ألغت فنزويلا "بشكل فوري" التفويض الممنوح للبرازيل لتمثيل الأرجنتين في كراكاس، اليوم السبت، خاصة إدارة سفارة بيونس آيرس بعد أن لجأ ستة مسؤولين في المعارضة إليها، حسبما أعلنت وزارة الخارجية.
ويأتي ذلك في خضم توتر في العلاقات بين فنزويلا ودول في أمريكا اللاتينية، في أعقاب إعلان فوز الرئيس نيكولاس مادورو بولاية رئاسية ثالثة، وهي نتيجة رفضت المعارضة وعدد من الدول الإقليمية والغربية الاعتراف بها.
وأفادت الخارجية الفنزويلية في بيان بأن كراكاس "اتخذت قرارًا بالإلغاء الفوري للتفويض الممنوح للبرازيل لتمثيل مصالح الأرجنتين، إضافة إلى إدارة البعثة الدبلوماسية"، مؤكدة حيازتها "أدلة" على "استخدام البعثة للتخطيط لأعمال إرهابية" ومحاولات اغتيال مادورو.
وبحسب وكالة "فرانس برس"، أتت هذه الخطوة بعد ساعات من تنديد المعارضة الفنزويلية السبت بـ"الحصار" الذي فرضته الشرطة على مقر السفارة الأرجنتينية حيث لجأ ستة من كوادرها هربًا من اتهامات بـ"التآمر".
ومنذ مساء الجمعة، تطوّق سيارات قوات الأمن المقر الذي بات في عهدة البرازيل بعدما قطعت كراكاس علاقاتها مع الأرجنتين ودول أخرى، في أعقاب إعادة انتخاب مادورو.
وجاء في رسالة نشرتها زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو على شبكات التواصل الاجتماعي: "هكذا، طلع الضوء على السفارة الأرجنتينية في كراكاس، يحيط بها عملاء النظام الملثّمون والمسلّحون الذين يمنعون وصول الصحافيين على الرغم من أن الشارع ليس مغلقًا".
وقال شهود عيان إن أربع عربات لقوات الأمن على الأقل، اثنتان منها لجهاز الاستخبارات البوليفارية (Sebin) واثنتان للشرطة الوطنية البوليفارية (PNB)، فضلاً عن نقطة تفتيش أمنية تدقق في هويات الأشخاص الذين يتوجّهون إلى المنطقة.
وكتبت ماغالي ميدا، المسؤولة عن حملة ماريا كورينا ماتشادو واللاجئة في مقر السفارة منذ 20 مارس/آذار مع خمسة أشخاص آخرين، على منصة إكس: "في سفارة الأرجنتين... انقطعت الكهرباء".
من جهته، قال لويس ألماغرو، الأمين العام لمنظمة الدول الأمريكية على منصة إكس، إن "هذه التهديدات والإجراءات تتعارض تمامًا مع القانون وغير مقبولة بأي حال من الأحوال من قبل المجتمع الدولي".
وأعلنت الهيئات الانتخابية الرسمية في فنزويلا فوز مادورو بولاية ثالثة في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 يوليو/تموز، غير أن المعارضة رفضت الاعتراف بهذه النتيجة وأعلنت أن مرشحها إدموند غونزاليس أوروتيا حصل على العدد الأكبر من الأصوات.
وأثار إعلان إعادة انتخاب مادورو احتجاجات في فنزويلا قُتل خلالها 27 شخصًا وأُصيب 192 بجروح. وتمّ توقيف حوالي 2400 شخص، حسبما أفادت مصادر رسمية.