الجيش الإسرائيلي: قتلنا محمد كمال نعيم قائد المنظومة المضادة للدروع بوحدة الرضوان
تثار تساؤلات في الأوساط السياسية بشأن حاجة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للجوء إلى صديقه اللدود جدعون ساعر، بعد النجاحات التي حققها ضد إيران وميليشياتها في سوريا والعراق واليمن.
ويتساءل محللون وخبراء عن مدى اضطرار نتنياهو للحصول على دعم بتعيين ساعر وزيرًا بلا حقيبة في الحكومة بعد كل ما أنجزه ضد "حزب الله" وإيران.
واتفق الخبراء على أن نتنياهو يريد تقوية نفسه أكثر، حتى لا يترك الباب مفتوحًا أمام أيّ مفاجآت، وذلك، وفقًا لهم، نابع من قلقه بعد استطلاعات الرأي الأمريكية التي تمنح التقدم للديمقراطية كامالا هاريس، رغم جهود صديقه الجمهوري دونالد ترامب.
الدكتور كمال حمدان خبير الشؤون الإسرائيلية، يقول إن "ساعر بحزبه اليميني انضم إلى الائتلاف الحكومي، متناسيًا كل أحقاده وخلافاته مع نتنياهو. وهذا يعزز الحديث عن فكرة ازدياد القبول والثقل السياسي والحزبي الداخلي لنتنياهو، بفضل الحرب في بضع جبهات وتوابعها".
ويضيف في حديث لـ "إرم نيوز"، أن "أسهم نتنياهو داخل إسرائيل بلغت عنان السماء بعد اغتيال حسن نصر الله وما سبقه من أحداث طالت الصفين الأول والثاني من الميليشيا، ومهد ذلك بتنفيذ فوري لصفقة نتنياهو - ساعر التي أجلها التصعيد، وغيرت في تفاصيلها إلى حين".
ويكمل حمدان حديثه قائلًا: "تراجعت صرخات أهالي المحتجزين الإسرائيليين، وربما يكون ذلك لفترات وجيزة، ولكن نتنياهو تمكن من جعل قضيتهم تتضاءل أمام هذه التطورات الكبيرة والإنجازات".
ويرى أن "نتنياهو حظي فيما يرتبط بالعلاقات الدولية، بدعم أمريكي منقطع النظير من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، رغم الفترة الحرجة التي تسبق الانتخابات. ولا يملك بايدن وكاميلا هاريس إلا أن يعربا عن دعمهما لإسرائيل خاصة بعد هذا الإنجاز"، حسب قوله.
واعتبر حمدان أنه "على الجانب الفلسطيني تعززت الرغبة في إنهاء هذه الحرب بعد هذه التضحيات الجسام. وانتظار الحلول السياسية والمفاوضات التي أتوقع أن تتم موافقة إسرائيلية على صفقة تبادل".
ورجح "أن تكون الصفقة بعد أيام رغبة من نتنياهو في استثمار هذا الإنجاز وإغلاق الطرق على الردود اللبنانية والتداعيات العسكرية من موقع ما يصوره لنفسه بأنه حقق كثيرًا من أهدافه، وجاء ضم ساعر لضمان عدم وجود أي ضربات مؤلمة لائتلافه".
من جهته، يقول اللواء د. وائل ربيع إن "نتنياهو يحاول استغلال كل لحظة قبل إعلان نتيجة الانتخابات الأمريكية، وكأن هاريس ستعطله، وعمومًا قام بضم ساعر استعدادًا للحرب البرية من ناحية، وصفقة تبادل الأسرى التي من الممكن أن يفجرها بن غفير وسموتريتش وهما من الفرحين بقدوم ساعر".
وأضاف في حديث لـ "إرم نيوز"، أن "من الصعب أن يترك نتنياهو وزير الدفاع غالانت في أثناء التصعيد العسكري الجاري، خاصة أن الأخير شريك في النصر، ولن يقبل المستوى السياسي ولا العسكري ولا الشعبي تركه في ظل هذه الظروف، وهو يداعب مستوطني الشمال بالعودة الآمنة القريبة لمستوطناتهم، التي قال عنها نتنياهو في خطابه بالأمم المتحدة إنها تحولت لمستوطنات أشباح".
ويتابع: "بالتالي، الأكثر منطقية أن ساعر جاء هذه المرة للتخلص من بن غفير منذ البداية وليس غالانت، ومن الممكن ضم قوى أخرى، خاصة مع تهديد حزب (يهودت هاتوراة) بالانسحاب، بسبب ملف الخدمة العسكرية لشباب (الحريديم)، التي ربطها بالموافقة على الموازنة الجديدة".
بدورها، تعتبر د. ميادة الصاوي خبيرة الشؤون الإسرائيلية أن "نتنياهو يعيش فترة غير مسبوقة في حياته المهنية، كلها نجاحات ولا قدرة لأحد على الوقوف أمامه".
وتقول: "نتنياهو لديه فريق من المستشارين بقيادة وزير الشؤون الإستراتيجية دان مريدور المقرب جدًّا منه، والذي اختار له موعد ضم ساعر للائتلاف، وتوصيف الوزارة دون حقيبة، لفترة مؤقتة، وبالتالي من المستحيل واقعيًّا إبعاد وزير حرب في وقت تنفيذ العمليات، خاصة أن ساعر ليس لديه الخبرة الكافية لهذا الموقف، والقيادة العسكرية لا تقدره أساسًا".
وترى الخبيرة أن "نتنياهو أقنع ساعر وحزبه بالانضمام إلى الائتلاف ليصبح بقوة 68 مقعدًا، ولا تزحزحه معارضة ضعيفة أساسًا".
وأشارت د. الصاوي إلى "مطالبة الرئيس الإسرائيلي بضرورة تشكيل حكومة واسعة من كل الأطياف، لأن هذا ليس وقت العداءات السياسية".