دعوات لإعادة هيكلة الشرطة الإسرائيلية إثر واقعة تحرش جديدة
دعوات لإعادة هيكلة الشرطة الإسرائيلية إثر واقعة تحرش جديدةدعوات لإعادة هيكلة الشرطة الإسرائيلية إثر واقعة تحرش جديدة

دعوات لإعادة هيكلة الشرطة الإسرائيلية إثر واقعة تحرش جديدة

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية النقاب صباح اليوم الخميس، عما وصفته فضيحة جديدة في القيادة العليا لجهاز الشرطة، بعد تورط ضابط كبير بالإدارة العامة للجهاز، يحمل رتبة لواء، في واقعة تحرش جنسي، وذلك بعد أسبوع واحد من خضوع نائب القائد العام لجهاز الشرطة الإسرائيلية نيسيم مور للتحقيقات، على خلفية تورطه في قضية تحرش جنسي بإحدى الشرطيات.

وقالت الصحيفة أن ما يحدث ينذر بإنهيار الشرطة الإسرائيلية، على الرغم من إعلان القائد العام يوحنان دانينو عن عمليات تطهير واسعة سيقوم بها قبيل خروجه من منصبه في أعقاب الإعلان عن حكومة جديدة. ومن جانب آخر تعالت الأصوات التي تطالب بإعادة هيكلة شرطة الإحتلال، بعد ما تم وصفه بـ"أزمة أجيال" يشهدها الجهاز.

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الإدارة العامة للشرطة تضم في الغالب ستة عشر ضابطا برتبة لواء، ولكنها في ضوء الفضائح الأخيرة، والتي كانت آخرها فضيحة مور، تضم حاليا ثلاثة عشر ضابطا فقط، يحملون هذه الرتبة. ونقلت الصحيفة عن مصادر رفيعة المستوى أن "الكشف عن القضايا الأخيرة جاء بناء على وشاية من ضباط كبار، كانوا قد تورطوا في الماضي بدورهم في قضايا مماثلة، محاولين الآن تطهير ضمائرهم وإغلاق صفحات الماضي".

كما نقلت الصحيفة عن القائد العام لشرطة الاحتلال، أن وحدة التحقيقات الشرطية استدعت ضابطا كبيرا بالأمس بغرض التحقيق معه، وأنه ينبغي إنتظار النتائج. مضيفا أنه منذ توليه منصبه "اتبع سياسات صارمة وغير متهاودة فيما يتعلق بالمعايير والقيم الشرطية"، ومحاربا بكل جدية عمليات التحرش الجنسي التي تشهدها الشرطة.
وبحسب الصحيفة، فقد صدرت أوامر لجميع الضباط بضرورة إبلاغ قادتهم بأي معلومات عن وقائع تحرش جنسي ضد زميلاتهم في الجهاز، وإلا سيتهمون بالتستر على الجناة. كما صدرت أوامر للشرطيات بضرورة إبلاغ رؤسائهن في العمل، حال تعرضن لأي نوع من التحرش.

وقد توجهت خمس شرطيات بالأمس لوحدة التحقيقات الشرطية، وأدلين بشهادتهن أمام المحققين حول محاولات ضابط كبير بالإدارة العامة للجهاز التحرش بهن جنسيا طوال السنوات الماضية، وأنهن كن يخفين هذا الأمر لشعورهن بالحرج أو الخوف. وتبين أن الشرطيات لا تربطهن علاقة ببعضهن البعض، ولكنهن جميعا خدمن تحت قيادته في مواقع مختلفة، ما أكد الشكوك حول تورطه في الإتهامات المنسوبة إليه، ما يرجح أنه سيُقال من منصبه، ليلحق بضباط آخرين يحملون رتبة لواء، تمتم إقالتهم على خلفية قضايا تحرش جنسي.

وقبل يومين، تم كشف النقاب عن توجه إحدى الشرطيات إلى وحدة التحقيقات لتبلغ عن واقعة مماثلة، متهمة هذه المرة ضابطا يحمل رتبة عميد، ويتولى قيادة إحدى المراكز الشرطية في المنطقة الجنوبية. وقالت الشرطية في شهادتها، طبقا للصحيفة، أن الضابط الكبير الذي لاحظ عليها علامات الحمل، طلب منها ممارسة الجنس، وطلب منها أيضا أن ترسل له صورها عارية لأنه "يحب أن يراها هكذا في شهرها الخامس من الحمل". كما اتهمت قائدها المباشر في الوحدة، وهو ضابط أقل رتبة، بمحاولة الإعتداء عليها، ومعاملتها بطريقة لا أخلاقية.

كان نائب القائد العام للشرطة الإسرائيلية نيسيم مور، قد أقيل من منصبه الأسبوع الماضي بعد تورطه في واقعة تحرش جنسي، وذلك بعد أسبوع واحد من إستقالة قائد شرطة قطاع يهودا وشمرون (الضفة الغربية)، اللواء كوبي كوهين، إثر إرتكابه أفعال فاضحة مع إحدى الموظفات. وفي وقت سابق وجهت اتهامات لقائد قطاع القدس المحتلة، لواء الشرطة نيسان شاحام، بإقامة علاقات جنسية مع عدد من الشرطيات اللواتي كن تحت إمرته. وبناء على الإتهام، أُقيل شاحام من الشرطة، بقرار من وزير داخلية الإحتلال يتسحاق أهارونوفيتش، وبتوصية من القائد العام للشرطة يوحنان دانينو.

ووُجهت اتهامات بالفساد لقائد وحدة (لاهاف)، أو الوحدة 433، المكلفة بالجرائم الخطرة والدولية، ما أدى في النهاية إلى تقاعده. كما شهد جهاز شرطة الإحتلال خلال العامين الماضيين واقئع مماثلة، منها ما يتعلق بقائد القطاع الأوسط بالشرطة الإسرائيلية، لواء برونو شتاين، وقائد قطاع شرطة القدس المحتلة السابق أيضا، لواء الشرطة يوسي بارينتي.

وبدورها نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" صباح اليوم الخميس عن سوزي بن باروخ، الخبيرة في علم الجريمة، والتي خدمت أيضا لسنوات في شرطة الإحتلال، أن الأمر يتعلق بـ"أزمة أجيال"، وأن الجيل الجديد من الضباط على وعي بالقوانين والمحاذير التي يفرضها العمل الشرطي، لذا فهم لا يقدمون على مثل هذه الأفعال على خلاف الضباط الكبار.

وأضافت بن باروخ: "هناك جيل كامل من المسئولين والضباط الكبار في الشرطة فقد مستقبله المهني، وبات من المستحيل أن يتولى يوما منصب القائد العام للشرطة"، مطالبة بالإستعانة بأحد لواءات الشرطة المتقاعدين، حتى ولو كان قد بلغ السبعين من عمره، لكي يضع خطة كاملة لإعادة هيكلة وبناء الجهاز من جديد.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com