واقعة حرق المصحف.. هل تحرق أوراق انضمام السويد إلى "الناتو"؟

واقعة حرق المصحف.. هل تحرق أوراق انضمام السويد إلى "الناتو"؟

وفَّرت السويد سببًا إضافيًا جديدًا من "العيار الثقيل"، لأنقرة كي تضع المزيد من العراقيل أمام انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو"، عبر السماح بإقامة تظاهرة في ستوكهولوم شهدت حرق نسخة من القرآن الكريم.

ومن المرجح أن حرق المصحف على يد السياسي اليميني المتشدد "راسموس بالودان"، الذي يحمل الجنسيتين السويدية والدنماركية، سيجعل ملف مفاوضات انضمام السويد لـ"الناتو" أكثر تعقيدًا، خاصة أن أنقرة كانت قد وضعت شروطًا للموافقة على الطلب السويدي حتى قبل الواقعة الأخيرة.

وكانت السويد تقدمت بطلب للانضمام إلى الناتو بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لكنها تحتاج إلى موافقة عضو الحلف تركيا، التي كانت اشترطت على ستوكهولم تسليمها من وصفتهم بـ"إرهابيين" من حزب العمال الكردستاني، وآخرين تتهمهم بـ"التورط في انقلاب 2016"، بحسب أنقرة.

أخبار ذات صلة
على خلفية مظاهرة "حرق المصحف".. تركيا تلغي زيارة وزير الدفاع السويدي

حرية تعبير.. لكن بشروط

ورغم أن السويد، التي منحت الترخيص لبالودان، للقيام بالتظاهرة أمام السفارة التركية، أدانت حرق نسخة من القرآن واعتبرته "استفزازًا"، لكن ذلك لم يشفع لها لدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي يقود حزب العدالة والتنمية الحاكم، صاحب التوجه الإسلامي كما يقدم نفسه.

متظاهرون أتراك ينددون بإحراق نسخة من القرآن الكريم في السويد
متظاهرون أتراك ينددون بإحراق نسخة من القرآن الكريم في السويد

وتضمن قوانين السويد مبدأ حرية التعبير، لكن ذلك ينتفي في عدة حالات، ومنها إذا أدت حرية التعبير إلى تهديد الأمن القومي للبلاد، أو تسببت في الإساءة لسمعة وحقوق الآخرين، وكذلك عندما تستخدم حرية التعبير للتحريض ضد جماعات عرقية أو أقليات.

وترى حسابات ومواقع تركية أن "هذه الحالات التي تحظر فيها حرية التعبير، قد تحققت في التظاهرة الأخيرة، فهي وضعت مصاعب أمام انضمام السويد للناتو، وبالتالي يعد ذلك بمثابة تهديد لأمنها القومي، كما أنها أساءت لسمعة ملايين المسلمين وأهانت مقدساتهم، بأسلوب أرعن" بحسب وصفها.

وتخلص تلك الحسابات إلى القول إن "السلطات السويدية كان بوسعها منع التظاهرة بالاستناد إلى قوانينها، وإن التذرع بمبدأ حرية التعبير في واقعة كهذه، غير مقنعة" على حدّ قولها.

وذكرت وكالة "الأناضول" التركية الرسمية، أن "واقعة حرق نسخة من القرآن مؤخرًا لا تعد الأولى، بل ثمة وقائع مماثلة جرت خلال سنوات سابقة"، في إشارة إلى أن الموافقة السويدية الرسمية للتظاهرة الأخيرة ليست طارئة أو جديدة وإنما تأتي في سياق "سياسة ممنهجة".

أخبار ذات صلة
تركيا ترجئ اجتماعًا مع السويد وفنلندا بشأن انضمامهما إلى "الناتو"
"لا ينبغي للسويد أن تتوقع دعم تركيا لملف انضمامها إلى الناتو، والتجديف لا يجب الدفاع عنه على أنه حرية تعبير"
رجب طيب أردوغان

"لن تتسامح"

إلى ذلك، تشير تقارير إلى أن تركيا لا يمكن أن تتسامح مع فعل "مشين" مثل هذا، لا سيما أن حرق المصحف لاقى إدانة دولية واسعة عززت الموقف الحازم لأنقرة.

وذهبت التقارير إلى القول إن السويد، بمنحها الترخيص لتظاهرة مثيرة للجدل، ربما "أحرقت كل أوراقها التفاوضية لإقناع أنقرة بانضمامها إلى الناتو".

أردوغان
أردوغان

وبدا أردوغان، واضحًا وحاسمًا في التعليق على حادثة حرق المصحف، إذ قال إن "السويد لا ينبغي أن تتوقع دعم تركيا لملف انضمامها إلى الناتو".

وأضاف الرئيس التركي: "من الواضح أن أولئك الذين تسببوا في مثل هذا العمل المشين أمام سفارة بلادنا، لم يعد بإمكانهم توقع أي إحسان منا فيما يتعلق بطلبهم".

وشدد أردوغان على أن "التجديف لا يجب الدفاع عنه على أنه حرية تعبير، ولا يحق لأحد إذلال القديسين"، بحسب تعبيره.

في المقابل، الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، سعى إلى تهدئة التوتر بين أنقرة وستوكهولم بعبارات دبلوماسية حين قال إن حرية التعبير هي "سلعة ثمينة" في دول الناتو، وإن هذه الأعمال، رغم أنها غير مناسبة، إلا أنها ليست "غير قانونية بشكل تلقائي".

أخبار ذات صلة
أردوغان يهدد السويد بعد حرق نسخة من القرآن

واشنطن من جانبها نددت بحرق المصحف، وقرأته من زاوية "أن هذا العمل ربما يكون استهدافًا لوحدة الصف داخل حلف شمال الأطلسي، وسعيًا إلى تباعد حليفين مقربين هما السويد وتركيا".

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الفنلندي، أن على بلاده أن تدرس احتمال الانضمام إلى الناتو دون السويد، في أول موقف من نوعه يلمّح إلى أن احتمالات انضمام السويد للحلف بات ضئيلًا.

وكانت تركيا ألغت زيارة كان من المقرر أن يقوم بها وزير الدفاع السويدي بال جونسون بعد "رؤية أنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات بشأن الاحتجاجات المثيرة للاشمئزاز"، على حدّ وصف أنقرة.

الأكثر قراءة

No stories found.


logo
إرم نيوز
www.eremnews.com