المدفعية الإسرائيلية تقصف محيط بلدات عدة في القطاع الشرقي من جنوب لبنان
تتجه الأنظار نحو القضايا الأفريقية التي تشكل محور اهتمام العديد من القادة والدبلوماسيين، خلال الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
ورغم أن الأزمات الدولية مثل الحرب في أوكرانيا والوضع في غزة وحالة الطوارئ في هايتي تحظى باهتمام كبير، إلا أن الملفات الأفريقية تحظى بمساحة مهمة خلال هذه الاجتماعات التي تعد منصة رئيسية لبحث القضايا العالمية، وفقا لتقرير مجلة "جون وافري".
وقالت المجلة إن أحد أبرز الملفات المطروحة هو مطلب حصول أفريقيا على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، موضحة أن هذا المطلب قديم يعود إلى عام 2005 حين اقترح الأمين العام الأسبق كوفي عنان إصلاح المجلس ليعكس التغيرات العالمية.
الأزمة السودانية
ولفتت إلى أنه يتجدد النقاش اليوم حول هذا الموضوع بدعم من دول كبرى، مثل الولايات المتحدة، التي أعربت عن تأييدها لمنح أفريقيا مقعدين دائمين، ولكن دون توسيع حق النقض (الفيتو) لهذه الدول الجديدة، ما يثير مخاوف من خلق نظام تمييزي داخل المجلس.
وبحسب المجلة، يُعد النزاع في السودان من القضايا الرئيسية على طاولة النقاشات، حيث يواصل المبعوث الأممي الخاص رمطان لعمامرة، جهوده لإيجاد حل للصراع الذي اندلع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023.
لافتة إلى أنه رغم جهود الوساطة الدولية، إلا أن التوصل إلى اتفاق سلام يبدو بعيداً في ظل استمرار القتال وسقوط أكثر من 150,000 قتيل، بحسب التقديرات الأمريكية.
وتجدر الاشارة إلى أن الدول المجاورة للسودان، مثل تشاد وجنوب السودان، تعاني من تداعيات الأزمة الإنسانية، حيث استقبلت أعداداً كبيرة من اللاجئين.
الساحل الأفريقي
وبينت المجلة إلى أنه في منطقة البحيرات العظمى، تستمر التوترات بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا بسبب دعم كل منهما لجماعات مسلحة معادية للآخر.
وأشارت إلى أن الاتهامات المتبادلة بين الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسكيدي ونظيره الرواندي بول كاغامي تعيق أي تقدم نحو المصالحة، رغم محاولات الوساطة التي تقودها أنغولا.
وأوضحت أن الاجتماعات الأخيرة التي عُقدت في لواندا بين وزراء خارجية البلدين لم تسفر عن نتائج ملموسة، حيث رفضت الكونغو خطط الحلول المقترحة بشأن نزع سلاح الميليشيات وسحب القوات من مناطق النزاع.
وعلى صعيد آخر، يشهد الساحل الأفريقي انقساماً سياسياً بين دول تحالف الساحل، الذي يضم النيجر ومالي وبوركينا فاسو، والجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس).
وأكدت المجلة أن هذا الانقسام بدأ يظهر منذ أن أخرجت الدول الثلاث نفسها من (إيكواس) وأعلنت إنشاء تحالف جديد يتبنى رؤية مختلفة للتعاون الإقليمي، مبينة أنه رغم الجهود الدولية المبذولة لتهدئة هذا التوتر، فإن الخلافات لا تزال قائمة.
وأشارت المجلة إلى توسيع التعاون بين الدول الأعضاء، بما في ذلك إنشاء جواز سفر موحد لمواطني التحالف، معتبرة هذا القرار خطوة هامة نحو تعزيز التنقل والتكامل بين دول الساحل.
الاستجابة السريعة للأزمات
يتزامن هذا مع خروج الدول الثلاث من إيكواس، حيث من المتوقع أن تُناقش تداعيات هذه الخطوة خلال الجمعية العامة، في ظل محاولات لخلق توازن جديد في العلاقات الإقليمية.
وأكدت المجلة أن هذه الدورة تعتبر فرصة للقادة الأفارقة للتعبير عن مطالبهم بشأن التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه القارة، مبينة أنه مع وجود أكثر من مليار نسمة، يشعر القادة بأن صوت أفريقيا يجب أن يُسمع بقوة في قضايا الأمن والسلام العالمي.
وتتزامن كل هذه الجهود مع ضغط دولي متزايد على المجتمع الدولي للقيام بدور فعال في حل النزاعات الأفريقية، حيث تؤكد العديد من الدول الأفريقية أهمية التعاون الدولي والاستجابة السريعة للأزمات، ولا سيما مع تزايد الأزمات الإنسانية في القارة.
وختمت المجلة بالقول، إن الجمعية العامة للأمم المتحدة تظل منصة حيوية للديبلوماسية الأفريقية، حيث تسعى الدول إلى الحصول على الدعم الدولي وتقديم قضاياها على الساحة العالمية، مؤكدة أن نجاح هذه الجهود يتطلب تنسيقاً أكبر بين الدول الأفريقية وقدرة على تجاوز الانقسامات الداخلية، بما يعزز من تأثير القارة على القرارات العالمية.