديون الاثنين الإدلاء بأصواتهم في انتخابات تشريعية يقررون خلالها من سيتولى تشكيل الحكومة المقبلة، رئيس الوزراء المنتهية ولايته جاستن ترودو الذي أضعفته عدة فضائح أم المحافظ الشاب أندرو شير.

وفُتحت مراكز الاقتراع الأولى في مقاطعة نيوفاوندلاند ولابرادور (شرق) الساعة الـ08:30 بالتوقيت المحلي الـ(11,00 ت غ). وفي بلد يمتدّ على ستّ مناطق زمنية، يدلي آخر الناخبين بأصواتهم في مقاطعة كولومبيا البريطانية (شرق) حتى الساعة الـ 02,00 ت غ (الثلاثاء) لكن يُتوقّع صدور النتائج الأولى الاثنين بدءًا من الساعة الـ 23,00 ت غ.

وبعد حملة انتخابية طويلة وشاقة اقترع ترودو في مونتريال برفقة زوجته وأولاه الثلاثة من دون أن يدلي بأي تصريح. وسيدلي منافسه بصوته في ريجينا في ولاية ساسكاتشوان.

ودُعي حوالى 27,4 مليون كندي لانتخاب 338 نائبًا عقب حملة انتخابية غالبًا ما شهدت توترات. وإذا صدقت استطلاعات الرأي، يرتقب أن يضع الكنديون حدًّا للأكثرية المطلقة التي كان يتمتع بها رئيس الوزراء المنتهية ولايته منذ انتصاره المفاجئ عام 2015.

فالحملة الانتخابية انتهت كما بدأت منذ أربعين يومًا: تعادل شبه كامل في نوايا التصويت بين الحزبين الكبيرين اللذين يتعاقبان على الحكم منذ 1867. وهو أمر لم يسبق له مثيل منذ عقود، حسب مراقبين.

وأعطت استطلاعات الرأي الأخيرة الحزب الليبرالي (وسط) بزعامة ترودو بين 31 و34% من نوايا التصويت فيما تمنح المحافظين (يمين) بين 32 و33%. وحسب التوقعات، هذه الأرقام لن تسمح لأي من الحزبين بتجاوز عتبة الـ170 مقعدًا التي تضمن الأكثرية المطلقة.

وقال ميشال ميسرس المقيم في مونتريال، إنه اقترع للمعسكر الليبرالي لكن عن غير قناعة.

وأوضح "فضّلت أن أقترع لتجنّب قيام حكومة أقلية" مؤكدًا أنه يميل لليسار، موضحًا "لا أحبّذ تولي المحافظين السلطة".

في المقابل قال موراي لاتزر المقيم في ريجينا، معقل شير، إنه اقترع للمحافظين.

وأوضح "لا أريد أن يهيمن الليبراليون لأربع سنوات إضافية".

ميزة صغر السن 

في حال تشكيل حكومة أقلية، ينبغي على رئيس الوزراء - أكان ليبراليًّا أم محافظًا- أن يعتمد على دعم أصغر الأحزاب للحصول على أكثرية في مجلس العموم.

ومن بين هذه الأحزاب، الحزب الديمقراطي الجديد (يسار) بزعامة جاغميت سينغ الذي حصل على 20% من نوايا التصويت أو حزب "الكتلة الكيبكية" الاستقلالي بزعامة إيف فرانسوا بلانشي الذي تمكن من وضع المشاكل الكبيرة لمقاطعة كيبك في صلب النقاش الفدرالي.

ولا يقدّم هذا الحزب مرشحين إلا في المقاطعة الناطقة بالفرنسية التي تمثّل وحدها قرابة ربع النواب (78 مقعدًا) في البرلمان الكندي إذ يمكن أن يضع حزب الكتلة عقبات أمام الليبراليين.

وآخر حزب كبير يخوض المنافسة هو حزب الخضر بزعامة إليزابيث ماي الذي واجه صعوبات لإيصال رسالته المتعلقة بحال الطوارئ المناخية، رغم أن مسألة البيئة كانت من بين المواضيع الأساسية في المناظرات.

ولم يعد يتمتع ترودو البالغ 47 عامًا بميزة صغر السن إذ إن شير وسينغ يبلغان 40 عامًا، ولا بميزة الحداثة التي ساهمت في وصوله إلى السلطة عام 2015 أمام المحافظ ستيفن هاربر، الأمر الذي فاجأ الجميع.

ينهي الليبرالي ولايته بعد أن أضعفتها فضائح عدة. فقد تراجعت شعبيته إثر قضية تدخل سياسي في آلية قضائية وأساءت إلى سمعته صور نُشرت في خضمّ الحملة الانتخابية، تُظهره متنكرًا بشكل رجل أسود.

تشويق

طوال مدة الحملة الانتخابية، دافع ترودو عن إنجازاته: تحقيق اقتصاد متين وتشريع الحشيشة وفرض ضريبة على الكربون واستقبال عشرات آلاف اللاجئين السوريين وتوقيع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.

في المقابل، يَعد شير بإعادة التوازن في الميزانية وبخفض الضرائب مع هدف بسيط: "إعادة المال إلى جيوب الكنديين".

وحاول المحافظ الشاب، وهو أب لخمسة أطفال، تعويض صورته القاتمة بعض الشيء بهجمات مباشرة ضد ترودو.

إلا أنه نال نصيبه من الجدالات: معارضة شخصية للإجهاض والكشف المتأخر عن جنسيته المزدوجة الكندية والأمريكية وشبهات برعاية حملة تشويه ضد خصمه ماكسيم بيرنييه.

وقبل ساعات من نتائج الانتخابات التشريعية، يبدو التشويق في أوجّه. وينصّ النظام الانتخابي الكندي على أن رئيس الوزراء المنتهية ولايته يمكن أن يبقى في منصبه حتى لو لم يحصل حزبه على أكثرية المقاعد، على أن يجمع أكثرية الأصوات خلال تصويت الثقة في مجلس العموم.

وانتقد شير استباقيًّا هذا الاحتمال متهمًا ترودو بالتفاوض في الكواليس مع الحزب الديمقراطي الجديد للبقاء في الحكم حتى لو خسر حزبه في الانتخابات.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com