لماذا لم يعلن نتنياهو فشله في تشكيل الحكومة الإسرائيلية؟
لماذا لم يعلن نتنياهو فشله في تشكيل الحكومة الإسرائيلية؟لماذا لم يعلن نتنياهو فشله في تشكيل الحكومة الإسرائيلية؟

لماذا لم يعلن نتنياهو فشله في تشكيل الحكومة الإسرائيلية؟

تساءلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية اليوم الجمعة، عن أسباب امتناع رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو حتى اللحظة، عن إعادة التكليف الرئاسي الذي تلقاه عقب انتخابات الكنيست، والخاص بتشكيل الحكومة الخامسة والثلاثين في تاريخ البلاد، على الرغم من الظروف التي توحي بأنه أمام مهمة مستحيلة.

وتلقى نتنياهو تكليفًا رئاسيًا أواخر الشهر الماضي بتشكيل الحكومة، التي تعد الخامسة في مشواره السياسي، بعد أن اجتمع الرئيس ريؤوفين ريفلين مع رؤساء الأحزاب الممثلة في الكنيست، وتوصل إلى نتيجة بأن نتنياهو هو الأقدر على تولي هذه المهمة، على الرغم من فوز حزب كاحول لافان (أزرق أبيض) برئاسة بيني غانتس، بفارق مقعد واحد عن حزب "الليكود".

وأكدت الصحيفة عبر موقعها الإلكتروني، أن رئيس طاقم المفاوضات عن حزب "الليكود" الوزير ياريف ليفين، أكد للرئيس ريفلين أن نتنياهو سيعيد إليه التكليف حال فشل في التوصل إلى تفاهمات تقوده لتشكيل حكومة، لا سيما حكومة الوحدة التي اقترحها الرئيس بين "الليكود" و"أزرق أبيض".

ولفتت إلى أن جميع المقربين من نتنياهو أكدوا أنه سيعيد التكليف حال فشل، ولن يهدر المزيد من الوقت، وقالوا إنه طالما وجد نفسه في مأزق، سيعلن فشله بعد يومين أو ثلاثة على الأقل، مضيفة أن اليومين أصبحا أسبوعين، ومازال نتنياهو متمسكًا بعدم إعلان فشله وإبلاغ الرئيس بذلك.

امتلاك الزمام

ورأت أن نتنياهو حرص على التسويف كي يظل مسيطرًا على المشهد، حيث أراد التيقن من أن الكتلة (اليمينية – الدينية) التي يتمسك بها، لن تعمل على استبدال شخصية أخرى به في اللحظات الأخيرة، كمخرج أخير من الأزمة من شأنه أن يمنع الذهاب لانتخابات جديدة.

وقد سعى نتنياهو لانتظار مقترح رئيس حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، الذي تبين أنه لم يأتِ بجديد.

ووفق الصحيفة، لم يعد هناك أي مبرر لعدم إعلان نتنياهو إعادة التكليف، ومع ذلك، مازال يعمل على كسب الوقت، مشيرةً إلى أن هناك مصادر ترى أنه يمهد الأرض أمام خلق الظروف المثالية تحسبًا لاحتمال الذهاب لانتخابات جديدة في شباط/ فبراير 2020.

وتقدر مصادر بحزب "الليكود" أن نتنياهو هو الأكثر يقظة لسيناريو الانتخابات الجديدة، ومن هنا يأتي التسويف، حيث يقف أمام ضغوط ومخاوف هائلة تدفعه للانتظار، مع أنه لا ينتظر أي شيء محدد، مضيفةً حقيقة إدراكه أنه في اللحظة التي سيعيد فيها التكليف سيفقد السيطرة على الزمام.

عراقيل ومصالح حزبية

وتقول الصحيفة إن مهمة تشكيل الحكومة ستكون الأكثر صعوبة على الإطلاق، ليس بسبب الخريطة السياسية المستحيلة التي تشكلت في إسرائيل فحسب، لكن لأن نتنياهو وغانتس على السواء أمام مصالح تخص شخصيات أخرى داخل الحزب الذي يقف كل منهما على رأسه، وهذه الشخصيات، سواء في "الليكود" بالنسبة لنتنياهو أو "أزرق أبيض" بالنسبة لغانتس، ستضع عراقيل بالجملة أمامهما خلال مسيرة تشكيل الحكومة.

وترى الصحيفة أن أكبر العراقيل أمام أي مرشح لتشكيل الحكومة تأتيه من داخل حزبه وليس من داخل الكتل التي أعلنت دعمها له، وهنا تلقى نتنياهو مهمة تشكيل الحكومة وهو في حالة ضعف كبيرة مقارنة بأي مرة سابقة، حيث يواجه لاعبين أقوياء جدًا في معسكره، ينتظرون ليجدوا أنهم سيتحولون إلى "أشخاص زائدين عن الحاجة" في الحكومة التي ستتشكل، ومن ثم يعملون على تقويض تشكيلها.

وينطبق الأمر على غانتس، إذ إن تشكيل حكومة وحدة بالتناوب بينه وبين نتنياهو، تصطدم بشريكه يائير لابيد، الإعلامي ووزير المالية السابق، رئيس حزب "هناك مستقبل" أحد أضلاع "أزرق أبيض"، الذي كان يفترض أن يتولى هو رئاسة الحكومة بالتناوب مع غانتس، ومن ثم تعتقد المصادر أنه لن يقبل بحكومة تناوب بين نتنياهو وغانتس.

واختتمت الصحيفة بأن حتى هذه اللحظة، مازالت هناك فرصة لمنع انتخابات عامة ثالثة، وأن هناك من يعتقد بحدوث معجزة في آخر لحظة، لكن الصحيفة تعتقد أنه حتى لو حدثت هذه المعجزة فإن مصير الحكومة الجديدة لن يبدو جيدًا.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com